رأى رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط أنه "من الضروري أن يعمل لبنان على برنامج مع صندوق النقد الدولي، على أن تكون الشروط مقبولة"، معتبرا أن "وجود حكومة الآن يعد أفضل من الفراغ السياسي"، نافيا أن "تكون الحكومة الحالية هي حكومة "حزب الله".
وقال جنبلاط، حديث لـ"عرب نيوز" خلال زيارة قصيرة قام بها إلى باريس: "لدينا وزراء ممتازون، وكنت أؤيد الحكومة بشكل غير مباشر لأنني كنت ضد الفراغ"، واعتبر أنه "لا يمكن تغيير النظام السياسي الحاكم في لبنان والذي انبثق عن إتفاق الطائف، سوى من خلال قانون إنتخابي جديد".
وعن الظروف التي آلت إليها الأوضاع الحالية في لبنان، اعتبر أن "المسؤولية تنقسم بين الطبقة السياسية وبين سوء إدارة الشؤون العامة"، مشيرا الى إلى أن "لبنان كان يلجأ الى المجتمع الدولي في كل مرة يقع في أزمة، وعقدت لهذا السبب مؤتمرات باريس 1 و2 و3، إضافة إلى المساعدات العربية. لكن هذه الطريقة لم تعد فاعلة اليوم، وعلينا إعادة جدولة الديون والعمل على برنامج مع صندوق النقد الدولي، على أن تكون الشروط مقبولة".
أضاف: "ربما علينا أن نطلب من الصندوق أن يدير شؤوننا مثل قطاع الكهرباء والمرافق العامة الأخرى، لأنه يبدو أن الطبقة السياسية والإدارة الفعلية غير قادرة على القيام بما هو مطلوب".
وعن إمكانية رفض "حزب الله" لبرنامج صندوق النقد الدولي المرتقب، رأى أن "معظم اللبنانيين يعتمدون على النظام المصرفي، وصندوق النقد الدولي لا يشكل خطرا على حزب الله، ويجب التوصل إلى حل. إلا إذا كان لدى الحزب حل آخر لتحمل نفقات الشعب اللبناني وتأمين الرعاية الصحية له".
وعما إذا كان يخشى على سلامة الدروز في لبنان بسبب علاقته المعقدة مع النظام السوري و"حزب الله" المدعومين من إيران، قال: "لا أخشى فقط على الدروز، بل على لبنان بأسره"، ولفت الى أن "وجود خصوم لي مدعومين من السوريين والإيرانيين هو مشكلة بسيطة. انا اخاف على البلد عندما تذهب النخبة من المواطنين إلى السفارات الأجنبية للسفر من لبنان لأنهم لا يجدون مستقبلا لهم في بلدهم"، واوضح أنه لا يزال يدعو إلى "الحوار مع "التيار الوطني الحر"، من أجل التعايش بين الدروز والمسيحيين".
وعن الحراك الشعبي في لبنان ورفضه للطبقة السياسية، وإذا ما كان يشعر أنه جزء منها ومسؤول عن بعض المشكلات، قال : "كنت جزءا من الطبقة السياسية، لكن الناس يلقون باللوم على الجميع، على الرغم من أنهم لا يستطيعون اتهام الجميع. أنا من الأقلية بسبب نظامنا، وهناك حقيقة متمثلة بأن لبنان بوضع فريد، وهو أن لدينا دولة لبنانية بالإضافة إلى كيان آخر مواز آخر وهو حزب الله".
وأوضح "علينا أن نتوصل إلى تفاهم مع حزب الله بشأن عدد من القضايا، مثل السيطرة على الحدود الرسمية وغير الرسمية ومكافحة الفساد معا"، معتبرا أنه "لا بد من ترك مسألة سلاح حزب الله في الوقت الراهن، لأنه لا يمكننا مناقشة هذه المسألة والبحث في مستقبل لبنان في الوقت نفسه"، مشيرا الى أن "السلاح كان القضية الرئيسية، لكن الآن لا أحد، لا نحن ولا الثوار، نطرح هذا الموضوع".
وإذ اعتبر أن "هناك بعض وجهات النظر المتعارضة بين حزبه وحزب الله"، لفت إلى أن "لدى حزب الله استقلالا ماليا وهو الأمر الذي يفتقر إليه الكثير من اللبنانيين".
وأوضح أن "إنتاج طبقة سياسية جديدة يتم من خلال الانتخابات. لا أعرف إذا كان يمكن تغيير النظام السياسي القائم بالفعل، وهذا الأمر متروك للشعب. ولا يمكن إحداث تغيير في النظام إلا من خلال قانون انتخابي جديد، وحتى الآن تصبو الثورة إلى سقوط الطبقة السياسية لكنها لم تحقق أي وسيلة لتحقيق ذلك".
وأعرب عن خشيته من "حدوث صراع بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران على الأراضي اللبنانية"، لافتا إلى أن "البلد على وشك الانهيار"، معتبرا أن "فوز المتشددين في الإنتخابات الإيرانية التي جرت مؤخرا قد يؤدي إلى تشديد قبضة طهران على بيروت".
وعن عدم إدانة الحكومة للهجمات الإيرانية على منشآت "أرامكو" النفطية في السعودية في أيلول الماضي، قال: "لقد أدنتها حينها، لكنني لم أكن وزيرا للخارجية، وللأسف فإن لبنان منقسم".
وعن زيارته المرتقبة إلى روسيا، قال: "لطالما كان لدي علاقات جيدة مع الروس، وتجمعنا علاقات ممتازة منذ زمن الإتحاد السوفيتي. إن الزيارة مهمة لا سيما وأن الروس يشكلون قوة مهمة في الشرق الأوسط".
وعما إذا كان ينوي زيارة دول مجلس التعاون الخليجي، قال: "لم أتلق أي دعوة، إلا أن علاقاتي جيدة مع السعوديين والكويتيين".
وإذ أشار إلى أن "20 أيلول 2020، سيكون تاريخ الإحتفال بالذكرى المئوية للبنان الكبير"، سأل: "ما الذي يعنيه هذا الإحتفال مع الإنهيار الإقتصادي وعندما يكون لبنان معزولا وغير محمي بتسوية تضم الغرب والشرق والعالم العربي".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.