أطل شبح الاغتيالات مجدداً في العراق، مساء الثلاثاء، حيث أفادت مصادر لقناتي العربية/الحدث باغتيال الناشط عبد القدوس قاسم، والمحامي كرار عادل في العمارة بمحافظة ميسان جنوب البلاد.
وأفاد ناشطون بأن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على قاسم وعادل في منطقة الحي الصناعي، قبل أن يلوذوا بالفرار.
إلى ذلك، تجمع العشرات ليلاً في ميسان لوداع الناشطين. وأظهر أحد المقاطع المصورة أم عبد القدوس تنتحب فوق جثة ابنها، في حين تعالى صوت أحد الناشطين متهماً أحزاب الحكومة بقتلهما.
يذكر أن مخيمات التظاهر في ميسان كانت تعرضت قبل شهر لاعتداءات من قبل أنصار التيار الصدري (الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر) وما يعرف بـ "القبعات الزرقاء"، على إثر زيارة عدد من ناشطي بغداد ومحافظات أخرى ساحة التظاهرات في المحافظة الجنوبية من أجل النسيق بين ساحات التظاهر في مختلف أنحاء العراق.
محطات عنيفة
وشهدت التظاهرات في العراق منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر الماضي، محطات عنيفة، واغتيالات طالت نشطاء فاعلين فيها، وإعلاميين ومحامين.
وعلى الرغم من أن العديد من تلك الاغتيالات وثقت عبر كاميرات مراقبة وضعت في الشوارع، إلا أنه لم يتم توقيف أي متهم حتى الآن.
كما شهدت تلك الاحتجاجات التي انطلقت بداية للمطالبة بحقوق معيشية ومكافحة الفساد قبل أن تتحول إلى مطالب سياسية تدعو للتغيير الجذري، محطات عدة، اتسمت بالعنف ما أدى إلى مقتل المئات من المتظاهرين.
ففي تصريحات سابقة لـ"العربية"، أوضح علي البياتي، المتحدث الرسمي لمفوضية حقوق الإنسان أن التظاهرات العراقية شهدت سقوط أكثر من 550 قتيلا.
إلى ذلك، أظهر استطلاع أعدته وكالة رويترز في وقت سابق، استنادا إلى ما ذكره مسعفون والشرطة، مقتل حوالي 500 شخص، معظمهم من المحتجين، وتسجيل حوالي 80 حالة اختطاف منذ انطلاق الاحتجاجات. وقد أطلِق سراح حوالي 22 من المختطفين فقط.
وكانت "منظمة العفو الدولية" قد ذكرت في تقريرها عن واقع حقوق الإنسان بالعراق لعام 2019، أن "قوات الأمن، بما في ذلك فصائل من قوات الحشد الشعبي، استخدمت القوة المفرطة ضد المحتجين، فيما يتعرض النشطاء للقبض عليهم والاختفاء القسري والتعذيب، وغير ذلك من أشكال الترهيب، على أيدي أجهزة الاستخبارات والأمن".
العربية.نت
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.