وجه النائب نزيه نجم "رسالة الى الحكومة"، سألها فيها لماذا لم تعلن حال الطوارئ وتفرض الإقفال العام كي تضمن العزل ووقف تفشي فيروس كورونا.
وجاء في الرسالة: "لبنان على شفير الكارثة، إن لم نقل أننا بتنا في قلبها، والصمت ما عاد مقبولا. ثمة سلطة تنفيذية من المفترض أن تكون هي المسؤولة والمبادرة. ثمة سلطة تنفيذية من المفترض أن تتخذ القرارات العاجلة، ولكن يبدو أن الفيروس أصابها، فقررت حجر نفسها عن اللبنانيين، بدل أن تسهل عليهم حجر أنفسهم منعا لتفشي كورونا.
من عزلتكم أجيبونا: لماذا لا يستبدل بعض الوزراء خطاباتهم المتواصلة بقرارات عملية بدل التبريرات، ألم يكن الوضع أفضل؟ لماذا لم تعلن حال الطوارئ، ويفرض الإقفال العام والحد من التنقلات، كي نضمن العزل ووقف التفشي؟ حتى الساعة، لا جواب من مسؤول بينكم يبرر التأخير في قرار من هذا النوع.
ندرك أن الأمر يتطلب تعاونا بين الشعب والحكومة، ولكن ماذا قدمت الحكومة من تسهيلات للشعب ليتمكن من الصمود؟ هل يتحمل المسؤولون، من رئيس الحكومة إلى وزرائها جميعا، مسؤولية تفشي الوباء بين اللبنانيين بسبب مماطلتهم وتقاعسهم عن اتخاذ القرار؟ مسؤوليتكم أمام الله والوطن والشعب كبيرة، ولن نسكت عن تقصيركم والتاريخ سوف يحاكمكم.
يتباهى الوزراء بأن الاجراءات المتبعة تشابه إجراءات دول غربية، ولكن ما لم ينتبهوا له أن ظروف الغرب مختلفة: بتركيبة المجتمع ووضعه المعيشي وبناه التحتية وتأمين أساسيات العيش، ووضع الطبابة والإستشفاء. لم ينتبهوا الى أن بلدنا مهدد بقنبلة مئات آلاف الأشخاص بين لاجئ فلسطيني ونازح سوري، عدا عن بؤر الفقر والكثافة السكانية في العديد من الأحياء اللبنانية.
من اليوم، لماذا لا تعلن حال الطوارئ، وتواكب بخطة لعزل المناطق وإجبار الجميع على التزام المنازل، وتأمين المسلتزمات الأساسية من مأكولات ودواء لكل الأحياء السكنية لتجنب التنقل؟ من اليوم، لماذا لا يقفل المطار نهائيا، وتقفل الحدود كلها من معابر شرعية وغير شريعة، وليراقب الجيش معابر التهريب عبر طائرات الدرونز، فنضبط حدودنا الجوية والبحرية والبرية كي نتمكن من الحد من دخول الحالات؟ من اليوم، لماذا لا تستحدث أماكن حجر مخصصة ومجهزة تحت رقابة فريق مشرف، كي لا تبقى الأمور إستنسابية؟ من اليوم، الاجراءات باتت ملحة ومطلوبة: لقد اكتفينا من مماطلتكم في توقيف الرحلات من بلدان الوباء، ولقد اكتفينا من إهمالكم في متابعة بعض الحالات، وتكفينا عشوائيتكم في فحص الوافدين الى لبنان.
وفي انتظار الحكومة كي تستيقظ من غيبوبتها، علينا كمجتمع أن نبادر لنحمي أنفسنا، فنفرض الإقفال والتزام المنازل، للمساهمة في مسؤوليتنا تجاه بلدنا وشعبنا.
وختاما تحية من القلب لأبطالنا الأطباء والممرضين وأفراد الجسم الإستشفائي والإسعافي، تعازينا لعائلات ضحايا كورونا، ودعواتنا بالشفاء للمصابين. حمى الله لبنان وشعبه".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.