16 آذار 2020 | 12:00

تكنولوجيا

بعد الصين.. "كورونا" يُخفّض مستويات التلوث في إيطاليا!‏

بعد الصين..

يبدو أن إيطاليا تلحق بالصين في كل ما يتعلق بفيروس كورونا الجديد، إذا باتت ثاني أكبر بؤرة ‏للفيروس منذ تفشيه في أواخر كانون الاول الماضي بعد الصين، سواء من حيث الإصابات أو ‏الوفيات، وكذلك الأمر بالنسبة للتلوث.‏

ولحقت إيطاليا بالصين أيضا فيما يتعلق بانخفاض مستويات التلوث، وخصوصا تلوث الهواء، ‏بسبب تفشي فيروس كورونا وما نجم عنه من إغلاق تام للمصانع وحظر السفر، في شمالي ‏إيطاليا.‏

وكشفت صور الأقمار الصناعية أن تلوث الهواء في شمالي إيطاليا انخفض بشكل حاد بعد أن ‏أجبر الفيروس البلاد على الإغلاق.‏

وتعد الصور مثالا آخر مدهشا على كيفية قيام الوباء بخفض انبعاثات غازات الدفيئة من النشاط ‏البشري، بعد أن لوحظ نفس التأثير في الصين، حيث بدأ تفشي المرض.‏

وأظهرت الصور التي التقطتها وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، لأوروبا وشمال إيطاليا انخفاضا ‏ملحوظا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز ضار ينبعث من محطات توليد الطاقة ‏والسيارات والمصانع، وفقا لما ذكرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.‏



وقال كلاوس زينر، الذي يدير القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنتينل 5 بي" الذي التقط الصور ‏إنه "على الرغم من احتمال وجود اختلافات طفيفة في البيانات بسبب الغطاء السحابي وتغير ‏الطقس، إلا أننا واثقون جدا من أن انخفاض الانبعاثات الذي يمكننا رؤيته يتزامن مع الإغلاق في ‏إيطاليا الذي تسبب في انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية".‏

يشار إلى أنه في إيطاليا، التي شهدت أكبر تفش للفيروس في الغرب، ارتفع عدد الإصابات ‏بكورونا الجديد إلى 24747 إصابة، فيم ارتفع عدد الوفيات إلى 1809 حالات، وفرضت ‏الحكومة أشد الضوابط المطبقة على دولة غربية منذ الحرب العالمية الثانية.‏

وكانت إيطاليا بدأت عمليات الإغلاق الأولى لكافة المناطق الواقعة في شمالي البلاد في الثاني ‏والعشرين من شباط الماضي، عندما تم تعليق الأنشطة العادية في 11 منطقة، حيث تم إغلاق ‏جميع المدارس والجامعات والمعالم السياحية.‏

وبعد ذلك بأسبوعين، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي توسيع منطقة الحجر الصحي ‏لتشمل جزءا كبيرا من شمالي إيطاليا، مما أثر على ما لا يقل عن 16 مليون شخص، وتقييد ‏السفر من المناطق المتضررة أو إليها أو داخلها، وحظر جميع الفعاليات.‏

ونتيجة لهذا الإجراء، أغلقت العديد من المكاتب في ميلانو وألغت شركات الطيران رحلاتها إلى ‏شمالي إيطاليا، كما أغلق القطاع الصناعي في البلاد، بدءا من مصانع السيارات إلى مصانع ‏الأزياء.‏

يشار إلى أنه في الصين، قال خبراء إنه في الأسابيع الأربعة حتى 1 آذار، انخفضت انبعاثات ‏ثاني أكسيد الكربون بمقدار الربع، ما يقدر بنحو 200 مليون طن.‏

وكشفت صور الأقمار الصناعية المماثلة في جميع أنحاء البلاد من وكالة "ناسا" أيضا عن ‏انخفاضات كبيرة في ثاني أكسيد النيتروجين حيث بقي الناس في المنزل وتباطأت الصناعة أو ‏أغلقت.‏

ووجد العلماء أن فيروس كورونا الجديد قضى على ما لا يقل عن ربع انبعاثات الصين من ‏الغازات الدفيئة المدمرة في أسبوعين فقط في منتصف شباط.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 آذار 2020 12:00