كتب طارق شريف:
من ركائز إمتهان العمل السياسي امتلاك فن المراوغة.
في لبنان، يمتلك حزب الله فن المراوغة و يمتهن من خلاله العمل السياسي منذ ال٢٠٠٥، لكنه يعمل على اقناع الجمهور و البيئة الحاضنة بأنه حزب مبدئي لا يساوم على قضاياه ، مستثمراً في عملية الاقناع هذه تاريخاً حافلاً بالمقاومة و التحرير.
هي نفسها قصة رئيس الجمهورية الذي استثمر سنوات المنفى ليقنع قاعدته الشعبية انه لا يقايض المواقع و لا يبيع او يشتري القضايا.
يواجه جمهور "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" منذ ال ٢٠٠٨ تقريباً محطات صعبة التبرير، لكنهما يجدان المخرج لزعمائهما في لحظات التخلّي الأخيرة.
فعلى سبيل المثال:
من كان يتوقع من بعض جمهور حزب الله تبرير عملية تسهيل خروج الفاخوري (و هنا اقول بعض، لأن من لم يستطع التبرير لعب دور النعامة واضعاُ رأسه في الرمال).
يشفع لهذين الرجلين (السيد والجنرال) امام جمهورهما تاريخهما الحافل بالتضحيات قبل بيع هذا التاريخ في سوق السياسة .
لكن صدقاً ، ما جمعه حزب الله و ميشال عون من رصيد مصيره ان ينفذ.
ان سيمفونية المقاومة شيء والأداء السياسي شيء آخر. اصبحت سيمفونية بالية.
و نغمة فصل رئيس الجمهورية عن تياره الوطني الحر اصبحت نغمة سخيفة.
ولا يدلان في الواقع الّا على مكابرة الجمهور احتراماً لتاريخ الأشخاص و مبادئهم اللتي نشأوا عليها.
في النتيجة، ربَط السيد والجنرال مصير جمهورهما و احزابهما بمصيرهما الشخصي. فينتفي موقع حزب الله على الساحة اللبنانية مع انتفاء سيده، وتنتفي الحالة العونية مع انتفاء عهد سميّ على اسمها.
في لبنان، تناوبت جهات كثيرة السيطرة على مراكز القرار من مارونية سياسية الى قوى امر واقع فلسطيني مروراً بالحقبة السورية، فكلما طار طيرُ من طيور السياسة حتى انتظرناه يسقط في جرّة قلم على مسودة قرار سياسي.
يحافظ على وجوده فقط من يحافظ على ارتفاعاته المنخفضة.
هذا ما لم يفعله الحليفان، و ان غداً لناظره قريب!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.