26 آذار 2020 | 10:20

إقتصاد

ميشال ضاهر: عجّلوا بـ"كابيتال كونترول" … الودائع "على الورق"‏

ميشال ضاهر: عجّلوا بـ

"كتب رضوان عقيل في جريدة "النهار


‎ ‎ينتظر اللبنانيون ما ستقدم عليه الحكومة في موضوع الـ”كابيتال كونترول” الذي لم تنضج ‏توليفته بعد، ولا سيما أن القوى السياسية الحاضنة لها ليست على رأي واحد. وينسحب المناخ ‏نفسه على الكتل النيابية التي تَراجع نشاطها إلى الصفر جراء فيروس كورونا الذي نجح في ‏حبس جميع النواب في بيوتهم على غرار حال العدد الأكبر من المواطنين وتطبيقهم الحجر ‏المنزلي، الخيار الصائب لجَبه هذا “الضيف” ومقاومته. ‏

ولم يمنع الفيروس المواطنين من التفكير والقلق على مصير ودائعهم المعلقة في المصارف، ولا ‏سيما العملات الأجنبية منها وعلى رأسها “السيد دولار”. ولذلك تتجه الأنظار إلى حصيلة القرار ‏الذي سترسو عليه حيال مشروع الـ”كابيتال كونترول‎”.‎

‎ ‎وعند مفاتحة عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ميشال ضاهر بالملفات المالية الساخنة، يتحدث ‏في قضاياها من دون قفازات. وسبق له أن أطلق جملة من التحذيرات تحت قبة البرلمان في ‏اللجان النيابية وعلى مسمع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إضافة إلى مداخلاته في الجلسات ‏التشريعية وعند إقرار الموازنتين العامتين في السنتين الأخيرتين. وتميّز في أكثر من محطة عن ‏خيارات فريقه النيابي. وينطلق ضاهر من مسألة أن الأموال لم تعد موجودة. ويسأل: هل ما ‏زالت عندنا مصارف؟ مؤكداً أن الأرقام التي تبرعت بها جمعية المصارف لمساعدة الدولة في ‏مواجهة كورونا “هي من أموال الناس‎”.‎

ويشدد هنا على الإسراع في إنجاز الـ”كابيتال كونترول”، وأن “أي تأخير لا يصبّ في مصلحة ‏أحد، ولا يمكن الوصول إلى “هيركات” قبل المرور في “كابيتال كونترول”. على أن تبدأ الأمور ‏في هذه الحالة بالتدرج. ومن المؤسف والمخجل في البلد أنّ بعض أصحاب المصارف ما زال ‏يظن نفسه أنه ما زال يملك هذه المؤسسات”.‏

‏ ويعود إلى التذكير بالاقتراح الذي قدّمه في المجلس الذي يجيز لحاكم مصرف لبنان القيام بإجراءٍ ‏ما حيال “كابيتال كونترول”. و”على الرغم من معرفتي للحساسية الموجودة بين قوى السلطة ‏والبنك المركزي ودور الحاكم الذي كان يردد أنه لا توجد عنده صلاحية القيام بتنفيذ الـ “كابيتال ‏كونترول”. وعرفت آنذاك أنه يتهرب من سلوك هذا الإجراء، علماً أن قانون النقد والتسليف ‏يجيز له القيام بمثل هذا الإجراء. وأردت حشره في هذه النقطة وأبلغته أنني أحضّر مشروع ‏قانون في هذا الخصوص، وركّزت في مضمونه أنه يجوز لحاكم مصرف لبنان وضع الضوابط ‏على التحويلات المالية بحسب ما يراه مناسباً. وثمة نائب عمد هنا للاتصال بالرئيس نبيه بري ‏وشرح له سيئات “كابيتال كونترول” وأخطاره، وتقديمه وجهة نظره المعارضة. والمفارقة أن ‏هذا الزميل، وهو رئيس لجنة، غيّر رأيه حيال طرحه السابق ولم يعد يتواصل مع رئيس ‏البرلمان”.‏

وفي خضم هذا المأزق، يدعو ضاهر عبر “النهار” الحكومة إلى تحضير قرار يقول بالحرف ‏الواحد إنه “يجوز لحاكم مصرف لبنان وضع الضوابط على التحويلات المالية الخارجية بحسب ‏ما تقتضيه مصلحة البلد العليا. وإذا كان سلامة اليوم يتحجج بعدم توصّله أو قدرته على ” كابيتال ‏كونترول”، فهذا كلام غير دقيق ولا سيما أنه في وقت سابق أقدم على تنفيذ هندسات مالية ‏وتطبيقها، وخسرت الدولة بموجبها حوالى 5،6 مليارات دولار”. ‏

‏ ويسأل: “هل كان القانون يسمح له باتخاذ مثل هذه الإجراءات التي فعلها؟ وعليه، فإنه يتحمل ‏كامل هذه المسؤولية بعد حصوله على قرار من هذا النوع. وعندما يُصدر سلامة قراراً بمنع ‏التحويلات يصبح محميّاً من الحكومة، ويكون هنا قد حصل على تفويض منها بحسب ما يراه ‏مناسباً. ما دام هو نفسه يقول أن لا أموال لديه. ولا بد من الإشارة إلى توافر جملة من الضوابط ‏في “كابيتال كونترول”. ويقدم بعدها على الإشارة إلى أنه مسموح حصول التحويلات الخارجية ‏لاستيراد البضائع وإبراز فواتير الشحن في مثل هذه الحالات، وألّا تحصل تحويلات شخصية”.‏

أين الودائع؟

‏ وماذا تقول للمودعين الحائرين والقلقين على ودائعهم في المصارف؟

يجيب ضاهر: “لولا فيروس كورونا في هذه الأيام لرأينا اللبنانيين في الشارع حيال هذه الملف ‏الحساس. وأخشى من تفاقم الأمور ونزول الناس إلى الشوارع للتظاهر، بالرغم من وجود ‏الكورونا، والمطالبة بحقوقهم. وقد يُقدمون على مثل هذه الخطوة في حال عدم حصولهم على ‏تطمينات على ودائعهم. ولا بد هنا من التأكيد على أن رأسمال المصارف قد طار، وهي في ‏أوضاع سلبية جداً، وأنا مسؤول عن كلامي هذا أمام جميع اللبنانيين. وأقول إن أموال اللبنانيين ‏في المصارف هي على الدفاتر والورق. المفارقة أن القوى السياسية تعيش في كوكب آخر… ‏وهل بقيت هنا دولارات؟!”.‏

ويضيف أن “الاحتياط الموجود اليوم في البنك المركزي هو 21 مليار دولار، من بينها 16 ‏ملياراً إحتياطي إلزامي، ولا يستطيع الحاكم المسّ بها، فيتبقّى في حوزته 4 أو 5 مليارات. وإذا ‏تم الاستمرار في استيراد المحروقات ودفع ثمن القمح وغيره، فإن هذا الرقم سيتبخّر في نهاية ‏السنة الجارية”.‏

‏ ويحذّر ضاهر من “التأخير الحاصل في معالجة هذه المشكلة جراء حجم تفاقمها، فالتأخير في ‏الوصول إلى العلاجات السريعة سيقلل من قيمة الودئع الموجودة وهي تقدر بـ 110 مليارات ‏دولار، حيث تغطي بعضها البعض، وفي المقابل ثمة 38 مليار دولار ديونٌ على القطاع الخاص ‏والباقي مع البنك المركزي وهي غير موجودة”.‏

‏ وإلى أين يتجه البلد في حال عدم توصّل الحكومة إلى خطة مالية مدروسة؟

‏ يختم ضاهر: “عليها التحدث مع الناس بكل صراحة وشفافية”.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 آذار 2020 10:20