في وقت يشل فيه الخوف من تفشي فيروس الكورونا معظم مرافق الحياة في عاصمة الجنوب ، فينكفىء القسم الأكبر من المواطنين الى بيوتهم ملتزمين الحجر الصحي ، وتنعكس التدابير المتخذة جموداً على العديد من القطاعات التي علق فيها العمل او اقفلت ابوابها حتى انتهاء فترة التعبئة العامة ، وحدهم صيادو الأسماك يسرحون ويمرحون في بحر المدينة دون خوف او قلق من هذا الفيروس ، يرتمون في احضان المدى الأزرق ويرمون فيه شباكهم ومعها همومهم وضغوطهم النفسية التي ترافقهم على البر جراء الحذر والحظر الذي يفرضه كورونا على كل الناس في المدينة . يلجأ الصيادون الى البحر حيث يجدون فيه متفرقين متباعدين بمراكبهم ملاذهم النظيف ماءً وهواءً وشمساً ما يقيهم من فيروس كورونا ، كما يجدون في ما يجود عليهم به من اسماك ورزق ما يخفف عنهم وطأة الأزمة المعيشية وضيق الحال الذي تمر به معظم العائلات التي تعتمد على البحر في معيشتها ، ومنهم ايضا باعة واصحاب مزادات البيع في سوق السمك عند مدخل ميناء الصيادين والذي اعيد فتحه بمسعى من النائب بهية الحريري وبعد تعهد القائمين عليه بالتزام التدابير الوقائية من فيروس كورونا .
فقد انتظم العمل في سوق بيع السمك " الميرة" في صيدا والذي سجل حركة شبه عادية لكن من دون الإزدحامات التي كان يشهدها قبل تطبيق الإجراءات الاحترازية ، حيث تم تنظيم عملية الدخول اليه تحت اشراف مخابرات الجيش اللبناني ونقابة صيادي الأسماك وبشكل يمنع حصول او تزاحم من قبل الزبائن او الصيادين او اصحاب مزادات وبسطات السمك سواء داخل السوق او على بابه .
وقال نقيب صيادي الأسماك في صيدا نزيه سنبل " اليوم اعدنا افتتاح السوق مع تطبيق التدابير الاستثنائية التي تم الاتفاق عليها مع الجهات المختصة منعاً لحصول اي ازدحام فيه وللوقاية من فيروس كورونا ، وحددنا شروطاً على الصيادين عامة والعاملين في السوق بشكل خاص ، حتى يكون كل شيء منظماً ، ولا يتعرض احد لخطر تفشي هذا الفيروس ولا يتأذى اي انسان . وكما ترون نسمح بدخول الصيادين الى السوق فرادى وتباعاً وبشكل لا يؤدي الى تزاحم على بسطات ومزادات بيع السمك وليتسنى للجميع ان يبيع ويشتري لكن وفق الاجراءات الوقائية وان شاء الله تستمر هذه الوتيرة حتى يكون الجميع راضياً ، ويؤمن كل صياد وصاحب بسطة داخل السوق معيشته .
وتوجه سنبل بإسم نقابة صيادي الأسماك في صيدا بالشكر الى النائب بهية الحريري على مسعاها وجهودها من اجل اعادة فتح سوق السمك وتنظيم الدخول اليه حرصاً على سلامة الصيادين والذين يعملون فيه وعلى استمرار تأمين معيشتهم من خلاله .
وطمأن سنبل الى انه لا خوف من بحر صيدا وما يجود به من خيرات لأن بحر صيدا نقي ولا كورونا فيه ، سائلا الله ان تزول هذه الغمة عن جميع الناس .
من جهته قال الصياد جمال بلباسي الذي عاد من رحلة صيد حاملاً الى سوق السمك ما ظفرت به شباكه من ثمار البحر ، ان البحر نظيف لأن الشمس والمياه المالحة تطهره وتعقمه تلقائيا ، وعندما "نكسح" – اي نبحر للصيد - نرتاح نفسياً خاصة عندما نعود بما اصطدناه من اسماك لبيعه في سوق السمك واليوم اصطدنا" جربيدة وسلطان وقريدس وسلاطعين" علماً ان السمك فيه مادة فوسفور تقوي المناعة ضد الكورونا.
وقال الصياد ابراهيم بوجي " نسأل الله أن يرفع البلاء عن الناس ويزيل الوباء وينعم علينا براحة البال ويخفف عنا الأزمة المعيشية" .
المصدر : رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.