4 نيسان 2020 | 19:50

مجتمع

‏"كورونا".. "جيش أبيض" منهك يقارع الوباء

‏

مع ازدياد عدد المصابين بفيروس كورونا إلى أكثر من 1.1 مليون شخص حول العالم، برزت ‏إلى الواجهة بشكل أعمق أزمة نقص المعدات لدى الطواقم الطبية في العديد من البلدان التي ‏داهمها الوباء.‏

إذ تعاني أنظمة الرعاية الصحية من الإجهاد تحت ضغط تدفق المرضى وقلة المعدات الطبية ‏المهمة في تلك المعركة ضد "عدو غير مرئي"‏

ويثير نقص أجهزة التنفس الصناعي وكذلك الأقنعة الواقية والقفازات، مخاوف متزايدة بشأن ‏تعرض الطواقم الطبيبة أو "الجيش الأبيض" كما يطلق عليه في عدة بلدان للخطر.‏

وقد سجلت كل من إيطاليا وإسبانيا، الدولتان الأكثر تضرراً في أوروبا، نسبة عالية من ‏الإصابات بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.‏

فعند الحديث عن معاناة الأطباء والمستشفيات غالبت الدموع رئيس نقابة المستشفيات في إيطاليا.‏

‏"ينظرون للموت بأعينهم"‏

وبصوت متقطع حاول كارلو باليرمو، مغالبة دموعه متحدثاً للصحفيين في روما عن المخاطر ‏الجسدية والصدمات النفسية التي يسببها التفشي، مشيرًا إلى تقارير تفيد بانتحار ممرضتين.‏

وقال: "أستطيع أن أفهم أولئك الذين ينظرون للموت بأعينهم كل يوم، الذين هم على الخطوط ‏الأمامية، الذين يعملون مع شخص ربما يكونا مصابا، ثم بعد بضعة أيام تراه في وحدة العناية ‏المركزة أو يموت ... حالة إجهاد لا توصف. لا تطاق".‏

ففي إيطاليا، أصيب أكثر من 11 ألف من العاملين الطبيين - أقل بقليل من 10٪ من إجمالي ‏الإصابات الرسمي - وتوفي حوالي 73 طبيبًا، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة ورابطة الأطباء، ‏التي ترصد عدد القتلى.‏

ولم يكن جميع الأطباء الضحايا يعملون في المستشفيات، بل إن العديد منهم كانوا من خارج ‏المستشفى كأطباء الأسنان، ويعتقد أنهم تعرضوا للإصابة بسبب انتقال الفيروس عبر قطرات ‏الجهاز التنفسي.‏

وتيرة أسرع في إسبانيا

أما في إسبانيا، فيصاب العاملون في مجال الصحة بفيروس كوفيد -19 بمعدل أسرع من أي ‏دولة أخرى، مع حوالي 15٪ من إجمالي الحالات التي بلغ عددها حوالي 125 ألف حالة من ‏الأطباء والممرضات وغيرهم من الموظفين الطبيين.‏

وتعرض العاملون في مجال الصحة في البلاد للعدوى بسبب نقص الإمدادات الطبية، حيث تم ‏إجبار ممرضات وأطباء في بعض الأحيان على إصلاح بدلات الحماية المؤقتة باستخدام ‏البلاستيك مثل أكياس القمامة.‏

بعد تعطّل خطوط الشحن التجارية، بدأت الحكومة تنقل المنتجات الطبية جوا من موردين في ‏الصين على طائرات شحن عسكرية.‏

كما ساعدت شركات إسبانية خاصة من خلال استئجار طائرات لشحن الإمدادات.‏

في الوقت نفسه، تحول جزء من الصناعة المحلية إلى إنتاج الأقنعة والملابس وأجهزة التنفس ‏لوحدات العناية المركزة المزدحمة.‏

يشار إلى أنه في جميع أنحاء العالم، ارتفعت الإصابات المؤكدة إلى أكثر من 1.1 مليون شخص ‏وتجاوزت الوفيات 60 ألفا، وفقًا لإحصاء لجامعة جونز هوبكنز.‏

إلا أن الخبراء يرجحون أن الرقمين أقل من الواقع الحقيقي بكثير بسبب نقص الاختبارات ‏والحالات الخفيفة التي التغاضي عنها والحكومات التي تقلل من أهمية الأزمة.‏


العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 نيسان 2020 19:50