5 نيسان 2020 | 00:13

مجتمع

ما هي آخر بقاع في الأرض سيطالها "كورونا"؟

ما هي آخر بقاع في الأرض سيطالها

مع بداية السنة الجارية، وتحديدا في منتصف الشهر الأول منها، كان فيروس كورونا محصورا ‏في الصين فقط، ولم تظهر حينها أي إصابة خارج حدودها، ولكن خلال يوم واحد فقط وفي 13 ‏يناير/كانون الثاني الماضي أصبح المرض خطرا عالميا، حيث سُجل ظهور حالة في تايلاند ‏لتتبعها حالات أخرى في اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ثم انتشرت الإصابات في ‏مختلف أنحاء العالم، لتبلغ اليوم أكثر من مليون حالة تمتد في مساحات شاسعة من نيبال إلى ‏نيكاراغوا.‏

السؤال المهم .. هل مازالت هناك أماكن تخلو من كورونا؟

وتأتي الإجابة المفاجئة لهذا السؤال، أنه نعم، بالفعل هناك 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، ‏وحتى 2 أبريل/نيسان الجاري لم تسجل 18 دولة ظهور حالات فيروس كورونا فيها، بحسب ‏جامعة جونز هوبكنز الأميركية.‏

في التفاصيل، يُرجح الخبراء أن بعض هذه الدول لم تبلغ عن ظهور حالات فيها من أمثال: ‏كوريا الشمالية التي لم يعلن فيها رسميا عن وجود فيروس كورونا، وكذلك اليمن الذي تمزقه ‏الحرب.‏

وهناك دول لم يصلها الفيروس أغلبها جزر صغيرة قليلة الزوار، منها 7 بين 10 دول الأقل ‏زيارة في العالم بحسب بيانات الأمم المتحدة تخلو من فيروس كورونا.‏

فبعد موقع هذه الدول يعني شيئا واحدا، هو أنه هذه الدول الجزر معزولة ذاتيا من الأساس عند ‏تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي عليها.‏

يعود السبب في ذلك إلى أن هذه الدول هي جزر معزولة ذاتيا من الأساس، منها جزيرة ناورو ‏الواقعة في المحيط الهادي، وتقع على بعد نحو 200 ميل من أقرب أرض إليها، وهي أراضي ‏جزيرة بانابا، وجزء من كيريباتي. وأقرب مدينة كبيرة تربطها بها رحلات طيران هي بريسبان ‏التي تقع على بعد 2500 ميل إلى الجنوب الغربي منها، وهي ثاني أصغر دولة عضو في الأمم ‏المتحدة من حيث المساحة بعد موناكو، والثانية أيضا من حيث عدد السكان بعد توفالو، حيث ‏يزيد عدد سكانها قليلا عن 10 آلاف نسمة.‏

وتعد واحدة من أقل البلدان زيارة في العالم، وعلى الرغم من أنها لا تظهر في أي بيانات خاصة ‏بالأمم المتحدة إلا أن أحد مُنظمي الجولات السياحية يقول إن نحو 160 سائحا يزورون ناورو ‏سنويا فقط.‏

ويمكن للعقل أن يقول أنه لا داعي لمثل هذه الدول أن تعزل نفسها فخطر طورونا بعيد عنها، ‏لكن في الواقع هذا كلام متروك للحظ في دولة تضم مستشفى واحدا، ولا توجد فيها أجهزة ‏المساعدة في التنفس، وتعاني نقصا في أطقم التمريض، وعليه اتخذت نارو احتياطاتها حيث ‏حظرت استقبال المسافرين من الصين وكوريا الشمالية وإيطاليا وإيران، وعلقت رحلات خطوط ‏ناورو الجوية إلى فيجي وكيريباتي وجزر مارشال وقُلصت الرحلات إلى بريسبان من 3 ‏رحلات في الأسبوع إلى رحلة واحدة كل أسبوعين.‏

كما فرضت الحجر الصحي على القادمين مدة 14 يوما، وبعدها يخضع المحجورون لفحص ‏كورونا.‏

بدوره، أفاد الدكتور كولين توكويتونغا الخبير في الصحة العامة لهيئة الإذاعة البريطانية، أنه ‏واثق أن هذه هي السياسة السليمة، فالأفضل هو إبقاء الفيروس خارج هذه المنطقة التي تتّسم ‏بالهشاشة، وتفتقد إلى أنظمة الرعاية الصحية، فهذه دول صغيرة وهشة ولا يوجد في أغلبها ‏أجهزة مساعدة على التنفس، ولو تفشى الوباء فيها فسيفني سكانها، بحسب تعبيره.‏

نارو ليست وحيدة

وليست جزيرة ناورو التي أعلنت حالة الطوارئ في المحيط الهادي فقط، بل أقدم على هذا ‏الإجراء كل من كيريباتي وتونغا وفانوتو وغيرها من الجزر، فإذا تفشى الوباء في أي من هذه ‏الدول فإنها قد ترسل مرضاها إلى الخارج، لو استطاعت في وقت تغلق فيه الدول حدودها.‏

وظهرت حالات متناثرة من فيروس كورونا في عدد محدود جدا من الدول "المغلقة"، ذات ‏الحدود البرية فقط، مثل مالاوي الواقعة في شرق أفريقيا وهي دولة مغلقة عدد سكانها 18 مليون ‏نسمة، والتي أعلنت يوم الخميس الماضي عن ظهور أول حالة فيها، وقالت إنها مستعدة للأمر.‏



‏60 ألف وفاة حتى اليوم

يذكر أن فيروس كورونا أدى إلى أكثر من 60 ألف وفاة حول العالم، حوالي ثلاثة أرباعها في ‏أوروبا، منذ ظهوره في كانون الأول/ديسمبر، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى ‏مصادر رسمية حتى السبت الساعة 13,30 ت.غ.‏

وفي الإجمال، سجلت 60457 وفاة، بينها 44132 في أوروبا التي تمثل القارة الأكثر تأثراً. ‏وإيطاليا هي الدولة التي سجلت أكبر عدد وفيات في العالم (14681)، تليها إسبانيا (11744)، ‏ثم الولايات المتحدة (7159)، وفرنسا (6507).‏

ومنذ ظهور كوفيد-19، تم رسمياً رصد 1,130,204 إصابات حول العالم، أكثر من نصفها في ‏أوروبا (610846)، و290219 إصابة في الولايات المتحدة وكندا (7325 وفاة في البلدين)، ‏و115777 إصابة في آسيا (4124 وفاة).‏

ولا تعكس هذه الأرقام إلا جزءاً من الحصيلة الفعلية للإصابات، إذ إنّ دولا عدة لا تجري ‏الفحوص إلا للحالات التي تتطلب دخول المستشفى.‏


العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 نيسان 2020 00:13