آثر السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان في مقال نشره "معهد بروكينغز"، تاكيد فكرة الإنهيار الإقتصادي في لبنان، على خلفية برنامج الإنقاذ الطارئ الذي أعلن عنه رئيس الحكومة حسان دياب في 30 نيسان الماضي، الذي يقدم برايه "صورة جلية عن الانهيار الاقتصادي، وهو بمثابة إعادة إحياء لمشاريع قديمة تسقطب الدعم الخارجي، عبر وعود بتطبيق إصلاحات و مكافحة الفساد، التي من شأنها ضخ أموال من جديد.
ولفت إلى أن خطة الحكومة الحالية تحظى بتأييد جهة سياسية واحدة هي حزب الله وحلفاؤه، وعلى دياب إقناع الجهات المانحة أنّ خطته لن تعزز سلطة حزب الله في دولة مشرذمة.
وأبدى تخوفه من أن عدم التزام الخطة بالتعهّدات ، أو أن تطبق بشكل مبتور واستنسابي، ويتلاشى دعم المانحين للبنان".
تؤكد الخطة وفق فيلتمان ، الحاجة إلى الدعم الخارجي لكن إن لم يأت بحسب الرؤية المطروحة، يُخشى ان تتنصل الحكومة وترمي المسؤولية عنها، وجل ما تفعله مراقبة الحسابات المالية لبعض الشخصيات السياسية قبل ثلاثين عاما، لتستعدف معارضي محور حزب الله – دمشق – إيران.
ورأى أن الجهات الداعمة للحكومة غير آبهة بالحفاظ على استقلالية القطاع المصرفي، وحتى لو شارك خبراء دوليون في الإصلاح المالي في دولة يسيطر عليها "حزب الله"، فقد يؤدّي الإصلاح إلى سيطرة الحزب، في وقت يرتفع الغضب الشعبي ضد المصارف بسبب تجميد حسابات المودعين.
وأشار فيلتمان الى أن" مكافحة الفساد هي المطلب الأكثر إلحاحاً لدى المتظاهرين في لبنان قبل انتشار الكورونا، لكنه يمكن أن يتحوّل بسهولة إلى أداة ييد حزب الله وحلفائه لملاحقة الأعداء السياسيين.
ولفت إلى أنه في وقت لا يعرف اذا كان بمقدور باسيل البقاء خارج العقوبات الأميركية،على الرغم من دوره في توسيع نفوذ "حزب الله" في لبنان بإعطائه الغطاء المسيحي، والدفاع عنه. و كذلك بالنظر إلى الإدارة الأميركية التي تركّز اهتمامها على إيران، فإن باسيل ينبغي أن يكون هدفاً واضحاً، خاصة أنّه ترك منصبه الوزاري".
وفي حين أنّ إجراءات مكافحة الفساد تتضمن "مكافحة التهريب عبر كلّ المعابر الحدودية"، إلا أنّ هذه الحكومة ستنظر بالتأكيد في مكان آخر، عندما يصل الأمر إلى أعمال التهريب التي يقوم بها حزب الله والأنشطة الاقتصادية غير القانونية، كما أنّ خطة مكافحة الفساد لا تذكر استيراد النفط ولا بواخر توليد الكهرباء، ولا تهريب الوقود إلى سوريا، وكلّ الممارسات المشبوهة التي يقوم بها حلفاء جبران باسيل مهندس علاقات التحالف مع "حزب الله".
واعتبر فيلتمان انه بصرف النظر عن الخطة، فإن النقطة الأساس هي أن الاقتصاد اللبناني لم يعد في خدمة اللبنانيين. وأشار إلى ان الإصلاح هو الطريق الصحيح لاستقطاب الدعم الخارجي، لكنّ المشكلة فيما إذا كان احد خارج لبنان يبادر إلى جمع القيم المالية المطلوبة ، بسبب كورونا وتداعياتها الاقتصادية، فضلاً عن أنّ الدول المانحة تشك في منفعة "حزب الله" وجبران باسيل من هذا الدعم لتصفية حسابات سياسية في الداخل، أو لتجيير الدولارات إلى سوريا وإيران.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.