كافيه نجار تشكر الأطقم الطبية على طريقتها وتساعد أفرادها في البقاء متنبهين على مدار الساعة في زمن الوباء.
تأتي الأزمات وعلى قدرها تأتي العزائم. سجَّل العام 2020 علامة فارقة لا نظير لها، وشهد نشوء أزمة طاولت القاصي والداني وقد لا تتكرر في حاضرنا. هو وباء أرخى بظلاله على شعوب العالم أجمع وجعلهم يعتكفون عن حياةٍ اعتادوها، متحولين سجناء طوعيين في منازلهم، محجورين في زمنٍ لا كغيره، هو زمن الكورونا. أمورٌ كثيرة توقف اللبنانيون عن القيام بها، أهمها الزيارات والدردشات، فيما فنجان القهوة حاضرٌ دائم. وفي ظل انتشار وباء كورونا، ابتكروا الزيارات عن بُعد، من شرفةٍ إلى أخرى أو أمام المنازل أو عبر تقنية الفيديو... والرفيقة، قهوةٌ لبنانية بامتياز تجهز في ثوانٍ وبكبسة زر واحدة مع ماكينة "نجار ركوة".
إذًا، تغيَّرت كل العادات حين حمل هذا الوباء المستجد جواز سفر عالميًّا وخاض غمار جولة دولية، سائحًا من دون تأشيرات. في لبنان حط رحاله، ومن اليوم الذي ظهرت فيه الحالة الأولى، كان ثمة جنود يتحضرون لحرب ضارية لا تُعرف تبعاتها. على الخطوط الأمامية اصطفَّت الأطقم الطبية معلنةً بصمت أنها على أهبة الاستعداد للمواجهة، وليست أي مواجهة. كان اليوم الذي أعلن فيه لبنان أنه غير قادر على احتمال الأزمة وتقديم الرعاية الطبية للجميع إذا تفاقمت أعداد المصابين، حاله حال الدول الأكثر تقدمًا غير القادرة حتى الآن على استيعاب الجميع في مستشفياتها.
ومذذاك، تحوَّل المستشفى منزلًا لكل طبيب وممرض وعامل ومسعف، من الذين وضعوا أنفسهم تحت مجهر الخطر الدائم من الإصابة بفيروس كورونا خلال أدائهم "مهمتهم النبيلة"، بحسب ما وصفها القيمون على شركة "كافيه نجار"، التي أطلقت مبادرة نابعة من حرصها على الدعم والمساعدة للأطقم الطبية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان. فبعيدًا من عائلاتهم ومن بيوتهم أدَّوا واجبهم المقدس، ومن بيوتهم ومع عائلاتهم، أدَّى اللبنانيون التحية على طريقتهم لشجعانٍ على خط النار.
وفي مواجهة الأزمات، كما هو معهود، تظهر مبادرات إنسانية عدة ليساعد كلٌّ في مجاله، ومن بينها مبادرة تضامنية قلبًا وقالبًا. نضح إناء شركة "كافيه نجار" بما فيه، إذ أقدم القيمون على الشركة على تقديم ماكينات وكبسولات قهوة "نجار ركوة" إلى جميع أفراد الطاقم الطبي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي والمركز الطبي التابع للجامعة الأميركية في بيروت في مرحلة أولى. "نوفر لهم قهوة تساعدهم على البقاء صامدين في عملهم على مدار الساعة"، يقول المدير التنفيذي لشركة كافيه نجار كارل نجار. ويضيف أن هذه المبادرة مستمرة وسيتم توزيع المزيد من الماكينات والكبسولات على المستشفيات والمراكز الطبية الأخرى التي تقف في مواجهة فيروس كورونا المستجد وتعزز طرق الوقاية منه.
أساسيةٌ هي العوامل التي أدت إلى عدم انتشار فيروس كورونا في لبنان ومن ضمنها الالتزام شبه الكامل بالحجر الصحي واتباع أنظمة الوقاية الضرورية بما فيها التعقيم. وتمسكًا منها بهذه المبادئ، حرصت شركة كافيه نجار على اتباع أقصى درجات الوقاية، معتمدةً عملية متقنة في تعقيم كل علب "نجار ركوة" وكذلك سيارات النقل التابعة للشركة من أجل تقديم هدايا خالية تمامًا من الوباء.
قد لا تنتهي الأزمة قريبًا، إذ إن لبنان والعالم على موعد شبه مؤكد مع موجة جديدة من فيروس كورونا ربما تكون أكثر انتشارًا هذه المرة. لكن أطباءنا والممرضين والمسعفين في المرصاد وسيستمرون في السهر على سلامة اللبنانيين لتكون الحياة كما القهوة، في مرِّها وحلاوتها، "دايمًا عأصولها".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.