14 أيار 2020 | 22:44

أمن وقضاء

عثمان: نقوم بواجبات تفرض علينا نكران الذات في سبيل الوطن

عثمان: نقوم بواجبات تفرض علينا نكران الذات في سبيل الوطن

أكّد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان في كلمته الشهريّة لمجلة "الأمن في ‏عددها الصادر صباح اليوم، "حرصنا على القيام بواجباتنا بكل دقة وموضوعية وفق النص ‏القانوني لتفادي انفلات الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه. وتحملنا مسؤولياتنا بكل مناقبية" وقال في ‏مقال بعنوان، في خدمة

المناعة الوطنية:‏

غداً، في مستقبل ليس ببعيدٍ، سنتذكَّر نحن وأولادنا وأحفادنا أياماً مرَّت علينا ما كان لأحدٍ في ‏العالم بأسره أن يتوقَّعها أو يتخيَّلها.‏

سنقول لأحفادنا لقد عشنا زمن جائحة الـ»كورونا»، تلك الجرثومة التي أركعت الجميع، الأقوياء ‏قبل الضعفاء، وفرضت سطوتها على كوكبنا، جواً وبراً وبحراً.‏

وسنتذكر أننا في لبنان، وفيما كنا نتهيأ للاحتفال بمئوية ولادة كياننا الوطني، تزاحمت الأحداث ‏والأزمات بشكل جنوني، كارثة مالية – اقتصادية، فاحتجاجات شعبية، وتضارب رهيب ‏بالخيارات والمصالح السياسية. ثم جاء الوباء فزاد سواداً على وضعٍ مُزرٍ في كل جوانبه.‏

وكالعادة كانت مؤسستنا، وهي باكورة مؤسسات كيان الدولة المنذورة لخدمة الوطن والمواطن ‏في الأيام الطبيعية والاستثنائية، تقفُ في الخطوط الأمامية لمعركة الحفاظ على الوطن وكيان ‏الدولة عبر حماية مؤسساتها وحماية الحريات العامة والفردية.‏

فنحن قمنا فخورين بحماية المتظاهرين، وصُنَّا حقهم بالتعبير السلمي المشروع، وحفظنا الأمن، ‏ووقفنا بأجسادنا لمنع الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة في حمأة الاحتجاجات التي ‏تخللتها أعمال شغب وتخريب.‏

فالاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أتت مجتمعةً لتنال بشكلٍ أو بآخر من المناعة ‏الوطنية، ولأنَّ الأمن هو ضابط الإيقاع والعامل الأهم في الحفاظ على الانتظام العام، فقد حرصنا ‏على القيام بواجباتنا بكل دقة وموضوعية وفق النص القانوني لتفادي انفلات الأوضاع إلى ما لا ‏تُحمد عقباه. وتحملنا مسؤولياتنا بكل مناقبية، وسهرنا لياليَ على مدى شهور، وتحملنا الكثير ‏الكثير وما زلنا نرزح تحت أعباء استنفارٍ وجهوزية عالية لا سابق لهما.‏

نحن في مؤسسة قوى الأمن، ضباطاً، رتباء وأفرادا، جزء من الشعب ولدينا أهل وعائلات ‏وهموم ، نتوجّع ، نحزن، نقلق، ونتأثر بالأوضاع أكثر من مُعظم الشعب، فنحن بالإضافة إلى ‏تلك الهموم نقوم بواجبات ومسؤوليات تفرض علينا نكران الذات في سبيل الوطن، ونقوم بخدمة ‏المواطنين للتخفيف من أوجاعهم التي نتقاسمها معهم.‏

وكما كنا صمام الأمان والأمن في الشوارع والساحات خلال الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، ‏كان لنا الدور الريادي في التعبئة العامة بمواجهة جائحة «كورونا».‏

فمهامنا هي إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون ضابطة إدارية أو عدلية، وكلما تجاوب المواطنون ‏معنا أثناء قيامنا بمهامنا كلما أتت النتائج بأفضل ما يكون.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 أيار 2020 22:44