كشفت تقارير قوى الأمن الداخلي، عن ازدياد نسبة الجرائم الإلكترونية في لبنان منذ انطلاق التعبئة العامة والحجر المنزلي، أغلبها ضد الفتيات والنساء.
وبحسب التقارير، تتراوح أعمار النساء اللواتي أبلغن القوى الأمنية عن تعرضهن لعنف إلكتروني ما بين 12 و 55 سنة، إذ بلغت نسبة الجرائم ضد الفتيات (من عمر 12 حتى 26) 41%،، بينما بلغت نسبة الجرائم ضد النساء (من عمر 26 وما فوق) 27%.
أكثر من مئة فتاة وإمرأة يبلّغن شهريًّا عن تعرّضهن للعنف الإلكتروني في لبنان، وخلال مرحلة تنفيذ قرار التعبئة العامة، ارتفعت نسبة شكاوى جرائم الابتزاز والتحرش الجنسي في لبنان بنسبة 184%، ما دفع منظمة Female إلى إطلاق حملة "الشاشة ما بتحمي" للتوعية حول مخاطر التعنيف الإلكتروني ضد النساء والفتيات بلبنان بشكل خاص وبالعالم العربي بشكل عام.
الناشطة النسوية في منظمة Female عليا عواضة، أكدت في حديث لـ"مستقبل ويب"، أنّ هدف الجمعية من حملة "الشاشة ما بتحمي" ليس التوعية فحسب، تقول "هدفنا في المرحلة الأولى هو التوعية وبعدها سنقدّم الحماية من خلال تزويد النساء والفتيات بأدوات لحماية أنفسهن في الفضاء الإلكتروني".
لماذا حملة "الشاشة ما بتحمي" اليوم؟ تقول عواضة "لأنه في ظل أزمة كوفيد 19 والتعبئة العامة والحجر المنزلي، أصبح التلفون أو الفضاء الإلكتروني هو منزلنا، وهو المتنفس الوحيد لنا للتواصل مع الناس وهذا ما أدّى إلى زيادة نسبة الجرائم الإلكترونية ضد الأشخاص وبالتحديد ضد النساء. وبحسب القوى الأمنيّة زادت نسبة الجرائم الإلكترونية 184 بالمئة أغلبها من النساء والفتيات".
وتتابع "في السنوات الثلاثة الماضية، كانت الجرائم تصل إلى حدود الـ 1200 جريمة في السنة، أي تقريباً مئة جريمة في الشّهر، نحن نقول الشاشة ما بتحمي لأنه ليس من المقبول أن تستمر هذه الجرائم والمجرم يختبىء خلف الشاشة ويعتبر أنّنا لا نستطيع مواجهته أو التبليغ عنه".
وعن خطط الحملة في المرحلة المقبلة تقول "الحملة مستمرة نحن متواجدون أونلاين بسبب الحجر المنزلي، وعندما تنتهي التعبئة العامّة سنقوم بحملات مع المدارس ونذهب لتوعية التلامذة حول أهمية الأمن والخصوصيّة على كافة مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضاء الإلكتروني.نحن لا نريد أن تترك النساء هذا الفضاء، بالعكس من حقّنا كنساء أن نكون متواجدات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضاء الإلكتروني، ولكن بخطوات بسيطة ممكن أن نحمي هذا الوجود".
وعن النتائج المترتّبة عن الجرائم الإلكترونية تقول "النتائج خطيرة جداً تصل إلى حد الانتحار وفي العام 2019 قامت فتاتان بالانتحار وثالثة تمّ إنقاذها بسبب الابتزاز الجنسي على مواقع التواصل الاجتماعي. ما نرغب بقوله لكل النساء والفتيات، لا تخضعن للمبتز، أنتن لستن بموضع الخطأ، والمتحرّش والمبتز هو المخطىء وأنتن عليكن أخذ احتياطاتكن.
كما دعت عواضة النساء إلى عدم التردد في التواصل مع القوى الأمنية والتبليغ عن أي ابتزاز أو تحرّش إلكتروني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.