القبطان وانجازاته الـ٩٧ - نديم محمد الملاح

كتب نديم  محمد الملاح:

بمناسبة مرور مئة يوم على الحكومة، اطل رئيس مجلس الوزراء حسان دياب على الشعب اللبناني في كلمة عارضاً عليهم ابرز محطات حكومته محدثاً فيها عن إنجازات أنجزت او ستنجز في الأيام القادمة كمن يشتري السمك في الماء، فهي مجرد احلام او بالمعنى الأدق ما هي الا انصاف إنجازات لأن بعضها مبنية على اعمال الحكومات التي سبقته كمؤتمر سيدر مثلاً والبعض الآخر خطط مستقبلية لكنه لم يخبرنا عن الخطة البديلة في حال لم تنجح المفاوضات مع صندوق النقد ومع الحديث عن احتمالية الغاء مؤتمر سيدر او تخفيض المساعدات من ١١ مليار الى ٥~٦ مليار. 

بدأ دياب كلمته من بوابة انتفاضة ١٧ تشرين والمطالب المحقة علّه يلقى استعطاف اللبنانيين، ومن ثم بدأ يعدد ال ٩٧٪ من إنجازاته وها اليكم ابرز النقاط:

١- الملفت كان بإعتبار التخلف عن سداد سندات اليوروبوندز من الإنجازات لكنه نسي ان يخبرنا عن تبعات هذا القرار بعد اهتزاز ثقة المجتمع الدولي بلبنان خصوصاً بعد اتجاه الدولة الى خيار صندوق النقد و مسألة الدين الخارجي.

٢-تحدث عن مسألة الكورونا وكيف ان العالم مندهش بالإنجازات المتحققة في هذا الملف متناسياً مقاله في الواشنطن بوست قبيل ساعات قليلة من كلمته هذه والتي تحدث فيها عن تهديد الكورونا للأمن الغذائي.

٣-تسلم البلد و هو يغرق بسرعة قياسية و هذا صحيح، لكن من يريد النجاة من الغرق لا يبدأ برمي سترة النجاة عبر تحميل المسؤوليات لأشخاص لطالما كانو بوابة الإنفتاح بين لبنان والعالم. 

٤-تحويل الإقتصاد من ريعي الى منتج، وهذا مؤشر جيد الى حد ما لكنه غير كاف بسبب صغر مساحة لبنان وعدم مقدرته على مجاراة الأسواق الخارجية لعدم توفر الإمكانيات فضلاً عن ان تكلفة استراد بعض المزروعات اقل بكثير من زرعها.

٥- اما في ما يتعلق بموضوع مكافحة الفساد و استعادة الأموال، فكل القوانين واللجان لا تسمن ولا تغني من جوع لأن الحجر الأساس لتطبيق القوانين هو القضاء العادل والذي بالمناسبة ملفي التشكيلات القضائية والتعينات المالية لازالا مكانك راوح.

٦-الإنتهاء من المرحلة الأولى من التنقيب عن النفط خصوصاً بعد النتيجة السلبية في بلوك رقم ٤. 

ان تشبيه دياب للبنان بالقطار و وضعه على السكة الصحيحة أمر مثير للغرابة فأي نوع من السكة هذه؟!

السكة الحقيقة لهذا القطار هي العالم العربي والمجتمع الدولي ولا يمكن لهذا القطار ان يخطي خطوة واحدة الى الأمام دون اعادة العلاقات الطبيعة للبنان معهما. 

حضرة الرئيس يقال ان في العاصفة ينجو من يجدّف اسرع فخلال مئة يوم زادت مسوى المعيشة وارتفعت الأسعار و ارفع الدولار وازداد تقنين الكهرباء وانعدمت الطبقى الوسطى و ازداد معدل البطالة و اقفلت الشركات ابوابها، مئة يوم لم نرى سوى تخبطات في القرارات في ما يخص عودة المغتربين، ادراج بند التعيينات على جدول الأعمال والتراجع عنه، الكلام عن اقالة رياض سلامة ثم التجديد الثقة به، مسألة تخفيف التعبئه العامة و فتح البلاد ثم الإغلاق، وصولاً الى التخبط فيما يخص العودة الى المدارس وإجراء الإمتحانات الرسمية او الغاءها.

ختاماً وخلال سماعي لكل الخطابات طوال المئة يوم لم تكن تواردني سوى اغنية داليدا

Parole Parole 

Encore des mots toujours des mots

Les mêmes mots

Je n'sais plus comment te dire,

Rien que des mots...