22 أيار 2020 | 21:51

هايد بارك

دياب في "دنيا خارج الدنيا" - بهية سكافي

دياب في


كتبت بهية سكافي:


سألت ذات مرة طبيبي: من هو الشخص المتعالي؟ أجاب: "شخصية أنانية يضخم مفهوم الذات عنده ويفرط في الاعتداد بها. يرى نفسه شخصية نادرة الوجود أو أنه نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس، ينتظر من الآخرين إحترامًا من نوع خاص لشخصه وأفكاره، و يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء. يعتبره علماء النفس مريضاً نفسياً، حيث يعاني داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات وكثيراً ما يمر بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك".

كانت لإحتفالية ذكرى المئة يوم على تعيين "حكومة الإنقاذ" لتمر بـ"إستهزاء" عابر لولا الزلّة المتعمدة من رئيس حكومتها حسان دياب، والإسراف في الإستهزاء باللبنانيين والتعالي في حديثه عن الانجازات العظيمة التي حققتها الحكومة، "متناسياً" ما شهدته وزارات عدة‘ في الأيام القليلة الماضية، منها وزارة الطاقة ووزارة الاتصالات من إعتصامات لم يخل بعضها من تشابك بين القوى الامنية والمعتصمين.


أعلم أن حسان دياب يتغافل عن حقيقة جداً مهمة; حكومته تحديداً تستند إلى الركائز عينها التي ترتكز عليها القوى العنصرية والفوقية التي نصّبته رئيسا. والتي شكّلت موقفاً من شريحة كبيرة من اللبنانيين من قبل وتزامناً مع إندلاع الحرب الأهلية وأيضاً بعد العام 2005 (إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري). الإستخفاف والتعالي بنا وعلينا مقابل المغالاة في فوقية "هذه الفئة" وقدرتها على فرض أمر واقع أكان بالسلاح أو بقلب الطاولة، يشكّل أحد المكونات الأساسية لهذه الأزمة ونتائجها.


أمس ومع الإحتفالية المئوية أطلّ علينا دياب، وعلى العالم، من نافذة الـ"واشنطن بوست" في مقال متعجرف يحمل شروطاً مسبقة مع عنوان ذكرني بعبارة "من مال الله يا محسنين"، تطرق فيه إلى تأثير جائحة كورونا على الأمن الغذائي الذي بات مهدّداً. زبدة المقال بالنسبة لي في هذه الفقرة: "الموارد الغذائيّة في لبنان محدودة جدّاً وغير كافية. على الولايات المتحدة، ومجموعة العشرين، و"برنامج الغذاء العالمي" فرض قوانين متعلّقة بالأمن الغذائي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على حد سواء".


بالمناسبة ترأس المملكة العربية السعودية، حليفة الولايات المتحدة الأقوى، مجموعة العشرين لعام كامل. المقال أمس كان غزل "مشروط" ومناجاة "فوقية" ليد المملكة العربية السعودية التي طالما كانت مفتوحة وممدودة نحو لبنان. لست الآن بصدد سرد إنجازات المملكة في لبنان.


دياب لن يتوقف عن السعي إلى تحقيق بقية حلمه. البداية كانت مع دخوله نادي رؤساء الحكومة، والنهاية مع تجميع وتحصيل ما يقدّره عليه موقعه ومن أتى به. قالها لي طبيبي ذات مرة: "الشخص المتعالي يتطلع للحصول علي مزايا خاصة لنفسه في كل شيء".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 أيار 2020 21:51