8 سنوات مضت على الرحيل إلا أن حضور نصير الأسعد لم ينطفئ، بل بقي بأفكاره وبصماته يعكس نوره على حياة وأسلوب تفكير يحتذي يه كل من نهل من تجربته.
رحل "البيك" عن 61 عاماً، زاخرة بمحطات مهنيّة وسياسية عدة، كرّس حياته للكتابة والتفكّر والتحليل، تاركاً في ذاكرة من عاصره أفكاره العنيدة التي ميّزت صاحب العقل الراجح والقلم الذي لا يجرح والفكر النابض بمحبة لبنان.
كان الأسعد ركناً من أركان "ثورة الأرز"، ونصيراً لمشروع الدولة المدنية والمواطنة اللبنانية والعروبة الحضارية، وصديقاً وفياً لشعبي فلسطين وسوريا، وترجم كل ذلك بقلمه ليس فقط في" جريدة المستقبل" التي كانت محطته الأخيرة، بل في خطابه السياسي البعيد عن الطائفية وأحقاد الماضي.
اختصر الأسعد في مسيرته صورة المناضل الشجاع، والممانع الصلب، والمقاوم حتى لإملاءات الاحتلال ولأجهزته بجرأة ونضال إن في ساحات التظاهر وفي المقالات وفي السياسة، فكان عدواً للتسويات والتنازلات.
يحضر"البيك" في عقول محبيه وقلوبهم بصفاته الإنسانية والأخلاقية، وكمدافع شرس عن القضايا الإنسانية، وكمناضل وقائد مؤمن بالحوار، ليبرالي الروح، يساري الضمير، لبناني الهوية وعربي الهوى.
هو نصير، صاحب القلب النقي الذي وهب حياته للدفاع عن قيم العدالة والحرّية والحق، يفتقده الوطن كما "تيّار المستقبل" الذي كان ركناً أساسيّاً في انطلاقته، ومكمّلاً لما كان بدأه مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري من أجل خلاص لبنان والعبور به إلى برّ الأمان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.