31 أيار 2020 | 22:38

أخبار لبنان

إمام زار الشعار: الحياة تنتظم عندما يشعر كل فرد أنه مسؤول ‏

إمام زار الشعار: الحياة تنتظم عندما يشعر كل فرد أنه مسؤول ‏

زار مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، لأول مرة منذ تكليفه القيام بمهام الإفتاء، المفتي ‏مالك الشعار في منزله في طرابلس، في حضور رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق ‏إسلامبولي.‏

وأدلى إمام بتصريح قال فيه: "نحن في كنف سماحته سابقا حاضرا لاحقا، في هذا البيت العامر ‏الذي تشهد جدرانه وكل ما فيه على قرارات كانت لا تصب إلا في مصلحة المسلمين والوطن ‏عامة ومصلحة هذه المدينة، كل الأداء كان إبتغاء وجه الله تعالى وكان يتحرى فيه بأدق المعايير ‏للمصلحة العامة وللجميع، للأوقاف ولدار الفتوى ولعموم أهل المدينة وللمسلمين وللمواطنين عامة ‏بكل أطيافهم، لكنها سنة الحياة التي هي استمرار ولا نقول تسليم راية بل إستكمال على الراية ‏نفسها. وكما قال النبي (صلعم) ان تركيبة المجتمع لا تقوم إلا بالمسؤولية حيث قال (كلكم راع ‏وكلكم مسؤول عن رعيته) ولفظ الكل لا يستثني أحدا مهما كان موقعه في المجتمع".‏

أضاف: "لقد أرسى النبي (صلعم) لكل شخص ورجل وإمرأة الرعاية والمسؤولية التي هي الحد ‏المشترك بين الناس في المجتمع، أما الموقع فهو الحد الذي يتنوع في طبيعة المجتمع وحاجته إلى ‏التنوع في المهام والأصول والمسؤولية، لذلك عندما يشعر كل فرد انه راع وانه مسؤول مهما ‏كان موقعه، فإن الحياة تنتظم وإن المجتمع يقوم على أحسن ما يكون من حفظ الأمانة ورعايتها".‏

وتابع: "نحن إذا أردنا أن نشير إلى الحقبة السابقة، حقبة سماحة مالك الشعار مفتي طرابلس ‏والشمال، بل ربما لا أبالغ إذا قلت عمدة المفتين، كانت حقبة مشرقة ونيرة وعالية الأداء، تغلبت ‏على صعوبات كثيرة وظروف ضاغطة وتقلبات على مختلف المستويات، وكنا سوية في كل ‏المرافق في المجلس الإداري للأوقاف ودار الفتوى والعمل العام والإجتماعي، وكان التوجه ‏واحدا، والإسلوب والتشاور وتبادل الرأي واحدا بكل أريحية وبكل ما يعرف الإنسان مما فتح الله ‏عليه حتى تأتي النتيجة بإذن الله، وكذلك كانت النتيجة في محلها، والله عز وجل هو ولي التوفيق، ‏ونسأل الله تعالى ان تكون معونته معنا دائما، فهو نعم المولى ونعم النصير، وان يكون توفيقه ‏حليفا في كل شيء وان يزيد سماحته ويعطيه جزيل الأجر وعظيم الدرجات وان يتقبل عمله وان ‏يجعل ما كسبناه منه وهو ليس بالقليل شعلة مضيئة في ما يأتي من الأيام التي نسأل الله تعالى ان ‏تكون تحمل بوارق الأمل والانفراجات بإذن الله".‏

الشعار

من جهته قال الشعار: "الحمد كله لله تعالى الذي هيأ لي في هذه السنوات المباركة نخبة من أهل ‏العلم والفضل، نعيش وإياهم في كنف الله تبارك وتعالى، كل منا يشد من أزر أخيه وكل منا يكمل ‏ما بدأ به أخوه وكل منا يتم ويسد عمل الآخر، هذه النخبة المباركة التي أحييها من قلبي وكان في ‏مقدمتهم سماحة أخي الشيخ محمد إمام الذي أكرم الله تعالى به مدينة طرابلس ليحمل راية الإفتاء ‏بعد أن كان مؤتمنا على الفتوى وهو خير من يؤتمن عليها".‏

أضاف: "كل أو جل ما حققناه ينسب إلينا مجتمعين، وهذا كان أدعى إلى الإطمئنان لرجاحة أي ‏عمل أو مشروع أو قرار، ولا أبالغ إذا ذكرت بأني كنت أعود إلى إخواني حتى في مواقفي ‏وخطبي السياسية والوطنية المكتوبة والمقروءة وكنت اقوم بعرضها عليهم، وما خاب من استشار ‏وكيف إذا كان المستشار أمثال هؤلاء المداميك الذين أنار الله عقولهم وقلوبهم".‏

وتابع: "كانت فترة مليئة بالخير، ممتعة، مثمرة، معطاءة، سيذكر تاريخ المدينة يوما إشراقتها ‏وخيراتها، ويعلم الله لا أذكر أنا إستضمنا أو إفترقنا على أمر إلتزم فيه كل واحد منا برأيه العكس ‏تماما، كنا كاليدين تتمم الواحدة منهما الأخرى، وأنا أبارك لأخي سماحة الشيخ محمد إمام الذي أكرم ‏الله به هذه المدينة والتي من خلالها أحمل لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية كل الشكر لحسن ‏اختيار لهذا الخلف المبارك ولهذا الأخ الذي عرفت فيه كل الصدق وكل الأمانة وكل الهدوء ‏والأناة، ولعل من أهم ميزات أخي سماحة الشيخ محمد إمام هذا الهدوء البالغ الذي يزيد الموقف ‏رجاحة ووزنا، أستقبله في دارتي وهو في هذا المكان الذي كان يستقبل فيه دائما ولم يتقدم عليه ‏أحد في دارتي منذ أن استلمت راية الإفتاء وسيبقى هكذا، وسنكون له ومعه مؤازرين ومعاونين ‏لأن أمان المسؤولية أمانة في أعناقنا جميعا".‏

وختم الشعار: "ليس هناك تقاعد عن العمل، لكن طبيعة المجتمع وسنة الله تعالى في الحياة هي ان ‏تنتقل المسؤولية من الحسن إلى الأحسن، ولعل الفترة المقبلة تكون بإذن الله على هذا المستوى من ‏الخير والفضيلة والتماني والكمال".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 أيار 2020 22:38