4 حزيران 2020 | 15:37

إقتصاد

‏"الهيئات الاقتصادية" تتضامن مع المقاولين: ممارسات السلطة "الشعبوية" تمدّد الجوع

‏

عقدت الهيئات الاقتصادية اللبنانية اجتماعاً برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير في مقر ‏غرفة بيروت وجبل لبنان، خصصته لمناقشة "الاستدعاء الجماعي المستهجن والمستغرب ‏للمقاولين للمثول أمام القضاء‎".‎

وأصدر المجتمعون بياناً أعلنوا فيه تضامنهم الكامل مع نقابة المقاولين والوقوف الى جابنها ‏‏"للدفاع عن هذا القطاع الحيوي الذي يعتبر مفخرة لبنان لإنجازاته التي لا تعدّ ولا تحصى والتي ‏حققها في الداخل والخارج والاحترام والتقدير الذي حاز عليهما أينما حَل وأينما عَمِل‎".‎

أضاف البيان "لسخرية القدر ما نشهده اليوم لا يبشر بالخير، فالأمور معكوسة، حيث استدعاءات ‏بالجملة وبغير وجه حق لمعظم المقاولين، في مشهد ظالم ومسيء للإنسان وللقطاع وللمهنة، في ‏حين ان نقابة المقاولين كانت تنتظر والهيئات الاقتصادية معها، أن يتم دعوة المقاولين لأسباب ‏مختلفة كلياً، لأسباب أخلاقية واقتصادية واجتماعية تتعلق بالنظر في أوضاعهم وفي كيفية ‏مساعدتهم والوقوف الى جانبهم، عبر دفع مستحقاتهم المتوجبة على الدولة منذ سنوات، وإقرار ‏تسهيلات وإعفاءات تتعلق بالضمان والضرائب والرسوم على اختلافها، لتمكينهم من الحفاظ على ‏مؤسساتهم وعلى آلاف العاملين في هذا القطاع‎".‎

واعتبر أن "ما جرى يوحي وكأن هناك نوايا مبيّتة للإساءة إلى القطاع والمقاولين ولتشويه ‏سمعتهم أمام الرأي العام اللبناني، تمهيداً لضرب هذا القطاع الذي يشكّل 30 في المئة من الناتج ‏الوطني والانقضاض على العاملين فيه‎".‎

وإذ سأل "هل وظيفة الحكومة التخريب أم البناء؟"، أكد أن "ما يجري سيؤدي حتماً الى ضرب ‏سمعة لبنان وسمعة القطاع والعاملين فيه لا سيما المهندسين الذين نفتخر بهم وبإنجازاتهم التي ‏تملأ العالم، فهؤلاء اللبنانيون بنوا نصف أفريقيا ونصف الخليج، وأيضاً الآلاف من أهمّ المباني ‏في أوروبا واميركا وحول العالم‎".‎

وتابع البيان "فلنتصارح في ما بيننا، هل المطلوب قتل القطاع الخاص ودفنه؟ هل المطلوب أن ‏تقوم الهيئات الاقتصادية بنعي هذا القطاع وفتح عزاء في غرفة بيروت وجبل لبنان لاستقبال ‏المعزين، ليقولوا رحم الله القطاع الخاص اللبناني؟‎".‎

إزاء كل ذلك، أعلنت الهيئات الاقتصادية أنها "لن تقبل ولن ترضى ولن تسكت على أي تعرّض ‏لأي قطاع من القطاعات الاقتصادية، فكما كانت على الدوام وفي أحلك الظروف وأصعبها ‏ستكون اليوم وغداً رأس حربة وخط الدفاع الأول عن القطاع الخاص وعن كل مؤسساته ‏والعاملين فيه"، مطالبة السلطة "بتغيير هذا النهج المدمّر ووقف إهدار الوقت وإلهاء اللبنانيين ‏بأمور لن يخرج منها سوى الغبار لحجب الرؤية والتضليل وإزاحة النظر عن المكان الحقيقي ‏للارتكابات والخسائر‎".‎

وأكدت أن "كل هذه الممارسات التي شهدناها ونشهدها هي ممارسات شعبوية لاصطناع قضايا ‏وانتصارات وهميّة، وهي بكل تأكيد لن تعالج الخلل والأزمة الحقيقية الحاصلة، لا سيما على ‏مستوى الدولار والاسعار والانهيار وتنامي البطالة وزحف الفقر وبالتأكيد لن تُسكِت الجوع الذي ‏يتمدد في المدن والشوارع والأزقة‎".‎

وشددت على أن "العلاج الحقيقي هو في معالجة جوهر المشكلات وليس مظاهرها، هو في ‏استعادة الثقة وباستعادة دور الدولة ومرجعيتها وسلطتها، هو في سدّ الثقوب والفجوات في مالية ‏الدولة أولاً وبزيادة ايرادات الدولة ثانياً، هو في اتخاذ اجراءات صارمة لوقف التهرب الضريبي ‏والتهريب الى انهاء الاقتصاد غير الشرعي ودعم وتحفيز الاقتصاد الشرعي، هو بالوقوف الى ‏جانب القطاعات والمؤسسات وحمايتها برموش العين ودعمها وتحفيزها، هو بالبدء بتنفيذ ‏الاصلاحات وإجراء التعيينات على اختلافها لا سيما الهيئات الناظمة والتركيز بالدرجة الأولى ‏على الكهرباء التي كبدت الدولة أكثر من 45 مليار دولار، وهو أيضاً وبشكل أساسي العمل على ‏انجاج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لأنه المنفذ الوحيد المتبقي للبنان للحصول على ‏سيولة هو بأشد الحاجة اليها اليوم وفي السنوات المقبلة‎".‎

وحذرت الهيئات من ان "ما حصل ويحصل على أكثر من مستوى ومع أكثر قطاع إقتصادي، ‏يبعث رسائل غير مطمئنة للأسواق والمستثمرين، ويُثير قلقاً حقيقياً حول وجود قرار مخفي ‏لتغيير هوية لبنان الاقتصادية ونظامه الاقتصادي الحرّ‎".‎

ودعت "الحكومة الى إجراء مراجعة شاملة لأدائها خصوصاً لجهة طريقة مقاربة الامور ‏والالتزام بمعايير علمية واضحة وبمنطق ومنهجية شفافة، ترتكز على المصارحة، والابتعاد عن ‏الشعبوية، والذهاب بشكل مباشر الى أصل المشكلات، وتركيز جهود الجميع للانقاذ وعدم إهدار ‏الوقت، والالتزام بمنطق الدولة والقانون والدستور، وحماية مرتكزات لبنان الاقتصادية لا سيما ‏الملكية الفردية والنظام الاقتصادي الحر وعلاقاته مع الانتشار اللبناني والدول العربية والعالم‎".‎

وأعلنت الهيئات الاقتصادية في ختام بيانها استعدادها الدائم "للتعاون الى اقصى الحدود مع ‏الحكومة ومع كل المعنيين في أي جهود مخلصة وصادقة لإنقاذ لبنان"، وأكدت ان "القطاع ‏الخاص يبقى بداية الحل ونهايته‎".‎


المركزية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 حزيران 2020 15:37