زار الرئيس سعد الحريري قبل ظهر اليوم دار الفتوى، حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعقد معه خلوة جرى خلالها البحث في مجمل الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة.
ثم شارك الرئيس الحريري في اجتماع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المنعقد برئاسة المفتي دريان للبحث في الشؤون الإسلامية والوطنية.
وقد أدلى الرئيس الحريري بتصريح إلى الصحافيين قال فيه: "بما أنني حكما عضو في هذا المجلس، أردت أن أحضر وأؤكد على وحدة المسلمين، وأن العيش المشترك هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للبنان أن يعيش فيها. فأي نوع من التطرف أو العصبيات التي نراها هذه الأيام هو طريق نحو المجهول. من هنا، أؤكد تمسكي بالاعتدال والقبول بوجود رأي آخر في البلد يجب الاستماع إليه، مهما كنا نختلف معه. هذا الأمر يجب أن يكون من جانبنا، كما من الجانب الآخر، الذي يجب أن يحترم كلمة الناس وصرختهم ومطالبهم وجوعهم".
وأضاف: "أتيت إلى المجلس لكي أؤكد على وحدة المسلمين، وأن هذا البلد هو بلد العيش المشترك، وأن أي انزلاق إلى مكان آخر يؤدي إلى تفتت لبنان، ونجن لن نسمح بذلك. نحن موجودون، وطائفة كبيرة جدا، وقد أكدنا على ذلك اليوم في المجلس الشرعي. لا أريد اليوم أن أتحدث في السياسة، لاحقا إن شاء الله سيكون لنا كلام في هذا الشأن، أما اليوم فأنا حضرت هذا المجلس كأي عضو فيه".
سئل: زرت النائب السابق وليد جنبلاط أول من أمس، لكنك لم تزر الرئيس نبيه بري الذي يمثل الشارع الآخر؟
أجاب: نحن تواصلنا مع الرئيس بري ولا مشكلة في هذا الموضوع.
سئل: بما تطمئن الناس لجهة عدم تكرار مع حصل في شوارع بيروت؟
أجاب: كل القيادات السياسية واعية لهذا الأمر، وعلينا أن ندرك أن هناك مندسون يريدون سفك الدماء في البلد وافتعال مشكلة. من هنا، علينا أن نتحلى بالصبر وأن ندرك أن هناك من يريد أن يخرب البلد.
لذلك، سمعنا بعد المشكلة التي حصلت مواقف الاستنكار والدعوات لوقف ما حصل من كل الأحزاب والأطراف السياسية، ومن دار الفتوى على وجه الخصوص، التي كانت مقدامة في هذا الشأن.
الموضوع كبير فعلا، لكن علينا ألا نعطيه أكبر من حجمه. على القيادات السياسية أن تدرك أن هناك حساسيات أساسية لدى الطوائف والمذاهب، وأنا أرى أنهم أثبتوا إدراكهم هذا من خلال بياناتهم ومواقفهم.
أنا لم أحضر منذ فترة اجتماعا للمجلس الشرعي، ولكن سيكون لي كلام سياسي لاحق إن شاء الله في المستقبل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.