كتب بكر حلاوي:
ايام قليلة و يدخل "قانون قيصر" حيّز التنفيذ، العواقب وخيمة ستكون في كل مكان ربّما ما عدا "قصر المهاجرين"، الذي يبدوا ساكنه بعيداً عن الواقع: تغيير حكومي و تهديد للمواطنين بالتعامل بالعملة الوطنية، هكذا ستُهزم واشنطن و تعود الليرة السورية لايام عزّها!!
ايام قليلة ل "سيزر"، و لبنان -الخاصرة الرخوة لسوريا- يَشهد انهياراً مالياً غير مسبوق لعملته الوطنية. لا يقلق المواطنون، حكومتهم لديها الحل و ستجبر المصرف المركزي ضخ مئات ملايين الدولارات يوم الاثنين. هكذا سيهزم الفريق الرئاسي الحاكم ببعبدا "المخططات المشبوهة" و "الشائعات المغرضة" التي تحدثت عنها وزيرة الاعلام بعد جلسة مجلس الوزراء امس!!
تخبّط واضح لحكام دمشق و بيروت، و الشعب الواحد في دولتين اصبح يعاني الأمريّن، و لكن الحاكمون في الدولتين يجمعهم مرض واحد: الهذيان، و حلولهم واحدة: تخدير شعوبهم...
في دمشق و بعبدا، يعرف القابعون على رأس السلطة ان ايامهم معدودة، حرفياً، فالعالم كله يعرف ان الرّوس لا ينووا تحمّل الخسارة و التكلفة المالية اليومية لحماية الأسد بعد الانتخابات الرئاسية السنة القادمة، و هو مخرج مشرّف قد يعتبره انصار النظام. و في لبنان، يُدرك "العونييون" ان توريث جبران باسيل السُدّة الرئاسية امر ممكن، لكن ان تحدث ظاهرة كونية جديدة قد يبدو اسهل.
لذا، في آخر ايامهما، تشبه حالة الرجلان المكروهان رقم واحد في بلديهما بعضها البعض: بشار الاسد و جبران باسيل. هما الآن كالمريض الذي أُبلغ من قبل طبيبه انه انتهى، و ايامه باتت معدودة، فاذهب و افعل ما يحلو لك من ملذات قبل ان تحين الساعة...
المريض الاول في سوريا يعلّق آماله و يخادع شعبه، انه من يفوز في الحرب الهالكة في سوريا، و يواجه اكبر الاعداء منفرداً. و المريض الثاني في لبنان، يفعل ما يحب، يكابر و يأخذ الصفقات و تعيينات بكل وقاحة و كيديّة في بلد شبه مفلس، و يستملك اراضٍ لانشاء معمل كهرباء سلعاتا بمئات ملايين الدولارات، و نحن شعب اصبح ما يقارب نصفه تحت خط الفقر!
سؤال هنا للمرضى، اليست حفنة المال التي تتطلبوها من المصرف المركزي و هي من جيب اللبنانيين، معادلة لجزء كبير مما نطلبه من صندوق النقد؟ و اليس الكل يعلم ان هذه الشحنة ستصل رائحتها لدمشق قبل ان نراها في بيروت؟ اليس ما تصنعوه من صفقات منها كهربائية و أُخرى غير كهربائية تعادل خسارتنا السنوية و ما نطلب من المجتمع الدولي تعويضه من عملة صعبة؟
و كأن شيئاً لم يكن، و كأن المشكلة هي في مكانٍ آخر.... هذا هو الحال من بعبدا لدمشق، هذيان!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.