كتبت هدى علاء الدين:
"الظلمة شديدة والأزقة والطرقات شبه مسدودة بالركام ومع ذلك فقد شهدت تلك الأبنية المهدمة نابضةً بالحياة والأمل ولا تحتاج إلا لعزائم الناس من أهل بيروت ومن سائر اللبنانيين، وقد كان ما توقعته إذ نهضت بيروت من تحت الركام وعادت عروس المتوسط ودرة الشرق...".
بهذه الكلمات وصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري بيروت - المدينة التي أعاد إعمارها بكل حب وتفاني وإخلاص - فكانت عشقه الأول والأخير. بيروت تلك المدينة الصابرة على أوجاعها والمتحمّلة لعبثية وهمجية أعدائها تتحوّل عند كل منعطف انتقامي مرتعاً للحاقدين والكارهين وساحةً لبث سمومهم وكيديتهم.
إنها رذائل أصحاب النفوس الضعيفة المليئة بالغل والسوداوية، إنها خفافيش الليل عمياء البصر والبصيرة التي تفتك في المدينة خراباً ودماراً، إنهم مثيرو الرعب وأسيرو الحقد على رجل ليس كالرجال اسمه رفيق الحريري وعلى حلم اسمه بيروت.
ليالي بيروت الحزينة لن تطول مهما حاول العابثون إطالتها، ودمعة بيروت على مجدها المنهوب لن تذرف كثيراً. إن هجمات التكسير والتخريب لن تزيدنا إلا إيماناً بها وعشقاً لها، فبيروت مدينة لن تنهزم ولن تنكسر، بيروت قلب ينبض بالحياة اليوم وغداً، بيروت إرث رفيق الحريري وحلمه الوردي الذي لن يموت. نحن عشاق الحياة وأمراء السلام الذي صنعه رفيق الحريري، نحن أبناء بيروت الأوفياء لتاريخها وحاضرها والمؤتمنون على مستقبلها وهم أبناؤها الضالون الماكرون والناكرون لمعروفها والمتسكعون على شوارعها. ألا تباً لكل خائن وحاقد وجبان، ألا تباً لكل من باع بيروت بأبخس الأثمان واستباح عرضها وأهان كرامتها.
سيبقى رفيق الحريري مدرسة للبناء والإعمار والازدهار وسيبقون هم مدرسة للهدم والتخريب والدمار.
ستبقى بيروت تلك المدينة العصية على الانكسار وسيبقى وسطها صامداً شامخاً شموخ معمّره وبانيه.
لكِ منا يا بيروت عهداً بأن تبقى حجارتك أصلب من الحقد ولكَ منا أيها الرفيق وعداً بأن يبقى نهجك دوماً دماً سارياً في العرق.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.