18 حزيران 2020 | 10:42

مجتمع

كيف أصبحت القراءة والكتابة سلاحا في وجه العبودية؟

كيف أصبحت القراءة والكتابة سلاحا في وجه العبودية؟

خلال شهر آب/أغسطس 1831، قاد العبد ذو الأصول الأفريقية نات تيرنر‎ (Nat Turner) ‎ثورة ضد العبودية هزّت مقاطعة ساوثهامتون‎ (Southampton) ‎بولاية فرجينيا وغيّرت ‏مجرى تاريخ الولايات المتحدة الأميركية‎.‎

فعلى الرغم من استمرارها لفترة وجيزة، أسفرت هذه الثورة عن مقتل نحو 55 من السكان ‏البيض بالمنطقة وإعدام العشرات من مؤيدي نات تيرنر على يد ميليشيات من البيض‎.‎

وقد جاءت ثورة العبيد التي قادها نات تيرنر أثناء فترة الرئيس الديمقراطي أندرو جاكسون‎ ‎‎(Andrew Jackson) ‎لتعيد خلط الأوراق وتتسبب في إقرار جملة من القوانين القاسية تجاه ‏العبيد الذين منعوا من تنظيم التجمعات وحرموا من تعلم القراءة والكتابة‎.‎

وعلى الرغم من اقتراحات مناهضي العبودية بضرورة تحرير العبيد تدريجيا، عملت فرجينيا ‏والولايات الجنوبية على إبقاء نظام العبودية وإحكام السيطرة على حياة ذوي الأصول الأفريقية ‏بالبلاد وحرمانهم من حق التعلم‎.‎

فخلال تلك الفترة، تحدّث المؤرخون عن قدرة 10 بالمائة من العبيد الجنوبيين على القراءة ‏والكتابة وهي النسبة التي اعتبرها الأسياد البيض مرتفعة وخطيرة حيث صنّف العديد من البيض ‏العبيد المتعلمين كتهديد مستقبلي لهم‎.‎

ومن خلال ثورة عام 1831 تحققت هذه النبوءة حيث تمكن المبشّر والعبد نات تيرنر من جمع ‏العديد من المؤيدين حوله بفضل قدرته على قراءة الإنجيل وحديثه عن قصص مقدسة أيدت ‏تحرير العبيد ورفضت ما جاء به المبشرون البيض المؤيدون للعبودية‎.‎

من جهة ثانية، جاءت القوانين الرافضة لتعليم ذوي الأصول الأفريقية كرد على تزايد التيارات ‏المطالبة بإجهاض العبودية بالشمال. ومن ضمن أخطر الشخصيات المقيمة بالشمال والمطالبة ‏بتحرير العبيد بالنسبة للجنوبيين، يذكر التاريخ اسم الرجل الأسود الحر ديفيد والكر‎ (David ‎Walker) ‎المقيم بنيو إنجلند حيث وزّع الأخير كتيّبه المعروف باسم المناشدة الذي دعى من ‏خلاله للثورة لإنهاء العبودية‎.‎

وقد سجّل هذا الكتيب ظهوره بالولايات الجنوبية بفضل البحارة السود الذين عمدوا لإخفائه بين ‏طيات ثيابهم ونقله نحو العبيد بالجنوب‎.‎



وعلى الرغم من عدم وجود دلائل على دورها أثناء ثورة نات تيرنر عام 1831، أثّرت هذه ‏الكتيبات بشكل هام على أهالي جزر الكاريبي وساهمت في ثوراتهم على العبودية واستغلالهم ‏بمزارع قصب السكر‎.‎

وعلى مدار سنين طويلة، استغل الأسياد البيض بالولايات المتحدة الأميركية عامل قدرتهم على ‏القراءة والكتابة لتبرير استعبادهم وتفوقهم على السود الأميين ووصفهم بأسوأ الألفاظ‎.‎

ومع بداية تعلم ذوي الأصول الأفريقية، اتجه البيض لخسارة هذا العامل فما كان منهم إلا أن ‏سنوا قوانين ضد تعليم السود للحفاظ على تفوقهم‎.‎

فخلال شهر نيسان/أبريل 1831، أعلنت ولاية فرجينيا التجمعات التعليمية للسود، سواء كانوا ‏أحرارا أو عبيد، غير قانونية وبألاباما فرضت مثل هذه القوانين غرامات مالية بلغت قيمتها ‏‏250 دولارا ضد كل من يتجرأ على تعليم رجل أسود القراءة والكتابة‎.‎

وأثناء الحرب الأهلية الأميركية، تغيّر الوضع للأفضل بالنسبة لذوي الأصول الأفريقية. فعقب ‏دخول قوات الإتحاد لفرجينيا وخطاب تحرير العبيد للرئيس الجمهوري أبراهام لنكولن، سارع ‏العديد من ذوي الأصول الأفريقية الأحرار لفتح مدارس للسود‎.‎

عام 1870، قدّرت نسبة السود القادرين على القراءة والكتابة بنحو 20 بالمائة وعام 1910 ‏ارتفعت هذه النسبة لتقارب 70 بالمائة‎.‎

العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 حزيران 2020 10:42