قال عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" ورئيس تحرير "مستقبل ويب" جورج بكاسيني، في حوار مع برنامج "صار الوقت" الذي يديره الزميل مارسيل غانم امس، ان "الرئيس سعد الحريري لم يتخذ قراره بعد بشأن مشاركته في حوار بعبدا".
أضاف: "أما السؤال فهو لماذا هذا الحوار؟ أهو لسبب اقتصادي وقد جرى حوار قبل شهر تقريباً في بعبدا ولم يصل الى اية نتيجة؟ أم أنه لسبب يتعلق بقانون قيصر وهذا موضوع خلافي كبير لا يمكن ان يتوفر حوله قواسم مشتركة؟ ام ان الهدف من هذا الحوار الموافقة على سياسية الاتجاه "شرقاً" التي اقترحها السيد حسن نصرالله وقد اتخذ هذا القرار في هذا الصدد في الحكومة أمس كما قال وزير الصناعة عماد حب الله الذي قال ان الحكومة اتفقت بالاجماع على الاتجاه شرقاً؟ أم ان القصد من هذا الحوار تأمين توافق وطني حول خطة الحكومة مع العلم انه لم يتم التوصل الى توافق حكومي حول خطة الحكومة ولا حول ارقامها؟ اما اذا كان السبب حماية السلم الأهلي فأعتقد ان الجهد الذي قام به الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري كان كافياً ومثالياً. اما اذا كان القصد من هذا الحوار الصورة فأعتقد ان صورة رئيس الحكومة "حلوة" وتكفي ولا داعي لأن يتصور مع الآخرين".
وقال بكاسيني أن "ثمة تلويث لمجموعة من المعايير والمفاهيم الدستورية والميثاقية حتى اصبحت الميثاقية للأسف في هذا الزمن تتوقف على معمل كهرباء او على تعيين حاجب في الادارة وهذا امر مؤسف".
ورداً على كلام نصرالله قبل أيام حول سياسة الاتجاه شرقاً والتعامل اقتصادياً مع ايران والصين، قال بكاسيني ان "الصين دولة عظمى وتحظى باحترام دولي وان الرئيس الشهيد رفيق الحريري سبق وان ارسى تعاوناً مع الصين عام 2001 كما ان الرئيس سعد الحريري كان من ابرز المؤيدين لمشروع طريق الحرير، لكن المشكلة ليست مع الصين وانما مع ايران الدولة التي تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة، والشعب الايراني يعاني من الجوع والحصار، فكيف يمكن ان تكون ايران نموذجاً اقتصادياً للبنان وهي غير قادرة ان تكون نموذجاً لشعبها. كما أنه كيف يمكن للبنان ان يتعامل مع ايران ومع النظام السوري وهما مدرجان على لائحة العقوبات الدولية؟ هذا ضرب للنظام الاقتصادي الحر الذي لم يضع اسسه لا تيار المستقبل ولا حركة أمل، وانما المسيحيون الأوائل من امثال ميشال شيحا وصولاً الى ريمون إده".
وتساءل:" كيف يتم اليوم ضرب هذا النظام الاقتصادي الحر المدرج اصلاً في الدستور؟ كما أن الحديث عن سياسة الاتجاه شرقاً هو ضرب لأسس قام عليها لبنان التي كان دوره ويفترض ان يبقى كذلك صلة وصل بين الشرق والغرب، مع التذكير ان مقدمة الدستور تؤكد في فقرة واحدة على بديهيتين، الأولى ان لبنان عربي الهوية والانتماء، والثانية ان لبنان عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم بمواثيقها، ما يعني ان ما يجري هو ضرب لهذه الأسس التي يقوم عليها الدستور اللبناني، والتي تقوم عليها الثقافة اللبنانية والتقاليد اللبنانية المعروفة".
ولدى سؤاله عن صحة ما تحدث عنه رئيس الحكومة حسان دياب عن وجود انقلاب ضده وضد حكومته، استغرب بكاسيني هذا الكلام وقال ان "رئيس الحكومة يعيش في تخيلات وهمية على طريقة دون كيشوت، فلا انقلاب ولا من يحزنون، ولكن المشكلة ان رئيس الحكومة غير موجود، للأسف ليس هناك رئيس حكومة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.