لم يكد وزير السياحة رمزي مشرفية يعلن عن السماح بالنرجيلة في المطاعم والمقاهي، حتى اشتعل نقاش حاد بين نقابة الأطباء ممثلة بالنقيب شرف أبو شرف، ونقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري ممثلة بالنقيب طوني الرامي، الذي رأى أن القطاع بحاجة إلى جرعات اوكسيجين لا إلى مزايدات.
-ابو شرف: للرجوع عن القرار
نقيب الأطباء شرف أبو شرف، عقد صباح اليوم مؤتمر صحفي شدّ فيه على ضرورة الاستمرار في منع النراجيل بالأماكن العامة في ظل جائحة كورونا.
وأكّد في مؤتمر صحافي أنّه علميًا لا يمكن الحديث عن أي معايير صحية على الاطلاق لتقديم النرجيلة مع كورونا أو بدونها، لافتًا إلى أنّ عدد المدخنين المصابين بكورونا يوازي ثلاثة أضعاف عدد المصابين غير المدخنين.
ودعا أبو الشرف الحكومة إلى الرجوع عن القرار الأخير وعدم التفريط بما انجز حتى الآن في مواجهة كورونا وعدم خوض معركة يمكن أن ترجعنا إلى المربع الأول.
نقيب المطاعم لنقيب الاطباء: عيب
وكان نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي، قد استبق مؤتمر نقيب الاطباء في حديث تلفزيوني، قال فيه ان "حالة القطاع السياحي رديئة ونحن بحاجة الى جرعة أوكسيجين لا الى المزايدات، ونحن نطالب بالسماح بالنرجيلة في الباحات الخارجية للمطاعم مع الالتزام بالشروط الصحية ومحاولة نقيب الاطباء احراج وزير السياحة أمر معيب".
وأشار الرامي إلى أن "خسائر قطاع المطاعم تبلغ 500 مليون دولار شهرياً"، لافتا الى أن هذا القطاع ساهم في العام 2010 بـ10 مليار دولار بالإقتصاد اللبناني، وفي العام 2018 ساهم بـ6 مليار دولار.
_ خسائر قاتلة لقطاع المطاعم
ويعاني القطاع من خسائر كبيرة بلغت ذروتها في شهر شباط، وفق ما أعلنه الرامي، حيث سجل إقفال نحو 785 مؤسسة، منها 240 أقفلت في شهر كانون الثاني وحده، وارتفع العدد أكثر في ظلّ أزمة كورونا.
وكان مجلس إدارة نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في بيان قبل اسابيع، قطاع المطاعم والسياحة في لبنان معلناً مراسم التشييع التي خطّها عام 2020 بفعل "أصحاب الدولة المتعاقبين في هذا الزمان الرديء، والتجاوزات الوزارية والمحاصصة السياسية وحرمان القطاع من أدنى متطلباته التي حالت دون إعطائنا القليل من الكثير"، مهدداً بتصعيد شعبي قريباً.
وتابع البيان "نعلنها بكل صراحة ووضوح ومن دون مواربة أو خجل أو تسويف، أن مراسم تشييع القطاع قد بدأت، والدعوات قد كتبت والتحضير الشعبي المهيب قد أنجز، ولم يبق إلا الزمان المناسب لإعلان نزع ربطات العنق من رقابنا المثقلة بالمتاعب والمصاعب والديون".
_كتاب إلى الحكومة:
من جهتها، وجهت مجموعة من الجامعات والنقابات والهيئات والجمعيات كتاباً إلى الحكومة حول الاستمرار بتطبيق قرار منع النرجيلة في الأماكن العامة.
وجاء في الكتاب: "في ظل استمرار أزمة كوفيد 19 الى حين اكتشاف لقاح، وفي ظل إعادة فتح الاماكن العامة والقطاع السياحي والمطالبات بتقديم النرجيلة، نقدم لكم كافة الأدلة التي تؤكد وجوب منع النرجيلة والتدخين في الاماكن العامة وتطبيق القانون 174 في زمن كوفيد 19 وما بعده.
وشدد الكتاب على ان الدراسات المستقلة ذات الجودة العالية أثبتت أن التدخين على أنواعه يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، من خلال تكرار حركات الاتصال بين الوجه واليدين، ومن خلال مشاركة مختلف أجزاء النرجيلة (حجرة المياه، والنربيش، والقطعة البلاستيكية التي توضع في الفم (المبسم)، ومن خلال ضرب مبدأ التباعد الاجتماعي بعرض الحائط، وتدني المناعة، وزيادة الاستعداد لعدوى الجهاز التنفسي. كما وأن النرجيلة بطبيعتها تعزز بقاء الكائنات الجرثومية الحية فيها، مهما اختلفت وتشددت أساليب تنظيفها.
كما أشار الكتاب إلى أن الدراسات أثبتت أن التدخين يزيد من خطر حدوث مضاعفات شديدة بين مرضى كوفيد-19 ب 1.4- 1.45 مرة ومن احتمالات تقدم حالات كوفيد-19 بحوالي 1.73-2.25 مرة أكثر بين المدخنين، من غير المدخنين. كما وان لدى المدخنين خطر أعلى بحوالي 2.4 مرة من الحاجة إلى أجهزة التنفس، والحاجة إلى العناية المركزة، أو الوفاة في حال الإصابة بـ كوفيد-19. ولوحظ ازياد نسبة وفيات مرضى كوفيد-19 المدخنين بحوالى 38.5% مقارنة مرضى كوفيد-19 غير المدخنين.
_ منع النرجيلة وخسائر المطاعم
وحول تكبد خسائر اقتصادية هائلة بسبب منع النرجيلة والحجة القائلة أن تطبيق القانون سوف يتسبب في فقدان آلاف العمال لوظائفهم، جاء في الكتاب أن الأدلة العلمية الدامغة أثبتت العكس، إذ أظهرت دراسة محلية وطنية ذات جودة عالية وبالاستناد الى بيانات وزارة المالية أن عائدات قطاع السياحة والضيافة ازدادت بنسبة 3% خلال التطبيق الكامل للقانون 174 بين أشهر أيلول الى كانون الأول عام 2012.
وختم الكتاب: "بناء على ما تقدم، نطلب منكم منع تقديم النرجيلة خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها والاستفادة من النجاحات التي تحققت طوال هذه المرحلة من التعبئة العامة".
_قرار وزير السياحة: نرجيلة ولكن...
وكان وزير السياحة اللبناني رمزي المشرفية، قد قرر يوم الأربعاء الماضي، السماح للمطاعم والمقاهي والمنشآت السياحية بتقديم خدمات النرجيلة بالأماكن الخارجية لديها، بعد التنسيق مع لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا مع نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي.
وشدد القرار على ضرورة التقيد بقانون الحدّ من التدخين، والالتزام بالإجراءات والمعايير التي تشمل التزام كافة موظفي تقديم النرجيلة بالشروط العامة للصحة والسلامة من خلال ارتداء الزي الخاص، والكمامات والقفازات، مع الحرص التام على النظافة الشخصية، والفحص الدوري لحرارة كل موظف، واستخدام ماكينة التعقيم بالبخار لكافة أجزاء النرجيلة من الداخل والخارج قبل كلّ استخدام وبعده، وكذا تنظيف كل الأجزاء من الداخل والخارج بالماء والصابون، وتطهيرها بالمواد المعقمة المعتمدة.
وبين المعايير الواجب اعتمادها أيضاً تبديل الماء المعبّأ داخل زجاجة النرجيلة قبل كلّ استخدام وبعده، وتقديم "النبريش" الصحي الذي يستخدم لمرة واحدة، على أن يكون مغلفاً من المنشأ، مع الحرص على فتح التغليف أمام الزبون عند الاستخدام، كما لا يمكن استخدام النرجيلة إلا مرة واحدة في اليوم بعد تنظيفها وتعقيمها، وعدم السماح بتقديمها لمن هم دون الثامنة عشرة من العمر، فضلا عن المحافظة على التباعد المناسب بين الطاولات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.