هل انتهى كابوس كورونا؟ وهل رفع قيود العزل مؤشر اننا تجاوزنا الخطر؟ في لبنان لم يعد الكورونا هاجساً لدى معظم اللبنانيين الغارقين في مشاكل اقتصادية لا تعد ولا تحصى، وهو ما سمح بانتشار شائعة مفادها أن منظّمة الصحّة العالمية "أقفلت ملفّ كورونا"، وأن الإجراءات المتخذة لمكافحة وباء كوفيد-19 ستُلغى بعدما اكتشفت أن حامل الفيروس لا يعدي إن لم تظهر عليه الأعراض.
فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة الصحافة الفرنسية، اكد أن الخبر بدأ بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي في 11 حزيران/ يونيو 2020. تحت عنوان "جائحة كورونا انتهت وانكشفت المؤامرة ومنظمة الصحة العالمية أعلنت أن ما حدث منذ ثلاث شهور هو سوء فهم". وهو امر عار عن الصحة بل ان الواقع يشير الى ان الفيروس ينتشر بطريقة سريعة.
_ ١٥٠ الف اصابة امس الخميس
فقد أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الجمعة، بأن "جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" تتصاعد، والفيروس يتفشى بشكل سريع".، لافتاً إلى أن "أكثر من 150 ألف حالة جديدة تم تشخيصها أمس الخميس، وهذه تعد اليومية الاكبر مؤخراً".
ولفت غيبريسوس إلى أن "نصف الحالات التي تم تشخيصها مصدرها أميركا، توازياً مع تسجيل أعداد كبيرة في جنوب آسيا وفي الشرق الأوسط".
وأفاد بأن "العالم اليوم في مرحلة جديدة وخطرة، حيث أن العديد من الأشخاص سئموا من التواجد في المنزل، والبلاد تتطلع لإعادة فتح مجتمعاتها واقتصادها"، منوهاً بأن "الفيروس لا يزال ينتشر بسرعة، وهو لا يزال مميتاً، وأغلب الناس لا يزالون عرضة للإصابة".
كما دعا جميع البلدان وجميع الناس إلى "توخي الحذر الشديد، والاستمرار في الحفاظ على مسافة بعيدة عن الآخرين. ابقوا في منازلكم إذا كنتم تشعرون بالمرض، استمروا في تغطية أنفكم وفمكم عند السعال، ارتدوا قناعًا عند الاقتضاء، واستمروا في تنظيف أيديكم". وشدد على أنه "لدينا مسؤولية مشتركة لفعل كل شيء من أجل منع وتشخيص والاستجابة لانتقال فيروس كورونا ضمن صفوف اللاجئين".
كورونا في العالم
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بما لا يقلّ عن 450,386 شخصاً من أصل أكثر من 8,410,400 إصابة في 196 بلداً ومنطقة حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل/ديسمبر، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.
ولا تعكس الأرقام إلّا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إنّ دولاً عدّة لا تجري فحوصا لكشف الإصابة إلا لمن تستدعي حالته دخول المستشفى.
هل ألغيت الإجراءات؟
لم يصدر أي بيان رسمي لا عن منظّمة الصحّة العالميّة ولا عن الحكومات حول إلغاء تامّ للإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ، كما جاء في المنشورات المضلّلة.
لكن بعض الدول أعادت تحريك النشاط الاقتصادي وفتح أبوابها تدريجياً مع انحسار وتيرة انتشار الوباء فيها. وما زالت منظمة الصحة العالمية تنشر على صفحاتها من الفيروس.
هل قالت المنظمة إن الشخص من دون أعراض لا يكون معديا؟
الكلام المنسوب لمنظمة الصحة العالمية حول أن حامل فيروس كورونا المستجد لا يعدي إلا في حال ظهور الأعراض عليه، هو كلام غير دقيق.
يرشد البحث في محرّك غوغل عن عبارة "هل يعتبر حامل فيروس كورونا غير معدٍ؟"، إلى كلام لرئيسة وحدة الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيرخوف، خلال مؤتمر صحافي عقدته في جنيف الاثنين 8 حزيران/ يونيو 2020.
في المؤتمر إنه "بناء على عدد من التقارير من بلدان مختلفة تقوم بمتابعة مخالطي المرضى، لا يزال من النادر انتقال فيروس كورونا من شخص لم تظهر عليه أعراض إلى شخص آخر. إنه أمر نادر للغاية".
ثم كتبت كيرخوف في اليوم نفسه في "إجراء دراسات شاملة بشأن المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض مهمّة صعبة. غير أن الأدلة المتوفرة تدفع إلى الاعتقاد بأن احتمال نقل الفيروس من المصابين الذين لا يظهرون أي أعراض أدنى بكثير مقارنة بأولئك الذين تظهر عليهم أعراض".
وبالتالي فإن كيرخوف تحدثت عن احتمال أدنى لانتقال العدوى من أشخاص لا تظهر عليهم الأعراض استنادا إلى الدراسات المتوفرة إلى الآن، ولم تقل إنهم لا ينقلون العدوى بتاتاً، كما جاء في المنشورات المضلّلة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.