30 حزيران 2020 | 00:07

أخبار لبنان

جعجع: من وقت إسقاطهم لحكومة الحريري بدأت الأمور بالانهيار

جعجع: من وقت إسقاطهم لحكومة الحريري بدأت الأمور بالانهيار

اعتبر رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أننا “كشعب لبناني “ما رح نخلص” فنحن ‏مررنا بظروف صعبة وعلينا ان نرى كيف نصمد في هذه الظروف غير المسبوقة، فالموضوع ‏له علاقة بالوضع برمته، الذي لا يحتمل علاجات روتينية كالتي كنا نراها سابقاً. لذا كان يجب ‏أن يقف أحد ليقول “خلص”.‏

ولفت إلى أن “هناك مئات الآلاف الذين خرجوا الى الشوارع، فيما البعض يحاول تقزيم ‏الانتفاضة الشعبية. صحيح أن الحماسة في البداية كانت اقوى، ولكن الموضوع لم ينته، ‏والانتفاضة ستعود اقوى بكثير من 17 تشرين”.‏

جعجع، وفي مقابلة عبر الـ”‏LBCI‏”، أوضح أن “مطالبتنا برحيل المجموعة الحاكمة أبعد من ‏مجرد رحيل الرئيس ميشال عون من الحكم، المجموعة الحاكمة وقوامها الواضح وهو “حزب ‏الله” و”التيار الوطني الحر” مع بعض حلفائهما، منذ عشر سنوات تمسك بزمام الأمور بشكل ‏مباشر وغير مباشر، وقد واكبت هذه المرحلة عن كثب وعن بعد”، مشيراً إلى أننا “يجب ألا ‏ننسى أننا انتظرنا 11 شهراً ليأتي جبران باسل وزيراً، ومن بعدها انتظرنا 9 أشهر ليأتي وزيراً ‏للطاقة. كما يجب ألا ننسى أن أحد اللاعبين السياسيين في لبنان مسلح، والكثير يأخذ هذا الأمر ‏بعين الاعتبار، باعتبار أن هناك وهج للسلاح في لبنان في مكان ما”.‏

وشدد جعجع على ان “التغيير بيد الشعب اللبناني وبيده فقط وباستطاعته التغيير في الانتخابات، ‏فمنذ العام 2016 حتى الآن كانت مدخرات مصرف لبنان حوالي 50 – 60 مليار دولار، ومنذ ‏ذلك الحين، السلطة كانت بيد التيار وحزب الله، هناك من يقول الانهيار سببه سنوات خوالي ‏ولكن هل نأتي بعهد جديد من أجل الاستمرار بالتدهور أم لكبحه وإنقاذ البلاد؟ ما حصل هو أن ‏الوضع تدهور أكبر بكثير مما قبل في هذه الفترة”.‏

ورأى أن “الوضع تدهور أكثر بكثير في آخر 10 سنوات. منذ 2010 حتى 2020، زاد الدين ‏العام 50 مليار دولار. انتم رتبتم ديون بـ 50 مليار دولار في 10 سنوات”.‏

الى ذلك، أعلن عن اتصال بينه وبين “الرئيس سعد الحريري للاطمئنان عليه بعد الحادث الأمني ‏وكان الاتصال ودياً. والخلاف التكتيكي مشروع جداً”.‏

وجزم جعجع أنه “لا يمكن لأحد أن يقول “ما خلوني” بحين أن الأكثريّة بيده فتحالف مجموعة ‏السلطة هو الأكثرية الحاكمة. ولكننا سلمنا جدلاً وقلنا لهم إذا “ما خلوكن” فنحن مستعدون أن نأخذ ‏وزارة الطاقة ولكنهم ما لبثوا أن جن جنونهم. ونحن لكنا حليّنا مشكلة الكهرباء لو اننا استلمنا هذه ‏الوزارة”. وقال: “المشكلة أن هناك من لا يبحثون عن الكفاءات وإنما جل ما يريدونه هو إدارة ‏ملف الكهرباء عن بعد عبر تسمية مساعدين لهم لاستلام الوزارة، فيما نحن أثبتنا ان معيارنا ‏لتسمية الوزراء للحقائب التي نستلمها هو الكفاءة، لذا فالوضع لا يترجم الا بانتخابات نيابية مبكرة ‏وممارسات مغايرة عن الممارسات السابقة”.‏

وتابع: “على هذه الحكومة أن تحضر لانتخابات نيابية مبكرة، فنحن بحاجة لاتخاذ قرار كل يوم، ‏والبلد لا يحتمل انتظار 4 او 6 اشهر لانتخابات نيابية باعتبار أنه لا يمكننا أن نطالب بتغيير ‏الحكومة، لانهم يستطيعون القيام بذلك والإتيان بشبيهة لها”. وأضاف: “الحكومة ليست حكومة ‏حزب الله ولكن قرارها ليس بيدها المطلوب ان يكون قرار الحكومة بيدها وخصوصها في ملف ‏التعيينات. لذا الأفضل من أصحاب الأمر والنهي ترك الحكومة تعمل لأنها بحاجة لقرارات ‏جريئة وسريعة”.‏

وشدد جعجع على أن “ليس هناك أي حس بالمسؤولية لدى الأكثرية الحاكمة ولا حول ولا قوة إلا ‏بالله. المطلوب الحد الأدنى من الحس بالمسؤولية. وألان بيفاني كان لمدة 20 سنة مديراً عاماً ‏لوزارة المال، وعندما رأى ان الوضع بدأ بالتدهور، قدم استقالته ورحل. بيفاني قريب من ‏الرئيس عون، ومن الأكثرية الحاكمة، وما قاله عن الفشل في إدارة الأزمة اليوم لا يمكن أن يعد ‏سوى أنه “شهد شاهد من أهله”. تبين انهم فاشلون ولا يستطيعون إدارة البلد، اقله ليقولوا “ما ‏قدرنا” أو “ما عرفنا”.‏

وأوضح أننا “ضغطنا بقوة منذ ثورة 17 تشرين وقد أدت المطلوب منها ولكن المجموعة الحاكمة ‏غير مكترثة بأحد أو شيء وبقيت تعمل الى أن وصلت لتمسك قرار الحكومة الحالية. مطلبنا هو ‏حكومة مستقلين ولكن هذه المجموعة الحاكمة لا تريد ذلك وهي تشكل العقبة الأساسيّة بوجه ‏خروجنا من الأزمة”.‏

ولفت إلى أن “هناك من يحاول إقناعنا بأن أسباب ما يحصل الآن هو الضغط الدولي على “حزب ‏الله”، في حين أن هذه ليست المرّة الأولى التي تضع فيها الولايات المتحدة الأميركيّة عقوبات ‏على أشخاص يدعمون “حزب الله” والحقيقة أن الأزمة التي نعيشها الآن نتيجة تراكمات عمرها ‏سنوات”. وقال: “اين حصار الولايات المتحدة على لبنان؟ فهل واشنطن هي من يتمنع الدولار ‏من الدخول الى لبنان؟ طبعاً لا هي بريئة من الوضع المالي المأزوم عندنا، فالأزمة الحالية من ‏صنع أيدينا واتت العقوبات الأميركية نقطة من غيض”، معتبراً أن “ما يحصل معيب بحق ‏القضاء اللبناني، فلو كنا بوضع سيادي طبيعي لكنت أول من يرفض ويستهجن ما قالته السفيرة ‏الأميركية، ولكني كنت اتبعت الطرق القانونية. هل القاضي مازح غير مدرك لمضمون بمعاهدة ‏فيينا؟ فصلاحيته غير موجودة في هذه القضيّة من الأساس وعلى القضاء ألا يقوم بدور سياسي”.‏

وأردف: “لقد لفتني تصريح أحد نواب “8 آذار” مؤخراً بأن تصريحات السفيرة الأميركية تدخل ‏بالسيادة اللبنانية، ولكن علينا ان نرى أين هي سيادتنا الآن؟ هذا النائب الذي صرح هو وفريقه ‏السياسي من داس على هذه السيادة منذ 20 و30 سنة حتى الآن. من داس على الكرامة الوطنية ‏والسيادة، عندما ذهب ليقاتل بسوريا وغير سوريا؟ هناك تفجيرين ذهب ضحيتهما 50 مواطن ‏لبناني، وأثبتت التحقيقات ان نظام بشار الأسد هو من قام بهما، فيما نراهم يذهبون ليقاتلوا دفاعاً ‏عن هذا النظام. لكنا سنكون أول المعترضين على كلام السفيرة الأميركية لو كان الوضع طبيعي ‏في لبنان، ولكن إدخالنا في المحاور الإقليمية من قبل حزب الله أوصلنا الى هنا”.‏

واعتبر أنه “ليس بالضرورة اننا على عتبة حسم بين الولايات المتحدة و"حزب الله"، وانا لست ‏بصدد الدفاع عن واشنطن، ولكن الأميركيين دفعوا للبنان في العامين الماضيين 700 – 800 ‏مليون دولار، والدول الخليجية قدمت للبنان 2 مليار و100 مليون دولار. اين هو محور الممانعة ‏ليأتي ويدعمنا كالخليجين؟”.‏

وعن موضوع الغاز والتنقيب عن النفط، قال جعجع: “الحكومة قادرة ان توقف أي تعدي علينا ‏وهذا بحسب القانون الدولي. لذا عليها أن تأخذ هذا الأمر على عاتقها وأن تدرس الموضوع ‏وبالوسائل الدبلوماسية ومن دون عنتريات، فنحن نستطيع حل أمورنا”.‏

أما بالنسبة للقاء بعبدا في 6 أيار الماضي واعتبار ان القصر الجمهوري هو لكل اللبنانيين، وعن ‏لقاء بعبدا الذي حصل مؤخراً، فقد أكّد جعجع أنه “في 6 أيار كان هناك خطة اقتصادية، ‏فالحكومة حضرت خطة، وتمت دعوة الأحزاب للأخذ برأيها بهذه الخطة، وإذ بعد شهرين، لم يتم ‏تنفيذ أي شيء من الخطة الاقتصادية ولم يحصل أي شيء لا من ورقة العمل التي قدمناها ولا ‏من الخطة التي قدمتها الحكومة. السلطة في يدهم. عليهم أن يعملوا ويأخذوا القرارات، عندما ‏كسّروا وسط بيروت، هل اتخذوا القرار المناسب لضبط المخربين؟ طبعاً لاظ فيما نحن عندما ‏يحصل أي شيء نتصل فوراً بالدولة، وفي هذا الإطار مشكور الجيش اللبناني الذي يلبي فوراً. ‏دُعينا الى اجتماع في بعبدا تبين لاحقا انه “لعب ولاد صغار”. الأزمة في مكان، والاجتماع في ‏مكان آخر كلياً ولا علاقة له بما يحصل في الشارع، لذا لم نشارك ونحن تعز علينا عدم ‏المشاركة باجتماع يدعو اليه رئيس الجمهورية”.‏

وأشار جعجع إلى أن “الوزير جبران باسيل يدير شؤون القصر واغلب الأمور التي تحصل. ‏وانطباعي في آخر سنتين، ان الرئيس عون لم يتعاطى بشيء وكل الأمور والقرارات ينتهي ‏البحث بها عند جبران باسيل وهذا هو واقع الأمور. لكل شيء أصول، إن كان هناك أزمة، أدعو ‏الى مناقشة هذه الأزمة. ولكن ماذا حدث بعد هذا الاجتماع؟ جل ما حصل هو أن الدولار ارتفع ‏من 5000 الى 8000 ليرة. ميزانية الدولة هي المسؤولة عن تدهور سعر الليرة، وعدم التوازن ‏المالي في الدولة هو المسؤول عن تدهور الليرة”.‏

وتابع: “النمو في السابق وصل الى 8 و 10% ما بين الـ2007 الى 2010، وكنا نحقق فائض ‏أولي. من حينها ومن حين اسقاطهم حكومة الرئيس الحريري وبدأت الأمور بالانهيار. أما بالنسبة ‏لمن المسؤول عن الكارثة التي نعيشها؟ لا اريد ان أدخل في التفاصيل لكن لا شك ان هناك العديد ‏من الأفرقاء مسؤولون عنها”.‏

وأوضح جعجع أننا “انتخبنا عهد جديد ليضع حد لما كان يحصل بالسابق، وليعمل على احياء ‏الاقتصاد ولكن ما حصل ان الوضع الاقتصادي تدهور 10 مرات أكثر، ولكن كنا نعرف كم ‏غالية على قلب الرئيس عون مسألة رئاسة الجمهورية، وهو قال من معراب انه يوافق على ‏اتفاق معراب ووقع عليه هنا في معراب، ولكن إذا نقضوا كل نقاط هذا الاتفاق فماذا يمكننا ان ‏نفعل؟ الرئيس عون بقوته الشعبية والنيابية، كان خيارنا إلا أنه تبين انه لا يمسك بزمام الأمور ‏وإنما حزب الله، ولكن لو أعاد التاريخ نفسه، لكنا اتخذنا القرار نفسه. وسبب قولي أننا لا ندري ‏إذا ما كنا أخطأنا هو أنني لا أعلم إذا ما كان الفراغ سيؤدي بنا لحالة أسوأ من التي نحن فيها ‏اليوم”.‏

ورداً على سؤال عما إذا انحصر الخيار بين باسيل وفرنجية لرئاسة الجمهورية، قال: “هذه ‏فرضيات لا أجيب عليها”. ‏

اما بالنسبة للأحداث في عين الرمانة ودور القوات الأمني، فقال: “التبادل بين عين الرمانة ‏والشياح هو نفسه بين عين الرمانة وفرن الشباك وليس هناك حائط برلين بين الشياح وعين ‏الرمانة. ولكن المشكلة هي في 100 او 200 دراجة نارية يأتون ويشتمون للطرف الآخر ولكن ‏هل هؤلاء يمثلون كل الشياح؟ طبعاً لا. كما أنني لا استطيع أن اسمح لشبابنا بالذهاب على ‏دراجات نارية الى مناطق أخرى بأعلام “القوات” لشتم رموز وزعماء هذه المناطق التي أهلها ‏بطبيعة الحال لن يقبلوا ذلك، العكس صحيح، ومن الطبيعي وجود الناس بالشارع بعد كل ما ‏حصل وبعد ان وصل الدرك باللبناني لحد البحث عن الأكل بالقمامة. من الحرام ان يقال ان ‏هناك محاولة للذهاب الى فتنة بنزول الشعب الى الشارع. وفي هذا الإطار أحيي الجيش وقوى ‏الأمن الداخلي قيادة وأفراد على كل الجهود التي يقومون بها فلولا هاتين المؤسستين لكانت نشبت ‏الفوضى الاجتماعية”.‏

وعما إذا انتهت رحلة لبنان الى صندوق النقد الدولي، رأى جعجع أنه “بوجود المجموعة الحاكمة ‏علينا الا نتأمل بأي شيء ومن الطبيعي أن تكون رحلتنا قد انتهت، فمن 8 أشهر حتى الآن، ليقل ‏لي أحد عن خطوة واحدة قامت بها المجموعة الحاكمة بالاتجاه الصحيح”.‏

وشدد جعجع على أنني “لم أفهم ابداً معنى “الذهاب شرقاً” في حين ان أهم شريك تجاري للبنان ‏منذ سنوات هو الصين. وليس صحيحاً ان هناك “فيتو” على دخول الصين الى السوق اللبناني ولا ‏شك ان هناك تنافس كبير بينهم وبين الأميركيين. أليست شركة صينية هي التي أخذت قسم من ‏الاتصالات؟ إيران في حرب مع الأميركيين، وتريدني الآن أن أشتري من إيران؟ متى كان ‏السوق اللبناني مغلق على البضاعة الإيرانية؟ ولكن على هذه البضاعة أن تكون تنافسية من أجل ‏اعتمادها. أما بالنسبة لموضوع الأدوية الإيرانيّة فطهران ليست مرجعاً في موضوع الأدوية”.‏

وأوضح أنه “ليس صحيحاً ما يقال عن أنه لا يوجد من يصلح من أجل العمل في الدولة ‏وإخراجها من الأزمة، فاقله نحن نصلح من بعد تجاربنا الوزارية والنيابية لنكون في الحكم”.‏

ورداً على سؤال عمن سيوفر الإمكانات إذا لم يدعم صندوق النقد، أكّد جعجع أننا “نريد خطة ‏طوارئ سريعة وبالتركيبة الحاكمة “ما بتزبط”. هناك خطوات إصلاحية منها المعابر غير ‏الشرعية، والكهرباء والاتصالات. صندوق النقد يريد إصلاحات ليبدأ بالحديث عن مساعدات ‏فيما المجموعة الحاكمة لن تبدأ بإقرار هذه الإصلاحات وهذا معروف. هل أصدقاء لبنان العرب ‏سيساعدون لبنان ونحن نشتمهم ليلا نهار؟ الدول الخليجية أصدقاء وساعدونا و”يكتر خيرهم” ‏ولكن هل من أحد غيرهم ساعدنا في السابق؟ من سيؤمن لنا المساعدات من دول الخليج ونحن ‏نقاتل ضدهم في اليمن وغيرها وغيرها؟ هل يجوز ان نضحي بلبنان من أجل مصالح إيران في ‏الخليج؟”.‏

أما بالنسبة للنموذج اللبناني ومقوماته، فقد رأى جعجع أن “مقوماتنا لا تزال جيّدة وهذا ليس من ‏باب التفاؤل ولكن بناءً على الثوابت تاريخية. مر علينا أوقات صعبة وخرجنا وسنخرج من ‏الأزمة لا محالة، فلبنان موجود وعاجلاً أم آجلاً سنخرج مما نحن فيه الآن”، مشيراً إلى أن ‏‏“الأمر الواقع في لبنان لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية باعتبار أن الثوابت الاجتماعية أقوى من ‏أي شيء في لبنان”.‏

أما بالنسبة لجبهة المعارضة، فقال: “هناك جبهة معارضة حالياً، ولكنها تعمل على أكثر من ‏محور، كوجود ثلاث عساكر يطلقون النار على نفس الهدف ولكن من ثلاث زوايا مختلفة ‏ويتراشقون بالحصى بين الحين والآخر. لماذا ليست جبهة واحدة؟ لأن الطرفين الآخرين رأيهما ‏ان لا يكون هناك جبهة متراصة كي لا يصل الوضع لما لا تحمد عقباه”.‏

ولفت إلى أن “الوضع يتطلب تغييرات كثيرة. نحن نطالب يومياً بجبهة معارضة واحدة شفافة ‏لتغيير كبير في لبنان”، معلناً أنه “لا يمكن ان يكون ما حصل في الأمس محاولة اغتيال للرئيس ‏الحريري، تبعاً لما أطلعني به خلال اتصالنا اليوم”.‏

ورداً على سؤال أكّد أنه “لا يمكن في المستقبل ان تستمر الأمور بالترقيع، فما بين الـ2005 ‏والـ2010 عشنا مرحلة ذهبية بالرغم اننا قضينا بالاغتيالات ومن بعدها احتل وسط بيروت الى ‏حين حصول اتفاق الدوحة. مشروعنا ان نصل الى دولة متحضرة، فلبنان بلد تعددي، وإذا ‏نسيناها سيخرب. وعلى الشارع ترجمة طموحه في الانتخابات والتعاطي معها بشكل إيجابي وأنا ‏لست متخوفاً من عزل “القوات”. لا أعرف ما هي حسابات الأفرقاء الآخرين، ولكن علينا ان ‏نتعاطى مع الأشخاص الموجودين للوصول الى حلمنا”.‏

وعما إذا كان مصيرنا الجوع في المرحلة القادمة: “للأسف نعم، الأوضاع الى مزيد من التدهور. ‏لن نصل الى الجوع وانا أتوجه الى كل الانتشار بالدعوة لتبني كل عائلة على عاتقها عائلة لبنانية ‏هنا فـ200 دولار شهرياً لن تفقر عائلة في الخارج في حين أنه مع سعر صرف الليرة الموجود ‏يمكن أن تعيل عائلة في لبنان”.‏

أعلن جعجع أننا “نحاول القيام بتوأمة بين عائلات في الخارج وعائلات في لبنان، باعتبار أننا ‏علينا الاعتماد على بعضنا البعض كي لا نصل الى الجوع. فنحن في زمن رديء الآن”.‏

أما بالنسبة للخطة للخروج من الوضع الراهن، فقال: “المطلوب إرادة ورغبة سياسية ولكن هذه ‏الإرادة غير موجودة. انا لست مع خارطة طريق الحكومة باعتبار أن خارطة الطريق الفعليّة ‏واضحة جداً، هناك 10 بنود إصلاحية علينا البدء بإقرارها مباشرة. علينا ان نفكر بكيفيّة ايقاف ‏الهدر الذي يحصل في لبنان، قبل ان نفكر من أين يجب أن نأتي بالمساعدات، وأنا في هذا ‏الإطار أشك ان نأتي بـ3 او 4 مليار دولار من صندوق النقد. لذا علينا ان نتوقف عن نصب ‏العداء للخليجيين الذين هم الوحيدين القادرين على إعطائنا ي المساعدات من دون أي سؤال او ‏شروط اللهم أن نتوقف عن نصب العداء لهم. “الهيركات” كلمة كبيرة، المصارف وضعت يدها ‏على ودائع الناس كافة، ولكن على الدولة ان تتحمل جزءاً، ومصرف لبنان الجزء الآخر فنحن لا ‏نريد ان نصل الى ما وصلت اليه فنزويلا او الارجنتين”.‏

وبالنسبة لما يشاع عن أن “حزب الله” نجح بالسيطرة على المعارضة والسلطة، فقد نفى جعجع ‏ذلك وقال: “كلا، لا النظام ولا الثورة يستطيع أحد من السيطرة عليها”.‏

وعن رفضه إقحام مسألة سلاح “حزب الله” في الحراك الشعبي، أكّد أن “المشكلة التي نعيشها ‏هي مشكلة معيشية بالدرجة الأولى وعندما تدخل فيها السياسة “بتفرط الثورة” فهي ستواجه ‏بمطالب سياسة إذا خرجت بشعارات سياسية”.‏

أما بالنسبة لشعار “كلن يعني كلن”، فقد اعتبر جعجع أنه “يجب ان لا يؤخذ “الصالح بعزا الطالح” ‏في الثورة. وبالنسبة لمقولة أحزاب حرب وغيرها غير صحيحة. ما يحدد هوية حزب معين هو ‏خطابه السياسي، و”القوات اللبنانية” يجب أن يتم الحكم عليها من خلال أعمالها وأداء نوابها ‏ووزرائها، من هذا المنطلق فمنطق “كلن يعني كلن” غير صحيح باعتبار أنه لا يمكن في مكان ‏معين أن يكون الجميع “منيح” وفي مكان آخر الجميع “مش منيح”.‏

وختم جعجع: “إن المطلوب رجال دولة، وهذه الطينة نفتقدها من بعد رحيل الكبار وهذه مشكلتنا ‏في لبنان، ومفهومنا للحياد هو عدم الدخول في محاور، من المحور الإيراني الى المحور السوري ‏انطلاقاً من الوضع الراهن الذي نحن فيه. فلا نحن قوة اقتصادية كبيرة، ولا قوة شعبية مترامية ‏الأطراف”.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 حزيران 2020 00:07