شنّ المدير الجديد لمكتب التحقيقات الاتحادي "إف. بي. أي" كريستوفر راي أمس الثلاثاء هجوماً واسعا على الصين معتبراً أنها "أخطر نظام يهدد أمن الولايات المتحدة الأميركية".
وأكد أن "الحزب الشيوعي الصيني" يسعى ليحل محل الولايات المتحدة على الساحة الدولية، ولأن يصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم "بأي وسيلة".
وأصدر راي، الذي كان قد أشار مراراً للخطر الذي يشكله النفوذ الخارجي لبكين، أقوى تحذيرات حتى الآن بشأن التهديد الذي تشكله إجراءات الصين في جميع أنحاء العالم على الولايات المتحدة، وذلك خلال مشاركته في حدث استضافه "معهد هدسون" أمس الثلاثاء.
وقال: "شعب الولايات المتحدة يقع ضحية ما يرقى إلى السرقة من قبل الصين، هذا الأمر يتم على نطاق هائل لدرجة أنه يمثل واحدةً من أكبر عمليات نقل الثروات في تاريخ البشرية". واعتبر أن "أكبر تهديد طويل الأجل لمعلومات أمتنا وملكيتها الفكرية وحيويتنا الاقتصادية، هو التجسس الاقتصادي من قبل الصين. إنه تهديد لأمننا الاقتصادي، وبالتالي لأمننا القومي".
"معركة أجيال"
أضاف: "نحن بحاجة إلى أن نكون متبصرين لنطاق طموح الحكومة الصينية"، محذّراً من أن الحزب الشيوعي الصيني "يعتقد أن الأمر هو معركة تمتد على أجيال وتهدف لتجاوز بلادنا في القيادة الاقتصادية والتكنولوجية".
واعتبر راي أن الصين لا تشن هذه المعركة من خلال وسائل "مشروعة"، لكنها "تشارك في جهد دولة شامل لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم بأي وسيلة". ولمكافحة هذه المشكلة، دعا راي إلى "استجابة المجتمع (الأميركي) ككل" للتصدي للتصرفات الصينية.
وتابع: "إذا كنت من البالغين الأميركيين، فمن المرجح أن تكون الصين قد سرقت البيانات الشخصية الخاصة بك. وبياناتنا ليست الأمر الوحيد الذي على المحك هنا، بل كذلك صحتنا وسبل عيشنا وأمننا". وأضاف: "لقد وصلنا الآن إلى النقطة التي يفتح فيها مكتب التحقيقات الاتحادي قضية جديدة لمكافحة التجسس المتعلقة بالصين كل عشر ساعات تقريباً".
واعتبر مدير مكتب التحقيقات الاتحاد أن الناس في الولايات المتحدة "بحاجة إلى فهم" أن الصين "تستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات المتطورة، هي تستخدم كل شيء متاح، من الاختراقات الإلكترونية إلى السرقة المادية الصريحة".
عدة جهات صينية تعمل لهدف واحد
وقال عن الصينيين "بادروا إلى اتباع نهج توسعي في سرقة الابتكار من خلال مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، ليس فقط من خلال أجهزة الاستخبارات الصينية، بل أيضاً من عبر شركات مملوكة للدولة شركات خاصة ظاهرياً، بالإضافة لفئات معينة من طلاب الدراسات العليا والباحثين، ومجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة الأخرى التي تعمل نيابة عنهم".
كما أكد راي أن الصين "لديها نظام مختلف اختلافاً جوهريا عن نظامناً، وهي تبذل كل ما في وسعها لاستغلال انفتاحنا مع الاستفادة من نظامها المغلق".
وكشف مدير المكتب أن هناك حوالي 5000 قضية تجسس يحقق فيها مكتب التحقيقات الاتحادي، نصفها تقريباً له علاقة بالصين.
وأردف راي: "في هذه اللحظة بالذات، تعمل الصين على تخريب منظمات الرعاية الصحية الأميركية وشركات الأدوية والمؤسسات الأكاديمية التي تجري أبحاثاً أساسية حول فيروس كورونا".
وشرح أنه عندما يتم الإعلان عن تقدم معين تحرزه شركة أميركية بشأن كورونا، فإنه بات "من المألوف" ملاحظة هجمات إلكترونية صينية تستهدف الشركة.
انتخابات 2020
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الصين تحاول التدخل في انتخابات عام 2020، قال راي: "إن حملة النفوذ الأجنبي الخبيثة في الصين تستهدف سياساتنا ومواقفنا على مدار الساعة، 365 يوماً في السنة"، لكنه أشار إلى أنها ليست "محددة بالانتخابات".
ومضى قائلا: "إن الحكومة الصينية تشارك في حملة واسعة ومتنوعة من السرقة وبسط النفوذ الخبيث، ويمكنها تنفيذ تلك الحملة بكفاءة وسلطوية.. إنهم يحسبون، أنهم مثابرون، أنهم صبورون..".
يذكر أن اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في الكونغرس، بقيادة السناتور الجمهوري روب بورتمان، كانت قد أصدرت تقريراً في يونيو/حزيران الماضي يفصّل كيف وضعت الحكومة الاتحادي "رقابة متدنية على الاتصالات المملوكة للدولة الصينية على مدى عقدين من الزمن"، وكيف "تستهدف الصين الاتصالات الأميركية بشكل غير مشروع بنفس الطريقة التي استهدفت بها التعليم والبحوث والبيانات الشخصية".
وكانت تلك اللجنة قد نشرت في وقت سابق تقارير عن تمويل الصين للجامعات الأميركية، وسرقة الأبحاث الأميركية، والهجمات الإلكترونية ضد الشركات الأميركية.
العربية.نت
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.