11 تموز 2020 | 09:19

صحافة بيروت

الياس المر 15 عاماً على التفجير

الياس المر 15 عاماً على التفجير

غداً الأحد 12 تموز، ذكرى تفجير دولة الرئيس الياس المر رئيس مؤسسة الانتربول، يوم كان نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.

بأعجوبة إلهية نجا من الموت في تفجير سيارة مفخخة في انطلياس، ومعه العميد الياس البيسري وأمين المر، الاّ أنهم عانوا من الاصابات طويلاً.

15 عاماً مضت على محاولة اغتيال الياس المر، من دون أن تتوضح أسباب هذه الجريمة الارهابية، وإن انكشف الارهابيون باسمائهم وانتماءاتهم وأدواتهم التنفيذية والتقنية.

اليوم تتضح أكثر فأكثر اهداف تفجير الياس المر، في اطار مجموعة من عمليات الاغتيال والترهيب لقادة من رجال الدولة والامن والسياسة والاعلام والفكر.

باغتيال من اغتالوا، ومحاولة اغتيال من فشلوا في تفجيره، اغتالوا سيادة لبنان وتنوعه وانفتاحه على الشرق والغرب وهويته الثقافية والحضارية ونظامه الليبرالي الاقتصادي والمالي الحر.

فجّروا الياس المر لأنه من رواد سيادة لبنان، وعشاق الحرية، مؤمن بدولة المؤسسات والقانون، وغير قابل للخضوع والخنوع، وله علاقات داخلية وخارجية قوية تعترض حسابات ضرب الصيغة والنظام وفرض الهيمنة السياسية وغير السياسية على لبنان.

والمصيبة الاكبر، أن حاملي لواء السيادة ومشروع الدولة، لم يتماسكوا طويلاً، بل تورط بعضهم في تسويات اقرب الى استسلامات، واعتمد بعضهم الاخر سياسة الالغاء والاقصاء مع الحلفاء، وخرج الياس المر من الساحة المحلية الى احدى أهم الساحات الدولية.

تسألنا يا دولة الرئيس أين أصبح لبنان اليوم بعد 15 عاماً؟

ماذا فعلتم بلبنان ايها الحاكمون؟ هل هذا هو الوطن الذي حلمنا به وحلم به الشعب اللبناني بكل طوائفه وشرائحه؟؟

ماذا فعلتم بهذا الشعب؟ هل هكذا تكافئون الشعب الذي لم يبخل بحياته ودمائه في سبيل تحرير لبنان وعزته وسيادته، هذا الشعب العابق بالحرية والكرامة والانفتاح والابداع؟.

في الحقيقة، نخجل يا دولة الرئيس من الاجابة في ذكرى تفجيرك وتفجير قادة من طينتك، احراراً، وطنيين، سياديين، صادقين، غير مرتهنين ولا مرتبطين بمشاريع وأجندات إلاّ مشروع بناء الدولة الحديثة، لأننا نقف مصدومين ومذهولين أمام سقوط الدولة وهيبة الدولة وانهيار الأمن الاجتماعي بانهيار الاقتصاد والنظام المصرفي والمالي، والسطو على أموال اللبنانيين وافقارهم واذلالهم.

نخجل في هذه الذكرى، أمام تضحياتك يا دولة الرئيس وتضحيات كل لبناني أبي، لأن كرسي السلطة اصبحت سلطة كرسي، والقابعين عليها اصبحوا قابعين على رقاب البلاد والعباد، بلا رؤية ولا استراتيجية ولا رحمة ولا حياء. لا هَمَّ لهم سوى الهيمنة، وتكديس الثروات، عبر المحاصصات والصفقات والسمسرات والاحتكارات، وتضليل الناس وتفريقهم وتحريض بعضهم على بعض حتى يعجزوا عن محاسبتهم.

الشعب اللبناني اليوم، كركاب طائرة مخطوفة، مقيَدون، مسلوبو الارادة ومغتصَبو الحقوق. يجهلون مصيرهم. خائفون. متعبون. جائعون. رهائن تحت لارحمة خاطفيهم السفاحين.

نخجل منك يا دولة الرئيس ومن جميع الشهداء، عندما نتذكر انك لم تترك دولة صديقة لم تزرها لتوفير دعم للمؤسسة العسكرية، من دول الخليج الى واشنطن وموسكو مروراً باسبانيا وفرنسا والمانيا وانكلترا وغيرها، اليوم فقدنا اصدقاء لبنان، وفقدنا دعمهم، والعسكري الذي طالما حرصت على تحصينه وتمكينه ورفع معنوياته يحرمونه الغذاء وابسط الحقوق.

نخجل منك يا دولة الرئيس لأننا نراك اليوم تتألم على انهيار وطنك وتدمع عيناك على أحوال بنات بلدك وابنائه اكثر مما تألمت من جروحك واصابتك في تفجيرك.

نعرف انك سامحت من حاول اغتيالك، كما سامح والدك ميشال المر من حاول اغتياله، لكننا نعرف أيضاً انك من هذا الشعب وانك مثل هذا الشعب لن تسامح من يغتال هذا الوطن اليوم ليبيعه غداً.

نعرف ان انشغالاتك الدولية لم تلهك لحظة عن هموم بلدك وأهل بلدك. وما أحوج لبنان اليوم الى رجال دولة من قامتك وصلابتك واستقلاليتك ووطنيتك، لانقاذ لبنان من الضياع والجوع وذل الناس، في زمن الزرازير والافلاس.



الجمهورية - جورج سولاج

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 تموز 2020 09:19