14 تموز 2020 | 20:58

أخبار لبنان

لو نستعير الكاظمي

لو نستعير الكاظمي

قفا نحك


أعلن رئيس الوزراء، في اعقاب تفقده المعابر الحدودية "ان زمن سرقة المال العام على المنافذ ‏الحدودية، والتهريب انتهى".‏

ورئيس الوزراء، هذا ليس الدكتور حسان دياب اللبناني، بل هو العراقي مصطفى الكاظمي، وقد ‏تفقد المعابر، تحديدا مع ايران، في ما وصف "باستعادة هيبة الدولة" مؤكدا ان القوى العسكرية ‏مخولة بإطلاق النار على أي تجاوزات أو خروقات أمنية.‏

قد يقول قائل ان الكاظمي تولى رئاسة الحكومة بتوافق أميركي – إيراني، بعدما تفتقُم الفراغ، ‏وسوء الإدارة العامة في العراق. لكن دياب ليس في وضع أقل ايجابية، بدليل ان من أتى به ‏طرف واحد بعينه، ليس سوى جار العراق المذكور فوق، ممثلا بمرشد محلي، امتهن الاطلالة ‏على الناس اسبوعيا، تقريبا، ليوجههم في حياتهم العامة والشخصية، وليؤكد ان حكومة الدكتور ‏حسان هي حكومته، ولا بديل لها. واذا كان الفساد إلتهم العراق، مثل لبنان، وقبله، وازدرده، ‏حتى، فإن الكاظمي تصدى للمسؤولية التي أوكلت له، ومن أساسي هو سد باب التهريب بكل ‏أشكاله، مالا ومنتجات، كخطوة أولى لوقف افقار العراق.‏

قد يكون توازن الخصمين الإيراني والأميركي سمح لرئيس وزراء العراق بالمبادرة، اضافة الى ‏استفحال الأزمة الاجتماعية – الاقتصادية، وربما الغليان الشعبي هو ما منحه قوة المبادرة، لكن ‏ذلك لا ينقص نظيره اللبناني. ما ينقص هو الحس الوطني لدى من يهيمن على الحكومة والسلطة ‏والحياة العامة، برضى شريكه (التيار العوني)، أو رغما عنه وبصمته. فلم يبق حي يكذب هيمنة ‏الجوع على البلاد، أو انكار تهريب الدولار والمشتقات النفطية والمواد الغذائية الى سوريا، فيما ‏لا تكذب عين ما يجري على المعابر الحدودية مع سوريا شرقا وشمالا. فيشبع أهل النظام في ‏سوريا، ويجوع اللبنانيون، وكلما ارتفع صوت ضد المعابر المشؤومة، جاء الرد من الضاحية، ‏انها لن تسمح بمس المعابر لأنها تحمي المقاومة.‏

السؤال الى الضاحية: من يحمي اللبنانيين من نظام الاوعية المستطرقة الذي يتم بمال اللبنانيين ‏على دمشق، ويأتي الى بيروت بمنتجات ايرانية لم تمتدح يوما لجودتها.‏

الصورة أوضح من ان تُرى: مصير لبنان، وجوعه اليومي واندثار نمط حياته، مرهونة، جميعا ‏بصراع ايران مع المجتمع الدولي، وبرغم أنوف اللبنانيين، الذين يرفضون ولاية الفقيه، من موقع ‏مدني أو ديني، ويكادون ان يطلبوا فحص نسبة الوطنية في دم من يقدم مصلحة ايران على ‏مصالح لبنان.‏

يقول وزير المال غازي وزني في تصريح صحافي قبل مدة "أن ارتفاع اسعار الدولار لا يمكن ‏شرحه لا اقتصاديا ولا ماليا ولا نقديا". فهل يمكن شرحه أمنيا، وسياسيا، بتلاعب بالسوق ينطلق ‏الى ما وراء الحدود من طريق المطار القديمة، وحاملي شنط الصرافة، المحميين بميليشيا ‏السيارات المعتمة، وصولا الى كل أشكال توفير العملة الصعبة والدعم، بأي شكل؟ الى أبعد من ‏لبنان، والحجة؟ المقاومة وحماية المقاومة، اندحر الاحتلال، وبقي سلاحها للداخل، ودفع تفاهم ‏نيسان واستمرت عنوانا. واوقفت حرب تموز بهدنة فوق هدنة 1948 المستمرة، وظل اللبنانيون ‏خانعين لعنوان حفظ المقاومة. 14 سنة من مقاومة لا تقاوم في لبنان، بل تعتدي على السوريين ‏والعراقيين واليمنيين في بلادهم، وتمد يدها الى حيث يطلب منها ان تتورط، فتحمل للبنان ما لم ‏يكن يوما من صورته ودوره: عدوان قائم بذاته، وبندقية للقتل المجاني.‏

برغم ذلك، يريد صضاحب الخطب ان يقنعنا بتقدم لبنانيته على ايرانيته، بينما يفرض على الاتين ‏الى لبنان ان يغسلوا عيونهم بصور سليماني وصحبه من باب المطار الى أبواب بيوتهم. وفيما ‏يريدنا ان نتجه الى الشرق، يأتي الينا بهذا الشرق، بأسوأ ما فيه: استعداء العالم.‏



النهار – راشد فايد ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 تموز 2020 20:58