حين تم اكتشاف فيروس "HIV" الذي يؤدي إلى مرض الإيدز، في سنة 1984، سرى الاعتقاد بأن هذا الاضطراب الصحي سيختفي في غضون سنة وسنتين، وراهنت الهيئات الصحية على ظهور لقاح يقي من المرض.
ورغم أن الجهود العلمية لم تنجح حتى الآن في تطوير لقاح يقي من الإصابة بالفيروس المسبب للإيدز، كشف الباحثون، مؤخرا، أن المكتسبات العلمية التي تراكمت منذ ذلك تعود بالنفع في الوقت الحالي، في ظل سعي العلماء إلى إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وكانت وزيرة الصحة والشؤون الإنسانية الأميركية السابقة، مارغريت هيكلر، قد قالت في ثمانينيات القرن الماضي، إن تطوير لقاح ضد فيروي "HIV" سيستغرق عاما أو عامين، لكن هذا التوقع لم يصدق نهائيا.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن الباحثين تعلموا أمورا كثيرة حول الجهاز المناعي لدى الإنسان بفضل الجهود الساعية إلى تطوير لقاح ضد فيروس فقدان المناعة المكتسب.
وأضافت أن هذا التقدم الذي جرى إحرازه في مجال اللقاحات، هو الذي أتاح البنية التحتية الضرورية للبحث وإجراء التجارب السريرية، وتبعا لذلك فإن الجهد لم يذهب سُدًى.
وإذا كان الباحثون يعثرون اليوم بسهولة على مختبرات ومراكز اختبار وشبكات أخرى جاهزة للعمل، فهذا حاصل لأن أموالا طائلة صرفت فيما سبق على جهود تطوير اللقاح ضد الفيروس المسبب للإيدز.
وقال الباحث في علوم الفيروسات واللقاحات، دان باروش، إن الاستثمار في بحوث لقاح ضد الإيدز هو الذي جعل الاستجابة لفيروس كورونا مسألة ممكنة.
من ناحيتها، أوضحت الباحثة ليندا غيل بيكر، وهي مديرة مركز مختص في الأمراض المعدية والطب الجزيئي بجنوب إفريقيا، أن العلم ينتظر نتائج التجارب السريرية بفضل ما تراكم في السابق.
أضافت أن الفيروس المسبب للإيدز معقد بشكل بالغ، ولذلك لم تنجح جهود رهيبة من العلماء "لكن ثمة أسباب تدفع إلى الأمل في أن يكون كورونا المستجد خصما أقل عنادا"، لكن الجهود التي بذلت في تطوير لقاح ضد "HIV" هي التي تسرع عملية تطوير لقاح ضد كورونا.
وبين سنتي 2000 و2018، تم إنفاق 14.5 مليار دولار على بحوث علمية تسعى إلى تطوير لقاح ضد الفيروس المسبب للإيدز.
ومنذ ذلك الحين، وصل 46 مشروعا إلى مرحلة التجارب السريرية أو المراحل السريرية المبكرة، بينما تم التخلي عن حوالى مئة من مشاريع اللقاحات منذ البداية.
لكن عدد اللقاحات الخاضعة للتجارب في الوقت الحالي، كبير جدا، إذ يجري تطوير 160 لقاحا في دول مختلفة من العالم، علما أن المرض ظهر قبل نصف عام فقط.
ووصل 21 لقاحا محتملا ضد فيروس كورونا المستجد إلى مرحلة التجارب السريرية، فيما تعهدت حكومات وشركات خاصة بتقديم مليارات الدولارات.
سكاي نيوز عربية
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.