16 تموز 2020 | 19:22

سعد الحريري

الحريري: موقع رئاسة الحكومة "تبهدل"... والنأي بالنفس أليس الحياد؟

أسف الرئيس سعد الحريري لاتهام رئيس الحكومة حسان دياب "رئيس حزب معين بتدخله لدى الدول العربية لمنعها من مساعدة لبنان"، وقال: إن هذا الأمر مرفوض وأنا لن أدخل في جدال معه وآسف أن يتحدث موقع رئاسة الحكومة بهكذا أمر وأن يتدنى خطابه إلى أمور من نسج الخيال. فتاريخنا يشهد أننا كنا نساعد دون أن نسأل، نافيا أن يكون قد اتصل بأي مسؤول في الكويت.

ووصف الرئيس الحريري علاقته بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج عموما بالممتازة، مشددا على أن هذه الدول هم الأصدقاء الفعليين الذين وقفوا مع لبنان ولم يتخلوا عنه خلال كل الأزمات والحروب التي مر بها، ومن الضروري أن نبقى على تواصل دائما معهم للحصول على دعمهم ومساعدتهم للبنان.

ودعا الرئيس الحريري لاعتماد سياسة "لبنان أولا" وتحييده عن الصراع الإيراني الأميركي، وقال: "يجب أن يكون لبنان أولا واللبنانيون أولا، وقبل كل قضية تحيط بنا. قبل سوريا وفلسطين والسعودية وإيران وكل قضية أخرى، لكي يتمكن المواطن من أن يعيش حياة كريمة".

وتساءل: ما هو الفرق بين النأي بالنفس والحياد؟ لافتا إلى أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي التي اعتمدت مفهوم النأي بالنفس بإجماع أعضائها، بمن فيهم حزب الله، ونحن طبقنا هذا المفهوم بالممارسة، فهل طبقه حزب الله؟ لا يقولن أحد لنا اليوم أن الحديث عن الناي بالنفس يحتاج إلى حوار وطني وغيره، وأن الكلام عنه وكأننا نخرج عن القواعد، مؤكدا أن إسرائيل عدو ونقطة على السطر، ولا يزايدن أحد علينا في هذا الأمر.



ولاحظ الرئيس الحريري في دردشة مع الصحافيين عصر اليوم في "بيت الوسط" أن المسؤولين يتعاطون مع الانهيار الاقتصادي الحاصل بالقطعة، وهذا أمر لا يصح، ولا بد من تناول كل القطاعات مجتمعة والقيام بالإصلاحات اللازمة على مقياس واحد في كل القطاعات.

استهل الحوار بسؤال الرئيس الحريري عن رده على اتهام رئيس الحكومة حسان دياب بأن رئيس حزب معين يتدخل لدى الدول العربية لمنعها من مساعدة لبنان، فقال آسف أن يتحدث موقع رئاسة الحكومة بهكذا أمر، فخطاب رئاسة الحكومة تدنى بالفعل إلى أمور من الخيال. هذا الأمر مرفوض، نحن تاريخنا، أنا كسعد الحريري أو رفيق الحريري رحمه الله، يؤكد أننا كنا دائما نساعد دون أن نسأل. مؤسسة الحريري قامت على المساعدة دون السؤال، وأؤكد أنني لم أتصل بأحد ونقطة على السطر. لن أدخل في جدال معه، لأن موقع رئاسة الحكومة "تبهدل".

وسئل: جريدة الجمهورية أكدت أنك اتصلت برئيس الحكومة الكويتي لهذا الغرض؟ وأنهم في الكويت هم من أخبروا الرئيس دياب؟

أجاب: لم أتصل بأحد. لا أعرف من أين يأتي بهذه الأخبار. ربما أشقاؤه العرب في سوريا هم من أخبروه، لأنه لا أحد آخر يتحدث معه بصراحة.

سئل: كيف ترى الجولة التي يقوم بها اليوم اللواء عباس إبراهيم على الدول العربية؟

أجاب: هذه الحركة يجب أن تحصل، فنحن من ضمن الجامعة العربية، وهؤلاء هم الأصدقاء الفعليون الذين وقفوا مع لبنان طوال المرحلة السابقة وفي كل الأزمات التي مر بها لبنان. الخليج لم يتخل لحظة عن لبنان في كل الحروب العبثية وغيرها التي حصلت على أرضه. فمن وقف مع لبنان ومن كان ينهض بالاقتصاد اللبناني؟ من غير السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان وكل هذه الدول؟ لكن الواضح اليوم أن هناك تصعيدا إقليميا غير مسبوق. من هنا يجب على لبنان أن يبقى على تواصل دائم مع هذه الدول العربية ويحاول أن يأتي بالمساعدات للبلد.

سئل: ما الذي بإمكانهم أن يقدموه لنا؟ هل صحيح أن هناك ودائع مالية؟

أجاب: أذكر أنهم قدموا لنا الكثير، وفي هذه المرحلة على لبنان أن يقوم بالإصلاح والعمل الفعلي. الدولة لم تقم بأي إصلاح أدرج في "سيدر"، وحتى الآن لم يحصل أي إصلاح. لماذا؟ لأن هناك من يريد أن يعطل.

سئل: هناك حديث متزايد اليوم عن حياد لبنان، فلماذا لم يتم القبول بهذا الحياد في عهد حكومتك؟

أجاب: هناك من ينتقد موضوع الحياد ويقول أن هذا الأمر يحتاج إلى حوار وطني وغيره. من هنا أسأل: ما هو النأي بالنفس؟ أليس هو الحياد؟ هل طبقنا النأي بالنفس؟ هل طبق الأفرقاء السياسيون في البلد النأي بالنفس وخاصة حزب الله؟ هو لم يطبق النأي بالنفس، في حين أننا نحن طبقناه وتوقفنا عن الحديث عن سوريا. 

سئل: لكن هذه الكلمة تثير الريبة تاريخيا؟

أجاب: نحن لسنا في التاريخ بل نعيش الحاضر. ولا تنسوا أن من خرج بموضوع النأي بالنفس هي حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وكان هناك يومها إجماع على ذلك على طاولة مجلس الوزراء بمن فيهم حزب الله. فلا يقولن أحد لنا اليوم أن الحديث عن النأي بالنفس هو أمر غير طبيعي وكأننا نخرج عن القواعد. إسرائيل عدو ونقطة على السطر. لا يزايدن أحد علينا في هذا الموضوع، كما هي عدو لكل العالم العربي اليوم. هذا أمر واضح، والجامعة العربية ما زالت متمسكة بخطة السلام التي وضعتها. هذا المبدأ أقرته حكومة الرئيس ميقاتي التي كنا في حينه نقول عنها أنها حكومة حزب الله. ما هو النأي بالنفس؟ أن ننأى بأنفسنا عن سوريا وإيران وكل المشاكل التي تحيط بنا. وإلا ما هو الحياد إذا؟

سئل: حكي عن مقاطعة السفير السعودي لسعد الحريري، فما مدى دقة هذا الأمر؟

أجاب: دعوهم يستمروا بهذا التفكير، وأنا على قلبي متل العسل. هذا اسمه تخبط سياسي لا سابق له، والعلاقة مع السعودية ممتازة والحمد لله، ومع كل الدول الخليجية أيضا، وربما هذا ما يزعجهم.

سئل: هل تعتقد أن هذه الجولات ستؤدي إلى مساعدات للبنان؟

أجاب: هم يتحدثون بصراحة ويقولون للبنانيين: إذا أردتم أن نساعدكم عليكم أن تساعدوا أنفسكم. وهم يقولون أيضا أن موضوع النأي بالنفس لم يطبق في أي نقطة.

سئل: هل يريدون النأي بالنفس ليعطونا الكهرباء؟

أجاب: هل يجب أصلا أن يعطونا الكهرباء؟ هل علينا أن نشحذ الكهرباء؟ هل وصلنا إلى هذا الدرك؟ هناك وزارة تسلمها حزب كبير على مدى عشر سنوات، فما الذي أحدثه في هذا القطاع؟ أم يريد أن يحملنا وزر ثلاثين سنة؟

سئل: هل تتوقع المزيد من التصعيد الداخلي على مستوى الحياد؟

أجاب: لا أفهم لماذا يجب أن يكون هناك تجاذب ومشاكل في موضوع الحياد؟ أليسوا هم من اخترعوا النأي بالنفس؟ ليطبقوه إذا. هذا كل ما نقوله. كيف ننأى بأنفسنا وهناك تدخلات في سوريا والعراق واليمن وغيرها؟ بات واضحا أن العرب وضعوا علامة استفهام على هوية لبنان.

سئل: هل يمكننا اليوم إعادة آلاف المقاتلين والخبراء من سوريا والعراق واليمن؟

أجاب: علينا أن نكون صادقين حين نتحدث. وحين نقول أن هناك سياسة نأي بالنفس علينا أن ننأى بأنفسنا بالفعل. هذا النأي لا يجب أن يكون بالتصاريح فقط بل بالأفعال، على عكس ما قاله وزير التربية الحالي.

سئل: يتم اليوم تحميل حزب الله مسؤولية الانهيار الاقتصادي في وقت أن تدخلاته في سوريا والعراق واليمن ليست جديدة، فما سبب ذلك؟

أجاب: هناك أصلا تصعيد إقليمي بين الولايات المتحدة وإيران، ونحن اليوم ندفع ثمن ذلك. فلماذا ندفع هذا الثمن؟ حين يطلق البطريرك الماروني هذه الصرخة، بأنه علينا أن نحيّد لبنان، فما الذي يهدف إليه من وراء ذلك؟ اليوم البلد تعب للغاية، فلماذا علينا أن ندفع أثمان المعركة الكبرى التي تحصل بين هذه الأطراف؟ لا أحد يحمّل حزب الله أكثر مما يحمل كل هذه المشاكل الحاصلة. حين خرجنا بشعار لبنان أولا خرج من يقول لي أنني أتخلى عن القضية الفلسطينية. لا، أنا لا أتخلى عن القضية الفلسطينية، لكن شعارنا هو لبنان أولا واللبنانيون أولا، ولا يمكن أن يكون هذا مجرد شعار. يجب أن يكون فعلا أولا، لكي يصبح الأمر حقيقيا، وقبل كل قضية تحيط بنا. قبل سوريا وفلسطين والسعودية وإيران وكل قضية أخرى، لكي يتمكن المواطن من أن يعيش حياة كريمة.

سئل: لكن الزيارات التي يقوم بها اللواء إبراهيم، ولا سيما إلى السفارة السعودية، لا يمكن أن تتم من دون غطاء من رئيس الجمهورية أو حزب الله. فكيف قرأت هذه الزيارة؟

أجاب: لم أر اللواء إبراهيم. علي أن ألتقي به لكي أعرف حقيقة الأمر. يطلقون الاتهامات وأنا لم ألتقه ولا أعرف ما الذي حصل معه في الكويت. حتى أنه لم يتحدث معي أحد من الكويت، ولم أتحدث مع السفير الكويتي.

سئل: هناك قلق بشأن استحقاق 7 آب المقبل، تاريخ صدور قرار المحكمة الدولية، لا سيما في ظل التصعيد الحاصل وموقف حزب الله بهذا الشأن الذي أكد أن المحكمة لا تعني الحزب وهي خارج اهتماماته، فما ردك؟

أجاب: هذا أمر غريب، ففي كل البيانات الوزارية نقول أننا نحترم كل القرارات الدولية. فهل سنصبح مثل إسرائيل التي تتعاطى بالقطعة مع القرارات الدولية؟ إما ان نكون ضمن المنظومة في هذا المجتمع الدولي وإما خارجها إذا أراد الشباب ذلك؟

رفيق الحريري استشهد في 14 شباط 2005، والناس هم من طالبوا يومها بالحقيقة والعدالة. وفي 7 آب سيصدر الحكم وسيكون لي كلام، فاسمعوني في 7 آب.

سئل: يحكى اليوم أن الدولار سينخفض إلى ما دون 5 آلاف، في ظل الغلاء الفاحش الحاصل، فما الذي يحصل؟

أجاب: نحن ننتظر أن ينخفض سعر صرف الدولار. أليس هذا ما تقوله الحكومة؟ هل سنصوت ضد ذلك؟ إذا قدمت الحكومة مشروعا ينقذ لبنان فإننا سنكون معها ولن نكون ضدها، لكن ليقدموا أمرا يفيد لبنان ولينجزوا الإصلاحات اللازمة وليس المحاصصة الحاصلة. فعلى سبيل المثال، يصوبون اليوم على قانون في موضوع الكهرباء، وهو القانون 462 وهم يريدون تغييره، في حين أننا اليوم في أزمة اقتصادية عميقة، والمجتمع الدولي يطالب لبنان بإصلاحات، فلماذا يريدون القيام بعكس ما يريده المجتمع الدولي؟ لماذا تكون الهيئة الناظمة في الكهرباء مختلفة عنها في الاتصالات وفي الطيران المدني. هذا أمر غير طبيعي وهناك خلل سياسي. هناك من يفكر أنه يريد أن يقوم بل شيء على هواه، في حين أن الإصلاح ليس كذلك. لماذا نخترع كل يوم نظاما جديدا لأن هذا الوزير يريد ذلك أو ذاك الحزب يطمع إلى ذلك؟ إذا كانوا يريدون إخراج لبنان من أزمته، عليهم أن يقوموا بالأمور الصحيحة. 

سئل: لكن وزير الخارجية الأميركي طالب بحكومة بعيدة عن حزب الله؟

أجاب: أعود لكلامي الأول: لبنان أولا. إذا كان هناك صراع كبير في المنطقة، فما دخل المواطن اللبناني فيه؟

سئل: ما المطلوب إذا؟

أجاب: أن ننأى بأنفسنا حقيقة، طالما أن المشكلة كبيرة إلى هذا الحد. ما الذي يمنع من النأي بالنفس؟

سئل: هناك نوع من تضييق الخناق الأميركي على حزب الله في موضوع اليونيفيل، ألا يستدرج ذلك ردا من الحزب؟

أجاب: هل قلت أني أتبنى هذه السياسة؟ هذه السياسة لا دخل لسعد الحريري بها ولا حزب الله، هذه السياسة بين الولايات المتحدة وإيران ونحن ندفع الثمن.

سئل: كيف ترى العرض الإيراني بتزويد لبنان بالنفط؟

أجاب: هناك حكومة وهي من تقرر. أنا لست بالحكومة بل بالمعارضة. أنا من جهتي أرى أن على لبنان أن يكون مجتمعا منفتحا على كل دول العالم، وعلى الاقتصاد أن يبقى حرا. هذا الاقتصاد الذي كان قائما على المصارف والانفتاح على دول العالم يجب أن يستمر، وأن كان بحاجة إلى تعديل أو إصلاح، فإن هذا لا يعني أبدا أن نغيره.

سئل: تحدث الرئيس دياب عن عدة الحكم؟

أجاب: إذا كان قادرا على أن يغير فليغير ما يريد.

سئل: الوزير جبران باسيل قال في تغريدة له أن طريق العودة ستكون طويلة، فما ردك؟

أجاب: هذا الكلام قاله قبل ثلاث سنوات، أليس هو من قال أيضا أنه سيأتي بالكهرباء 24 على 24 ساعة؟

وردا على سؤال قال: هناك تعامل مع الانهيار الاقتصادي الحاصل اليوم وكأنه بالقطعة. الأمر لا يصح كذلك. لا بد من تناول كل القطاعات مجتمعة. لا بد من القيام بكل الإصلاحات اللازمة.

سئل: لماذا لم تتم هذه الإصلاحات؟

أجاب: عليكم أن تسألوهم هم وليس أنا.

سئل: كيف ترى خطة النازحين التي أقرت بالأمس؟

أجاب: هذه الحكومة بات عمرها 6 أشهر، فما الذي قامت به؟ هل وضعت ورقة؟ هل عاد نازح؟ لنرى..


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 تموز 2020 19:22