4 آب 2020 | 07:58

أخبار لبنان

كي تصبح وزيراً عليك أن تكون سكرتير جبران باسيل!

كتب عوني الكعكي‎:‎

طفح الكيل، وتحمّل أكثر من طاقته، وكان يشعر بأنه مراقب في كل حركة يقوم بها، حتى أنه ‏في أحد الأيام دخل الى الحمام، وخرج بشكل مفاجئ، ليسمع سكرتيره يتحدث مع جبران باسيل ‏ويقول له إنّ الوزير دخل الى الحمام‎.‎

هذا قليل من معاناة الوزير المميّز، والديبلوماسي الراقي، وصاحب الخبرة الواسعة في عالم ‏السياسة.. قضى أكثر من نصف عمره في فرنسا حيث كان يعمل متحدثاً رسمياً باسم جامعة ‏الدول العربية وشغل كرئيس لبعثتها هناك‎.‎

كان من أنجح الديبلوماسيين، لكنه لم يعد يتحمّل تدخل الوزير جبران باسيل في كل صغيرة ‏وكبيرة. أما الأسباب الحقيقية التي أدت الى استقالة الوزير ناصيف حتي فنوردها كما يلي‎:‎

أولاً: كان الوزير حتي يعاني من تدخلات جبران باسيل، في كل صغيرة وكبيرة في الوزارة، ‏حيث شعر الوزير ناصيف أنّ كل ما يجري في وزارته يقع تحت «نظر» جبران، وأنه بالرغم ‏من أنّ الوزير حتي هو وزير مميّز، لكن تدخلات باسيل ليست لها حدود، خصوصاً أنّ سكرتيره ‏السفير هادي الهاشم كان سكرتير جبران، وفي الحقيقة كان السفير الهاشم يتلقى الأوامر من ‏جبران باسيل مباشرة‎.‎

ثانياً: ليست المرة الأولى التي يعيّـن فيها سكرتير جبران باسيل وزيراً حيث أنّ ندى البستاني ‏كانت سكرتيرة سيزار ابو خليل الذي كان بدوره سكرتير جبران. وهكذا أصبحت هناك قاعدة ‏جديدة في الحكم فلكي تصبح وزيراً عليك أن تكون سكرتيراً لجبران باسيل‎.‎

ثالثاً: عند زيارة وزير خارجية فرنسا لم يحضر ناصيف الجلسة مع رئيس الجمهورية، والأنكى ‏من ذلك كله أنّ الاجتماع الذي حصل في القصر الحكومي مع الوزير الفرنسي غُيّب الوزير حتي ‏أيضاً بالرغم من أنه من البديهي عند اجتماع رئيس الحكومة مع وزير خارجية أي دولة أن يكون ‏وزير الخارجية الى جانب رئيس الحكومة‎.‎

والسؤال: لماذا تغييبه؟ وهل كان التغييب بناءً لطلب باسيل كما يقولون؟

رابعاً: يعاني وزير الخارجية من سوء العلاقات مع جميع دول العالم خصوصاً وأنّ الموقف ‏اللبناني أصبح منحازاً لإيران وسوريا ومعادياً للمملكة العربية السعودية، حيث لا يمر أسبوع إلاّ ‏ويتحفنا قائد المقاومة بقوله: «الموت لآل سعود والموت لأميركا‎».‎

كذلك هي الحال مع معظم الدول العربية حيث أصبح لبنان منقطعاً عن العالم ويناصب العداء لكل ‏دول العالم… فعلى سبيل المثال، كيف يمكن أن يتصرّف رئيس الحكومة تصرفاً غير لائق، مع ‏وزير خارجية فرنسا، ما اضطر الأخير الى سؤاله: أين الإصلاحات التي تتحدّث عنها؟

يا جماعة لم تعد لنا في العالم أي دولة تحب لبنان، وأصبحنا بسبب مواقف رئيس الجمهورية ‏وحكومته التي ليس لها علاقة بأي حكم إلاّ تنفيذ أوامر جبران باسيل. والجميع يتذكر كيف صوّت ‏مجلس الوزراء بإلغاء معامل الكهرباء في سلعاتا وكيف أعاد رئيس الجمهورية في الجلسة التي ‏تليها طرح الموضوع، وأجبروا الوزراء على التصويت لصالح مشروع سلعاتا لأنّ الوزير ‏جبران يريد ذلك‎.‎

أخيراً… استقالة الوزير ناصيف حتي كانت محضّرة منذ ٣ أشهر، هذا ما قاله الوزير لأحد ‏الأصدقاء المقرّبين، حيث شكا من تدخل الوزير السابق جبران باسيل بكل صغيرة وكبيرة في ‏وزارة الخارجية… حاول الوزير حتي أن يصبر عسى أن يستكين الوزير باسيل ويتراجع ولكن ‏‏«فالج لا تعالج‎».‎

خامساً: من أهم الأسباب التي سرّعت في تقديم الاستقالة أنّ يوم الجمعة المقبل سوف يصدر ‏الحكم بقضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري من «لاهاي»، وهناك تخوف من ان يكون الحكم ‏الذي سيصدر موجهاً الى أشخاص تضطر معه وزارة الخارجية من اللجوء الى الدفاع عن الحكم ‏وهذا برأينا سرّع عمليتي الإستقالة والتعيين لا سيما وأن هذه الحكومة هي حكومة «الحزب ‏العظيم» وليست حكومة لبنان‎.‎



عوني الكعكي - الشرق

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 آب 2020 07:58