12 آب 2020 | 07:46

أخبار لبنان

‏ تأخير مشاورات تشكيل الحكومة سيصطدم بموقف سلبي من المجتمع الدولي

‏ تأخير مشاورات تشكيل الحكومة سيصطدم بموقف سلبي من المجتمع الدولي

‎ ‎كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : قال مصدر نيابي بارز بأنه ليس في مقدور رئيس ‏الجمهورية ميشال عون أن يطالب لنفسه التمهُّل في تحديد موعد ‏لإجراء استشارات نيابية مُلزمة ‏لتسمية رئيس الحكومة المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة بذريعة أنه في حاجة إلى ‏مزيد من الوقت ‏للقيام بمشاورات سياسية يراد منها - بحسب وجهة نظره - بأن تتلازم تسمية الرئيس مع ‏تسهيل ‏مهمته في تشكيل الحكومة‎.‎

ورأى المصدر النيابي لـ"الشرق الأوسط" بأن لا مبرر للتأخير في إجراء الاستشارات المُلزمة، ‏وأن ما حصل ‏من مشاورات قبل تكليف الرئيس حسان دياب بتشكيل الحكومة لا يمكن أن يتكرر ‏لأن عامل الوقت لا يسمح ‏بتكرار هذا السيناريو غير المسبوق الذي كان ابتدعه المستشار ‏الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي‎.‎

وحذّر من أي محاولة يراد منها تأخير إجراء الاستشارات النيابية المُلزمة مهما كانت الذرائع التي ‏يمكن لعون أن ‏يتسلّح بها، وقال إن مجرد التمهُّل سيدفع باتجاه اصطدامه بالموقف الفرنسي الذي ‏عكسه الرئيس إيمانويل ماكرون ‏في خلال زيارته للبنان، وشدّد فيه على ضرورة الإسراع بتهيئة ‏الظروف لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة التي ‏يفترض أن ترى النور بالتلازم مع عودته في مطلع ‏سبتمبر (أيلول) المقبل إلى بيروت‎.‎

واعتبر المصدر نفسه أن مجرد جنوح عون إلى التريُّث يترتّب عليه موقف سلبي من المجتمع ‏الدولي، خصوصاً ‏تلك التي شاركت في مؤتمر باريس بدعوة من ماكرون والذي خُصّص لتقديم ‏مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لدعم ‏لبنان، وقال إن عون بات يفتقد إلى زمام المبادرة بعد أن ‏تعذّر عليه تعويم حكومة دياب ما اضطر الأخير إلى تقديم ‏استقالته‎.‎

ولفت إلى أنه من السابق لأوانه الدخول في بازار الترشيحات لتولي رئاسة الحكومة على الأقل ‏في المدى المنظور ‏لأن جميع الأطراف تنكبّ حالياً على مراجعة حساباتها من جهة والتبصُّر في ‏أبرز العناوين التي يُفترض أن ‏تؤسس لمرحلة سياسية جديدة، خصوصاً أن الاصطفاف السياسي ‏الذي كان تشكّل مع ولادة حكومة دياب أُصيب ‏بانتكاسة بعد أن تعذّر عليه توفير الحماية لها‎.‎

وشدد على أن من المعالم الرئيسية للمرحلة السياسية الراهنة تلك التي أخذت تدفع باتجاه إعادة ‏خلط الأوراق، وعزا ‏السبب إلى أن تحالف قوى "8 آذار" و"التيار الوطني الحر" تعرّض إلى هزّة ‏من داخله لأنه تعذّر عليه توفير ‏خطوط الدفاع لحكومة دياب التي لم يسجّل لها أي إنجاز يُذكر.

وكشف المصدر نفسه عن أن الاجتهادات تضاربت في تفسير ما قصده ماكرون بدعوته إلى ‏تشكيل حكومة جديدة ‏تستجيب لتطلعات الشعب اللبناني ورغبته في تحقيق الإصلاح.

وقال: بصرف النظر عن  الاجتهادات المتضاربة في تفسير ما قصده ماكرون بدعوته تشكيل ‏حكومة جديدة ‏فإن الصيغ التي اتُّبعت سابقاً كأساس لتشكيل الحكومات قد سقطت ولم تعد تصلح ‏للمرحلة الراهنة التي تتطلب من ‏الحكومة الجديدة أن تستعيد ثقة اللبنانيين كممر إلزامي لاستعادة ‏ثقة المجتمع الدولي‎.‎

ورأى أن لا مكان لما يسمى بحكومة الأقوياء لأنها غير قادرة على ردم الهوّة بين السلطة وبين ‏اللبنانيين وإن كان ‏من السابق لأوانه الخوض في أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة. وسأل أين ‏تقف إيران من الوضع المستجد في ‏لبنان وما مدى صحة تواصلها مع باريس؟ وهل لديها استعداد ‏بأن تعيد النظر في سياستها حيال لبنان؟

ورأى بأن السؤال عن موقف طهران في محله لاستقراء موقف "حزب الله" واستعداده للالتفاف ‏إلى الوضع ‏الداخلي والانكفاء عن تدخله في الشؤون الداخلية العربية؛ لأنه لا مجال لتسويق ‏الحكومة الجديدة عربياً ومحلياً ما ‏لم يبدّل سلوكه في الداخل، شرط أن يكون مقروناً بالتزامه ‏بسياسة النأي بالنفس، خصوصاً أن الجميع يعترف ‏بدوره الفاعل في الشأن الداخلي، وإنما مشكلته ‏تكمن في أنه يشكل رأس حربة في لبنان لمحور الممانعة بقيادة ‏إيران، وبالتالي فإنه يتوجب عليه ‏اتخاذ قرار جريء يقضي بإفساح المجال أمام تشكيل حكومة مستقلة كشرط ‏لإعادة إعمار ‏بيروت‎.‎

وتوقف المصدر النيابي أمام الزيارة المرتقبة لوكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل إلى ‏بيروت، وقال إن ‏أهمية هذه الزيارة تأتي للتأكد من وجود تفاهم بين واشنطن وباريس يدفع باتجاه ‏تزخيم التحرك الفرنسي لإنقاذ ‏لبنان. ‏


الشرق الأوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

12 آب 2020 07:46