13 آب 2020 | 17:30

تكنولوجيا

العلماء يعثرون على أكثر مجرة شبهًا بدرب التبانة

ووفقا لعلماء الفلك، فإن المجرة الشبيهة بمجرة درب التبانة، تبعد عنا 12 مليار سنة ضوئية، مما ‏يعني أن صورتنا عنها كانت عندما كان الكون صغيرا نسبيا، بعمر 1.4 مليار سنة فقط.‏

على هذا النحو، فإن هذا الاكتشاف المذهل يوفر طريقة للنظر إلى الوراء، وتحديدا في فترة تكون ‏المجرات في بدايات الكون.‏

لكن العلماء كانوا في حيرة من أمرهم عندما اكتشفوا أن هذه المجرة البعيدة جدا ليست في حالة ‏فوضوية كما كان متوقعا، إذ إن توقعات علماء الفلك في العادة هي أن المجرات في بداياتها ‏الأولى تكون في حالة مضطربة وغير مستقرة، بما يتماشى مع النظريات الموجودة حول تكوين ‏المجرات.‏

ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف "المفاجئ" بدوره إلى فهم جديد لكيفية تشكل المجرات ‏والعمليات التي يمكن أن تحدث في الكون في وقت مبكر من تشكله.‏

ويقول عالم الفلك من معهد "كابتين" الفلكي بجامعة غرونينجن في هولندا والمؤلف المشارك ‏للدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر"، فيليبو فراتيرنالي: "كانت المفاجأة الكبرى هي اكتشاف ‏أن هذه المجرة تشبه في الواقع المجرات القريبة تماما، على عكس كل التوقعات من النماذج ‏والملاحظات السابقة الأقل تفصيلا".‏

وعندما نظر الباحثون إلى المجرة المكتشفة حديثا، المعروفة باسم ‏SPT0418-47‎، رأوا أن لها ‏سمات مميزة لمجرتنا درب التبانة.‏

وكانت المجرة تحتوي على قرص دوار ومجموعة كبيرة من النجوم حول وسطها، والتي لم ‏يسبق رؤيتها من قبل في وقت مبكر من هذا الكون.‏

من جهتها، قالت الأستاذة في معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية في ألمانيا، فرانشيسكا ريزو، في ‏بيان: "تمثل هذه النتيجة اختراقا في مجال تكوين المجرات، مما يدل على أن الهياكل التي ‏نلاحظها في المجرات الحلزونية القريبة وفي مجرتنا درب التبانة كانت موجودة بالفعل منذ 12 ‏مليار سنة".‏

غير أن المجرة بعيدة جدا عن مجرتنا، بحيث يصعب رؤيتها حتى باستخدام أقوى التلسكوبات ‏التي تم إنشاؤها على الإطلاق، غير أن الفريق تمكن من فحصها باستخدام تأثير يسمى "عدسة ‏الجاذبية"، حيث يعمل الكون نفسه كعدسة مكبرة ويسمح للعلماء برؤية الكون بعمق.‏

وتمكن العلماء من رؤية تلك المجرة من خلال "مصفوفة أتاكاما" الكبيرة المليمترية، أو ‏ALMA، ‏حيث رأوا حلقة ضوئية شبه مثالية حول المجرة، عندما أعيد بناء المصفوفة باستخدام تقنيات ‏النمذجة الحاسوبية نجحوا في رؤيتها بشكلها الحقيقي.‏

وقال علماء الفلك إنهم لم يصدقوا ما اكتشفوه.‏

كما أوضحت المؤلفة المشاركة سيمونا فيجيتي، من معهد ماكس بلانك للفيزياء الفلكية، قائلة: "ما ‏وجدناه كان محيرا للغاية؛ إذ رغم تكون النجوم بمعدل عال في المجرة، وبالتالي كونها موقعا ‏لعمليات حيوية للغاية، فإن ‏SPT0418-47‎‏ هو أكثر قرص مجرة ترتيبا تمت ملاحظته على ‏الإطلاق في الكون المبكر".‏

أضافت فيجيتي: "هذه النتيجة غير متوقعة تماما ولها آثار مهمة على الطريقة التي نعتقد أن ‏المجرات تتطور بها."‏

ويأمل العلماء الآن في إجراء المزيد من الدراسات لفهم كيف يمكن أن تكون مثل هذه المجرات ‏الصغيرة جدا ولكن المتشابهة جدا، في أماكن أخرى من الكون المبكر.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 آب 2020 17:30