18 آب 2020 | 06:39

أخبار لبنان

التكليف والتأليف ..وانتظار نتائج"المحكمة الدولية"

المصدر:" الشرق الأوسط"


‎ينتقل المشهد السياسي اللبناني اليوم من بيروت المنكوبة إلى لاهاي اليوم (الثلاثاء) مع ‏استعداد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لإصدار حكمها البدائي في جريمة اغتيال رئيس ‏الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه وعشرات الضحايا الذين سقطوا من جراء الانفجار ‏الذي استهدفه في 14 فبراير (شباط) العام 2005 في حضور زعيم تيار "المستقبل" رئيس ‏الحكومة السابق سعد الحريري والنائب المستقيل مروان حمادة وعدد من المحامين من ‏وكلاء الدفاع عن الضحايا‎.‎

‎ ‎

ويأتي صدور الحكم البدائي القابل للاستئناف بالتلازم مع تريُّث رئيس الجمهورية ميشال ‏عون في تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل ‏الحكومة الجديدة، وهذا ما يفرض على جميع الأطراف ترقُّب ما سيصدر من ردود الفعل ‏على الحكم بعد طول انتظار استمر لأكثر من 15 عاماً، بدءاً بالحريري الابن، مروراً بالأطراف ‏السياسية وإن كان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الذي كرّر قوله في إطلالته ‏السبت الماضي بأن "الحزب ليس معنياً بالحكم"، وانتهاءً بمن يحاول المزايدة شعبوياً على ‏الموقف الذي سيتخذه رئيس الحكومة السابق‎.‎

‎ ‎

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر أمنية بارزة بأن الحريري كان التقى على التوالي قائد ‏الجيش العماد جوزيف عون والمديرين العامين لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ‏والأمن العام اللواء عباس إبراهيم قبل ساعات من حصول الانفجار في مرفأ بيروت في 4 ‏أغسطس (آب) الجاري‎.‎

‎ ‎

وكشفت المصادر الأمنية أن هذه اللقاءات عُقدت بطلب من الحريري وخُصّصت للبحث ‏في الإجراءات والتدابير التي يُفترض أن تتخذها القوى الأمنية عشية صدور الحكم الذي كان ‏متوقعاً يوم الجمعة في 7 أغسطس الماضي قبل أن يتم ترحيله إلى اليوم بسبب الانفجار ‏المدمّر الذي أصاب بيروت‎.‎

‎ ‎

ولفتت المصادر نفسها إلى أن الحريري شدّد في لقاءاته على ضرورة ضبط إيقاع ردود ‏الفعل حفاظاً على السلم الأهلي والاستقرار ومنع إحداث فتنة مذهبية شيعية - سنّية، ‏انطلاقاً من تقديره بأن المتهمين في جريمة اغتياله وإن كانوا ينتمون إلى طائفة معينة من ‏غير الجائز تحميلها وزر هذه الجريمة‎.‎

‎ ‎

وقالت إن القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني، أتمّت جاهزيتها استعداداً للبدء بتنفيذ ‏يوم أمني، خصوصاً في المناطق المتداخلة لمنع أي احتكاك يُفترض أن يبدأ قبل ساعات من ‏موعد صدور الحكم‎.‎

‎ ‎

وأضافت أن الحريري كما تقول أوساط سياسية واسعة الاطلاع، كان أول من قال فور ‏تشكيل المحكمة الدولية بأنه يعترف بالحكم الذي سيصدر عنها ولا يشكك فيه لأنه يؤمن ‏بالعدالة الدولية‎.‎

‎ ‎

وأكدت هذه الأوساط أن من يحاول الخروج عن الثوابت الوطنية التي أرساها الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري سواء لجهة الدور الذي لعبه لوقف الحرب المدمّرة في لبنان وإعادة ‏إعماره وتكريس حياته للحفاظ على السلم الأهلي وحماية العيش المشترك، يمعن ثانية في ‏اغتياله سياسيا لأنه لا يدرك بأنه كان النموذج اللبناني لإنقاذ بلده وإعادته إلى خريطة ‏الاهتمام الدولي، إضافة إلى دوره في التوصُّل إلى اتفاق الطائف‎.‎

‎ ‎

وسألت عن رد فعل رئيس الجمهورية وفريقه السياسي حيال هذا الحكم ومدى استعدادهما ‏لاتخاذ موقف غير تلك المواقف التي صدرت عنهما بعد وقبل التوصُّل إلى إبرام ورقة ‏التفاهم التي توافق عليها عون أثناء وجوده على رأس "التيار الوطني الحر" مع نصر الله‎.‎

‎ ‎

وقالت بأن لا مصلحة لعون في تكرار مواقفه السابقة قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، إلا إذا ‏أراد باسيل الذهاب بعيداً في مراعاته لحليفه "حزب الله" ظنّاً منه بأن وضع كل أوراقه في ‏سلة الحزب يمكن أن يشكل له رافعة سياسية لإعادة تعويمه، خصوصا أنه كان لمح بأن ‏هناك من يلوّح بفرض عقوبات عليه بسبب دفاعه عن الحزب رغم ما لديه من ملاحظات ‏على أدائه في الداخل‎.‎

‎ ‎

لذلك، فإن الحكم البدائي في حال وجّه الاتهامات إلى عناصر تنتمي إلى "حزب الله"، رغم ‏أن نصر الله دافع عن براءتهم، يمكن أن يترتب عليه تداعيات في الخارج بصرف النظر عن ‏ارتداداته في الداخل، وقد يبادر بعض الأطراف في المجتمع الدولي وأولهم الولايات ‏المتحدة إلى ضم الملف الخاص بالحكم إلى ملف العقوبات المفروضة على "حزب الله"، ‏ناهيك عن موقف مجلس الأمن الدولي وما إذا كان سيترك رد فعله إلى ما بعد النظر في ‏طلب الاستئناف على الحكم البدائي‎.‎

‎ ‎

وعليه فإن "حزب الله" سيتفرّغ منذ اليوم لرصد ما سيقوله الحريري بعد صدور الحكم، ‏وبالتالي يحصر اهتمامه بوقائع الجلسة لأن عينه ستراقب من بيروت ما سيجري في لاهاي. ‏فيما الجميع يسأل ما إذا كان تشكيل الحكومة سيكون محكوماً بمفاعيل الحكم ما يعقّد ‏التكليف والتأليف أكثر مما هي معقدة الآن‎.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 آب 2020 06:39