باسل الخطيب - مستقبل ويب
منذ عدة أسابيع أعلن مصرف لبنان عن نيته توفير الدولار بسعر مدعوم لمستوردي المواد الغذائية في محاولة من المصرف للسيطرة على أسعار المواد الغذائية التي يتم تسعيرها على سعر الصرف في السوق السوداء.
وفور دخول هذا القرار حيز التنفيذ، توقع الكثيرون ان يهبط سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 5000 ليرة للدولار الواحد، إلا ان ذلك لم يحصل.
وبعد فشل هذا التوقع عاد الكلام عن هبوط سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 5000 ليرة فور بدء تنفيذ قرار تسليم الحوالات الإلكترونية بالدولار وليس الليرة اللبنانية، إلا ان ذلك لم يحصل أيضاً.
مما لا شك فيه ان هذه الخطوات ساعدت في السيطرة على سعر الصرف وإنخفاضه قليلاً، ولكن ما لا يدركه البعض هو ان جميع هذه الخطوات هي مسكِّنات لبلد "مأفلس".
فلا مساعدات التفجير التي قدرت قيمتها بـ 300 مليون دولار ستنفع، ولا توفير الدولار بسعر مدعوم لمستوردي المواد الغذائية سينفع، ولا قرار تسليم الحوالات بالدولار سينفع.
ان ما اذكره اليوم هو ليس لتخويف اللبنانيين، بل لتبنيههم، فالوضع الإقتصادي الذي تمر به البلاد لا يحتاح الى دراسات متخصصة وتحليلات تأخذ طابعاً سياسياً، حيث يمكن لأي شخص يفكر ضمن المنطق معرفة مجريات الأمور على أرض الواقع، خصوصاً ان لبنان بات بحاجة لمساعدة مالية هائلة.
ان الخطوات السياسية التي ستحدث في لبنان في الأيام القليلة المقبلة هي التي ستقرر ما الذي سيحصل بسعر الصرف، حيث ان العوامل التي ستساهم بإنخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية هي كالتالي:
- تشكيل حكومة بشخصيات وازنة تنال ثقة شعبية وثقة دولية والأهم ثقة عربية.
- مباشرة الحكومة بتنفيذ الإصلاحات فوراً.
- هذه الإصلاحات ستدفع المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات مالية على مراحل، في حال قامت الحكومة بالمطلوب منها على صعيد تنفيذ الإصلاحات والتركيز فقط على مصلحة اللبنانيين.
- تدفُّق استثمارات عربية وأجنبية.
- جذب ودائع عربية وأجنبية دعماً لنهوض الاقتصاد.
ان جميع هذه الخطوات ستساهم بخلق حالة من الثقة والأمل وبالتالي ستدفع سعر الصرف الى التراجع تدريجياً وليس بشكل فوري، فرحلة عودة سعر صرف الدولار مقابل الليرة الى مستوى منطقي لن تكون بين ليلة وضحاها.
وبصراحة تامة، إن إستمر الوضع على ما هو عليه الآن، فإن مصرف لبنان مجبر على وقف عملية إستنزاف العملة الصعبة من إحتياطه وهذه الخطوة ستُشعل سعر الصرف ليصل الى مستويات قد لا يتخيلها البعض.
ويبقى لنا الأمل ان تقوم الجهات السياسية بقراءة الوضع الحالي وأن تتخذ خطوات كفيلة بإنقاذ الوضع في اللحظة الأخيرة.
باسل الخطيب - مستقبل ويب
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.