20 آب 2020 | 08:56

أخبار لبنان

هيل: القادة اللبنانيون تجاهلوا تلبية حاجات الناس

لفت مساعد وزارة الخارجية الأميركي ديفيد هيل الى  أن الشعب اللبناني يدرك أن ما حدث في المرفأ هو "من أعراض مشاكل أوسع في لبنان"، لافتا الى أن "القادة اللبنانيين تجاهلوا مسؤوليتهم في تلبية حاجات الناس وقاوموا الإصلاحات العميقة الأساسية المطلوبة كالشفافية والمحاسبة ووضع حد للفساد الذي أصبح متفشيا في هذا النظام الذي يخدم مصالحه الشخصية".

وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال هيل: "نرحب بحكم إدانة سليم عياش، وهو ناشط معروف في حزب الله، وندعو حكومة لبنان لتسليمه لعدالة المحكمة".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عبر الهاتف تحدث خلاله هيل عن زيارته الى لبنان. وقال هيل أن رسالته الأساسية كانت أن الولايات المتحدة موجودة للمساعدات الطارئة والإنسانية في هذا الوضع الصعب، موضحا أن الولايات المتحدة قدمت 18 مليون دولار من المساعدات الطارئة ذهبت الى الجيش اللبناني والمنظمات غير الحكومية "ولم يذهب أي منها الى الجزء المدني من الحكومة". وأضاف: "لكن بالنسبة لنوع المساعدات الجوهرية التي يطلبها اللبنانيون لإعادة هيكلة المالية والاقتصاد، فإن ذلك سيتطلب قيادة ملتزمة بالإصلاحات العميقة التي نتحدث عنها منذ سنوات".

وقال هيل أن رزمة الإصلاحات المطلوبة معروفة ويناقشها صندوق النقد الدولي مع لبنان وهي تدابير إقتصادية ومالية "طال انتظارها". وأشار الى أهمية محاربة الفساد وتحسين الشفافية وإعادة هيكلة الدين العام وإصلاح النظام الكهربائي "الذي لا يزال لا يعمل منذ انتهاء الحرب الأهلية في العام 1990" والتنويع الاقتصادي و"معالجة واقع أن الإيرادات الجمركية تتوزع على الأحزاب عوض أن تذهب الى الحكومة". وأشار الى أن "هناك تركيز على البنك المركزي والحاجة الى مراجعة حساباته لنفهم ماذا كان يحدث هناك بالتحديد".

وقال هيل أن "المطلب الشعبي للتغيير لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا". وقال انه وجد بعض القادة السياسيين واعين للمشكلة التي يواجهون مع الشعب ويحاولون تطوير مفهوم حكم للقيام بالإصلاحات اللازمة، والبعض الآخر في حالة إنكار ويأملون أن يفقد الشعب الإهتمام وهم لا يفهمون حجم المشكلة أو ليسوا مستعدين للتعامل معها". وأضاف:" أحترم جميع القادة والسياسيين الذين علينا مقابلتهم لكن بصراحة، الإجتماعات الأكثر نفعا كانت تلك مع المجتمع المدني وقادة الإحتجاج الذين طلبوا الإجتماع معي للتعبيرعن آرائهم".

وفي ما يتعلق بالحكومة، قال هيل: "ليس على الولايات المتحدة أن تملي على لبنان شكل الحكومة وهذا يعود للشعب اللبناني وإحدى المشاكل التي واجهها لبنان هو كثرة التدخلات الخارجية لدعم جهة معينة كحزب الله وما نود رؤيته هو أن يركز الجميع على ما يطلبه الشعب اللبناني". وأضاف: "اللبنانيون يرون قادة يستخدمون النظام لإثراء أنفسهم وتجاهل المطالب الشعبية وهذا الزمن ولى لأن الأموال لم تعد موجودة لذلك هم في القعر وعاجلا أو آجلا ستدرك القيادة أنه حان الوقت للتغيير وإلا فأنا مقتنع أن الشعب سيزيد الضغط عليهم بحسب محادثاتي مع الأشخاص العاديين والناشطين".

وقال هيل: "في حال رأينا حكومة ملتزمة وقادرة على القيام بالإصلاحات الشاملة لكي تكون هناك دولة مسؤولة وخاضعة للمساءلة من الناس وتلبي حاجاتهم سنكون هناك مع مساعداتنا". واعتبر انه "قد يكون حزب الله جزء من الحكومة أو لا يكون وهو كان موجودا في حكومات سابقة، واستطعنا أن نتعامل في السابق مع حكومات فيها مكون حزب الله، لكن السؤال هو إن كانت ستكون هناك حكومة قادرة جديا على الإصلاحات". وأضاف: الإصلاحات تتعارض مع مصالح جميع قادة الوضع الراهن بمن فيهم حزب الله الذي يتم النظر اليه اليوم كجزء كبير من المشكلة. وأضاف: "دمية نصرالله احترقت في ساحة الشهداء واعتقد أن الناس بدأوا يدركون أن حزب الله هو جزء من النظام الفاسد الذي يخدم مصالحه الشخصية". وأشار الى ان هناك تباين بين ان يكون حزب الله يهيمن علي الحكومة أو فقط موجود فيها "وهو تباين علينا النظر فيه عن قرب".

وحول الوضع الآن في المرفأ، قال هيل: "ننتظر نتائج التحقيق ومن المهم التركيز ليس فقط على اللحظة الفورية التي حصل فيها الانفجار بل على ما اتضح على طول السلسة أي لماذا كان الوصول الى المرفأ متحررا الى هذا الحد، من يملك الأجزاء المختلفة من المرفأ، كيف وصلت حمولة نيترات الأمونيوم الى المرفأ، الكثير من الأسئلة التي نحتاج اليها نحن واللبنانيين وغيرنا قبل أن نصل الى استنتاجات". وأضاف: "نحن مسرورون جدا أن نتمكن من تقديم خبرة مكتب التحقيقات الفدرالي، التي لا مثيل لها في العالم، للتوصل الى أفضل تحقيق ممكن".

بالنسبة لمحادثاته في لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، أشار هيل الى أن الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات سد ثغرة الاختلافات بين اللبنانيين والإسرائيليين، مشيرا الى "حصول تقدم".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 آب 2020 08:56