يلجأ كثيرون إلى المحليات الصناعية حتى يتفادوا السعرات الحرارية الموجودة في السكر، لكن هذه البدائل لا تخلو من أضرار محتملة، بحسب باحثين.
وهذه المحليات الصناعية عبارة عن مواد كيميائية خالية تقريبا أو كليا من السعرات الحرارية، وتمنح مذاقا حلوا للمشروبات على غرار ما يحصل عند إذابة السكر.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن الباحثين يؤكدون الأثر الإيجابي لهذه المحليات في خسارة الوزن، لأنها لا تضم سعرات حرارية أو تحتوي نسبة قليلة منها، بخلاف السكر.
لكن خبراء الصحة يوصون بعدم الإكثار من هذه المحليات الصناعية، كما يحذرون من المواظبة على استهلاكها لفترات طويلة.
وتقول الأستاذة المساعدة في قسم علوم الأغذية بجامعة إلينوي الأميركية، مارتا يانينا بيبينو، إن عدم وجود سعرات حرارية في هذه المحليات لا يعني أنها لا تحدث أي أثر في عملية الأيض أو ما يعرف بـ"الميتابوليزم".
وأوضحت أن البيانات الصحية المتاحة تظهر أن هذه المحليات تحدث أثرا في عملية التمثيل الغذائي أو "الأيض"، وقالت إن هذا التفاعل يتوقف على عدد المرات التي تم فيها استهلاك المادة المحلية.
وأشارت إلى أن أثر المحليات الصناعية في عملية التمثيل الغذائي يختلف من شخص آخر، وسط تزايد ملحوظ في الإقبال على المشروبات التي لا تحتوي على سكر في الولايات المتحدة.
ويقول الباحث المختص في شؤون السمنة والأستاذ في جامعة كاليفورنيا، روبرت لوستينغ، إن هذه المحليات تلحق ضررا بعملية الأيض أو التمثيل الغذائي، لأنها تقوم بمخادعة الجسم.
وأوضح العالم الأميركي أن هذه النكهات الحلوة ترسل إشارات إلى الدماغ وجهاز الهضم حتى يكون في حالة ترقب وتأهب لما سيتدفق من سكر. وحينما لا تصل هذه السعرات التي كانت مرتقبة، فإن ضررا قد يلحق بهرمون الأنسولين الذي يؤدي دورا مهما في جسم الإنسان.
وفي دراسة منشورة بصحيفة جمعية القلب الأميركية، قام باحثون من مستشفى بوسطن للأطفال بدراسة التحول الذي وقع لدى أشخاص انتقلوا من استهلاك المشروبات الغازية العادية، إلى شرب مياه أو مشروبات تضم المحليات الصناعية.
واستعان الباحثون بعينة من 203 أشخاص بالغين ممن يستهلكون مشروبا حلوا على الأقل في اليوم الواحد، لكنهم البعض منهم فقط كانوا يعانون زيادة في الوزن.
وجرى تقسيم هؤلاء إلى ثلاث مجموعات؛ مجموعة أولى استهلكت مشروبات محضرة بالمحليات الصناعية مثل المشروبات الغازية المخصصة للحمية.
أما المجموعة الثانية فاستهلكت مشروبات عادية أي غير حلوة وماء فوارا، بينما واصل أفراد المجموعة الثالثة استهلاك المشروبات الغازية المعتادة ذات المنسوب العالي من السكر.
وحين درس الباحثون نتائج المشاركين الذين كان لديهم مستوى عال من السمنة في منطقة البطن، لاحظوا تغيرا لافتا.
ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين كانوا يعانون البدانة وتراكم الدهون في منطقة البطن، زاد وزنهم بوتيرة أقل حين انتقلوا من السكر إلى المحليات الصناعية وهذا يعني أنهم استفادوا من هذه البدائل.
وأظهرت النتائج أن من استهلكوا المشروبات الغازية المحلاة صناعيا زاد وزنهم بواقع نصف كيلوغرام في المتوسط، بينما تمكن من شربوا الماء من خسارة هذه الكمية.
أما الأسوأ أداء على الإطلاق فهم شاربو المشروبات الغازية المحلاة بالسكر لأن وزنهم زاد بنحو خمسة كيلوغرامات في المتوسط.
ويثار الجدل بشأن هذه المحليات الصناعية منذ عقود، وشاع أيضا أنها تزيد عرضة الإصابة بمرض السرطان، لكن الجمعية الأميركية للسرطان فندت هذه المزاعم في 2016 وقالت إنها لا تتوفر على سند علمي متين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.