تحدث الرئيس سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباح اليوم في قصر بعبدا، ومشاركته في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة العتيدة، وقال: "سميت السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة، كما سبق وأعلنا بالأمس، بعد اجتماع رؤساء الحكومات السابقين. هدفنا جميعا يجب أن يكون إعادة إعمار بيروت، خصوصا بعد التفجير، وتحقيق الإصلاحات المالية والاقتصادية التي بات الجميع يعرفها، والتوصل إلى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي ليعاود المجتمع الدولي دعمه لبلدنا للسيطرة على الانهيار الاقتصادي الحاصل، وبعد ذلك نعود إلى النمو بإذن الله".
أضاف: "كل الكتل النيابية تعلم أنه للوصول إلى هذا الهدف، لا بد من أن تكون حكومة مشكلة من أشخاص معروفين بالكفاءة والنزاهة والاختصاص، ويجب أن تتشكل بسرعة وتصوغ بيانها الوزاري بشكل أسرع، وكل الكتل النيابية أعلنت نيتها أقصى التعاون مع الحكومة لتنفيذ الإصلاحات بسرعة".
وتابع: "أود أن أؤكد مجددا أن الهدف هو إعادة إعمار بيروت، وهنا أود أن أقول أن ما حصل في بيروت هو دمار شامل، وإن كنا نريد إعادة إعمار بيروت، فيجب أن تكون هناك خطة واضحة ومساعدات واضحة من الخارج، لكي نتمكن من إعادة كل بيت وكل محل وكل زاوية إلى ما كانت عليه. هذا هو الهدف الأساسي بالنسبة إلي وإلى رئيس الحكومة. ويجب أن تتحقق الإصلاحات لإعادة ثقة اللبنانيين والعالم باقتصادنا لكي نبدأ بإذن الله بالخروج من الأزمة".
وردا على سؤال عما ستختلف هذه الحكومة عن سابقتها، علما أنه كان مطروحا بقوة، أجاب: "جميعنا يعرف الظروف التي أوصلت إلى هذا الموقف بالنسبة إلينا، وكل الكتل النيابية كان معروف ما اعتراضها على سعد الحريري، وأنا ارتأيت أن البلد اليوم لا يحتاج إلى مناورات، بل إلى حلول وإلى النهوض والالتقاء مع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مكان ما. واليوم الرئيس الفرنسي يعمل مع المجتمع الدولي لكي ينهض لبنان من الركام الذي يرزح تحته وتحصل فيه إصلاحات حقيقية وبرنامج مع صندوق النقد الدولي. وقد رأينا في السابق حين يكون هناك عدم تعاون بين الأفرقاء السياسيين ما الذي يمكن أن يحصل في البلد، خاصة وأن التجربة السابق كانت فاشلة جدا. من هذا المنطلق، ليس هناك فريق سياسي أكبر من مطالب الشعب، وليس هناك فريق سياسي أكبر من حاجة الشعب إلى الحلول، ولا يستطيع أي فريق سياسي أن يترك البلد ويقول، إما أن نصلح كل شيء ونقوم بكل شيء وإما أن نبقى في البيت. لا أظن أن هذه هي الحلول، بل هناك خلافات أساسية في البلد مع أفرقاء سياسيين عدة، والحل هو أن نقول موقفنا السياسي بوضوح ونواجه. أخيرا، سيكون لي حديث خلال الأيام المقبلة لكي أشرح كل هذه المرحلة المقبلة".
وعما إذا كان يريد حكومة سياسيين، أجاب: "بالنسبة إلي، هذه الحكومة يجب أن تكون مشكلة من الاختصاصيين، وهذا لا يعني أن يكون الاختصاصيون من تيار المستقبل أو من حزب فلان أو فلان. الاختصاصيون هم أشخاص عملوا ونجحوا في مجال العمل أو الطب أو الهندسة أو الزراعة أو الاقتصاد أو المالية أو غيرها".
وعما اذا كانوا تكنوقراط، قال: "كلا ليسوا كذلك. الفرق أنه مع التكنوقراط، نأتي بأشخاص من الجامعات ويكونوا أكاديميين أكثر. كلا، الدولة بحاجة إلى اختصاصيين حققوا نجاحات في تاريخهم، وإن شاء الله يوفقون في الحكومة".
وعن تسمية القوات اللبنانية للسفير نواف سلام قال: "كل شيء له حسابه".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.