يزور المسؤول الأميركي ديفيد شينكر لبنان، حيث تتسم زيارته بطابع مختلف إذ لن يلتقي، وفق المعلومات، أياً من المسؤولين اللبنانيين، وهي سابقةٌ لافتة تأتي معطوفةً على غياب كلّيٍ لسفيرة الولايات المتحدة الأميركية عن المشهد السياسي، وهي التي كانت اعتادت سابقاً على حركة نشطة.
وقد لفتت مصادر مطلعة عبر "الأنباء" إلى أن زيارة شينكر، "تأتي لتأكيد المؤكّد بالنسبة لموقف بلاده"، لكنها اعتبرت أن عدم التقائه بأيٍ من المسؤولين يصبّ في خانةٍ يُقصد منها عدم القيام بما يخلط الأمور على المبادرة الفرنسية، حيث أن التوجّه الأميركي لا يزال حتى الساعة يقضي بضرورة التعاطي الإيجابي مع مبادرة ماكرون، أي على عكس ما يُشاع عن رفضٍ أميركي لها، وهو ما برز في كلام وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي وإنْ كرّر الموقف التقليدي لبلاده ضد حزب اللّه، إلّا أنه لم يُنكر وجود تنسيق مع فرنسا حيال الوضع اللبناني.
من جهتها، نقلت مصادر سياسية لـ"نداء الوطن" أنّ الدوائر الرسمية لا تزال تعوّل على إمكانية أن تتبلغ خلال الساعات المقبلة إدراج بعض المسؤولين الرسميين على جدول لقاءات مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر، موضحةً في هذا الإطار أنه "إذا كانت الترجيحات تشير إلى استبعاد قصر بعبدا عن قائمة لقاءات المسؤول الأميركي فإنّ الرهان يدور حول ما إذا كانت عين التينة ستشكّل إحدى محطات لقاءاته، أقله لإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول مسألة ترسيم الحدود المعلقة راهناً".
وأشارت ان في زيارة شينكر اكثر من رسالة اولها تأكيد الاميركيين عدم ثقتهم بالمسؤولين في لبنان، ووجود خلاف فرنسي اميركي حول التعاطي مع القوى السياسية فيه. فبينما جاء ماكرون يحث السياسيين على الاصلاح كسبيل للإنقاذ معلناً امام المجتمع المدني ان رئيس الجمهورية منتخب من مجلس النواب المنتخب من الشعب وان "حزب الله" يمثل شريحة من اللبنانيين، يتمسك الاميركي بموقف مختلف تماماً، ويراهن على الشارع للتغيير وبدا ذلك واضحاً منذ حركة 17 تشرين والتي لاقاها الى فرض عقوبات وحصار اقتصادي هدفه اميركياً احكام الطوق على "حزب الله". ويتضح من خلال لائحة الشخصيات التي يلتقيها شينكر من نواب سابقين وشخصيات لها مواقفها المتطرفة تجاه "حزب الله" ورئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، ان هناك مسعى اميركياً لتحسين معنويات فريق بدأ يشعر مع المبادرة الفرنسية انه بات مهمشاً.
وتجزم ان شينكر لا يحمل اي طرح بل مجرد الاستماع الى هؤلاء وحثهم على التصدي للواقع، ما يعني ضمناً عدم الرهان على المبادرة الفرنسية التي نأى الاميركيون بأنفسهم عن تأييدها. يعتبر الاميركي ان شروطه للبنان باتت معروفة ويحض من يطلق على تسميتهم المجتمع المدني على الدفع في هذا الاتجاه. مع الاشارة الى ان الزائر الاميركي يزور لبنان قادماً من قطر حيث التقى المعارض السوري معاذ الخطيب، وهذه دلالة بذاتها الى المنحى الذي تعمل عليه بلاده. حتى الساعة لا يرى الجانب الاميركي ما يستفزه في التسوية الفرنسية، فالفرنسيون لم يقاربوا موضوع الامن وسلاح "حزب الله" بعكس تصورهم، فليس لديهم اي مانع من السير قدماً في مقترحاتهم طالما الاهتمام الاميركي منصب حالياً على الانتخابات الداخلية للبناء عليها. يؤكد المطلعون على الموقف الاميركي عدم وجود نوايا اميركية طيبة تجاه لبنان في الوقت الراهن، وان الاميركيين يسعون الى شد عصب حلفائهم وان الزائر الاميركي لن يبحث موضوع ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، بدليل ما قاله امس من ان الجانب الاسرائيلي لا يزال ينتظر الجانب اللبناني. ما حصل خلال زيارة المبعوث ديفيد هيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري هو التالي، بادر بري الى فتح الموضوع فأجابه هيل قائلاً: نقلنا وجهة النظر اللبنانية لاسرائيل ولا جواب بعد فماذا نناقش؟ وابلغه ان الموضوع رهن زيارة شينكر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.