قام فاعليات فنيدق ومشمش وقرى جرد القيطع بزيارة ود ومحبة إلى بلدة حرار من أجل الوقوف على خاطر الأهالي، وذلك بعد الإشكال الذي حصل على أرض حرار بين آل نعمان - فنيدق وبيت كساب - مشمش. وعُقد لقاء للغاية في قاعة بلدية حرار، استهله نائب رئيس البلدية السابق أحمد عنتر بتقديم وترحيب. البداية كانت مع آيات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ بهاء العلي وكلمة دعا فيها إلى جعل ما حصل درسًا وعبرة والعمل على أن لا تتكرر هذه الأفعال بين الأهل والجيرة.
زكريا
ثم تحدَّث مفتي عكار زيد زكريا فأشار إلى أن "من واجب الفاعليات أن تعمل على عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة، وأن يكون هناك تدارك للمشاكل قبل وقوعها، لأن أيدي الشر وأصحاب الرذيلة تريد لهذه المنطقة أن تفسد.
أضاف: من المؤسف وبدل أن ننشغل جميعنا في البناء والتطوير، ترانا ننشغل في ترميم العلاقات فيما بيننا. ومع أن هذا الأمر فيه أجر، إلا أنه يؤخّر عن المطالبة بحقوق المنطقة وتحقيق التنمية فيها، ونراه يأخذ انتباهنا إلى أماكن أخرى كنا بغنى عنها لو تعقّلنا وتصرفنا بوعي ومسؤولية أكبر.
وشدد زكريا على أن "الواجب يدعونا إلى نبذ الشر والفتنة ورفع الغطاء عن أي مخلّ أو مسيء وتعزيز الأخوة والمحبة والتسامح من خلال دور القدوات فلا نترك المجال لأهل السوء أن يعبثوا بمجتمعنا".
جرجس
رئيس بلدية القريات إمطانيوس جرجس ألقى كلمة الخوراسقف الياس جرجس فقال: "نحن نعتبر ما حصل من إشكال بين أشخاص من مشمش وآخرين من فنيدق غيمة عابرة. فهذه المنطقة هي منطقة تعايش وسلام ومحبة وما حصل لا يليق بها إطلاقًا. وباسم الخوراسقف جرجس أعتذر من أهالي حرار على ما حصل فهذه البلدة تمثل كل المنطقة، نستنكر ما حصل ونشد على يد الحاج وليد للوصول إلى خاتمة سعيدة بإذن الله".
بري
من جهته قال رئيس بلدية مشمش محمد علي بري
"نحن أهل وإخوة قبل أن نكون جيرانًا". وتمنى "أن تحصل هذه اللقاءات بشكل دوري بين القرى والبلدات وكل مرة في قرية أو بلدة من أجل التأليف بين القلوب.
ودعا إلى رفع الغطاء عن أي مخل ولتكن منطقة جرد القيطع واحة السلام والإستقرار والتعايش.
علي
وكانت كلمة باسم مخاتير حرار ألقاها المختار علي عبدالكريم علي فرحّب بالحضور باسم أهالي حرار وقال: "الحمد لله لا زال هناك أشخاص طيبون يعملون للصلح وتعميم المحبة. نحن في النهاية إخوة وأبناء منطقة واحدة وليس بيننا اعتذارات وما يهمنا أن لا تتجدد مثل هذه المشاكل في المستقبل وأن تكون اجتماعاتنا هذه تحصل بشكل مستمر وليس بعد إشكال أو حادث مأساوي".
البعريني
وختامًا تحدث عضو كتلة "المستقبل" النائب وليد البعريني فأشار إلى أنه "جئنا إلى هنا إلى بلدة حرار من مشمش وفنيدق وكل بلدات الجرد، لنقول أن حرار ليست متروكة وهي ليست لوحدها. فحرار هي من هذا النسيج ويعنينا ما يعنيها، ولها في قلوبنا المعزّة والمودة هي وأهلها".
أضاف: "ما حصل من استعراض مسلح وقت حصول الإشكال أمر مرفوض. فبدل أن نرى الشباب يتسابقون على الصلوات في المساجد، وفعل الخيرات، وإغاثة الملهوف وإماطة الأذى عن الطريق، نراهم يتسابقون في الإستقواء على بعضنا البعض ونشر الفوضى وكأنهم أمام خطب عظيم ويريدون تحرير القدس".
وشدد البعريني على القول:" أنه في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون إليه النهوض بمناطقنا وبلداتنا، يتشتت تفكيرنا إلى جانب آخر لا يخدم مسعى النهوض المنشود إنما يقوّضه ويؤثر سلبًا على علاقة التعاون المطلوبة بيننا. فالنهوض بمناطقنا يحتاج إلى نهج مؤسساتي وتعاون من الجميع، والتخلّي عن العنجهية والغرور والشخصانية وكل الصفات القبيحة التي تأخذنا إلى التهلكة. الرجولة ليست في ممارسة القوة وإظهار بأسنا على بعضنا البعض، إنما الرجولة في كيفية تخطي المشاكل وامتلاك النفس عند الغضب. أنتم أهل شهامة وعلينا أن نستغلّ شهامتنا ورجولتنا للنهوض بمناطقنا وحماية بعضنا البعض والدفاع عن مصالحنا في وجه من يعبث بها لكي لا تضيع جهودنا وقوانا سدى".
وختم:"دأبنا أن نقف مع المظلوم، ونردع الظالم. نقف مع الحق أينما كان، ومن أراد أن يتصرّف على هواه ويتخطّى الأعراف والأصول في تصرفاته، فالدولة هي السلطة للتعامل مع كل مخلّ ونحن تحت سقف الدولة، وعملنا هذا يساهم في تعزيز دور الدولة في بسط الأمن وتحقيق الأمان، وعلى الدولة بالمقابل أن لا تنسى أن هناك مواطنون ومناطق محرومة وعليها واجب تنميتها والعناية بها وبأهلها".
تحرير: مايز عبيد
تصوير: عامر عثمان
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.