ما اشبه اليوم بالبارحة؟ هذا المثل ليس بالضرورة اليوم نافذا بدون تحفظ في العلاقات الايرانية- الاميركية ، ولكن مع تغيير بالاسماء والوقائع يصبح واقعا وكان ثلاثة عقود مرت لم تمر . الخطاب لم يتغير لان طبيعة العلاقات بين طهران وواشنطن مازالت تتوالد فوق صفيح ساخن بفعل مواقف أيدولوجية وفكرية وسياسية لم تتغير سوى في بعض أدبياتها … يمكن القول ان الحال على حاله منذ أربعة عقود اي منذ سقوط الشاه ونجاح الثورة وإعلان الجمهورية الاسلامية بقيادة الامام الخميني . في ذلك الزمن كانت قضية الدبلوماسيين الاميركيين الرهائن في مبنى السفارة الاميركية في طهران هي المشكلة والتي استمرت ٤٤٤ يوما وكان ألسؤال كيف ستتفاوض الجمهورية مع " الشيطان الأكبر " ؟ واذا اعتمدت خيار التفاوض فمع من الرئيس جيمي كارتر الموجود في البيت الابيض ام يتم انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية وربما فوز الجمهوري رونالد ريغان ؟خصوصا وانها تملك ورقة انتخابية وازنة ومؤثرة جدا يمكنها الاقتراع بها مباشرة ، وهي مسالة الإفراج عن الدبلوماسيين الرهائن ؟
جيمي كارتر الهادئ يبدو انه فقد صبره مع الاستطلاعات فوافق على القيام بمغامرة عسكرية لإنقاذ الرهائن وأخذ الصورة التذكارية معهم في مطار واشنطن وليضمن بها اعادة انتخابه ، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي "السفينة الكارترية " فهبت في صحراء طبس عاصفة رملية " كانت نعمة من الله" أسقطت طائرة نقل واُخرى هليكوبتر وبدلا من ان يعودوا الرهائن عاد الجنود القتلى في التوابيت ومعهم حظوظ كارتر بالتجديد .وهكذا جرى فتح خطوط تواصل بين طهران وريغان جرى خلالها تأجيل اطلاق سراح الرهائن كما كان متفقا عليه مع جماعة كارتر والاتفاق على تسليمهم لريغان متى تم انتخابه … وهذا ما حصل وتكون تتمتها صفقة السلاح التي عرفت باسم "ايران غيت " والتي لعبت فيها اسرائيل دورا غامضا كانت نتيجته تزويد ايران ٩٦ صاروخ تاو كانت بحاجة لها فمواجهة العراق …
الان الاسماء مختلفة يوجد دونالد ترامب وجو بايدن والانتخابات عالابواب ( ٤ نوفمبر) واذا كانت المفاوضات بين ترامب وطهران غامضة جدا الا انه كما يبدو تتم مبادلة الرسائل عبر عمان وسويسرا . طبعا التفاصيل غير معروفة لكن تقوم أساسا حول رفع الحصار الاقتصادي الذي جعل تصدير ايران للنفط يقترب من الصفر ومستقبل الملف النووي الاكثر تعقيدا لتضمنه مستقبل السلاح النووي او عدمه . ولا شك ان تعقيدادتهما اكبر بكثير من حل مسالة "رهائن " … لكن رغم هذا التباعد فانه يوجد الكثير من التشابه. طبعا ايران حاليا أقوى بكثير وحاضرة اكثر كما لم تكن من قبل ، وهي ترهن مستقبل اربع دول عربية بدلا من الرهائن الامركيين ٤٤٤. وهذه الدول هي : سوريا ولبنان والعراق واليمن .
السؤال الكبير الى اي مدى ستذهب الادارة الاميركية سواء مع ترامب او بايدن في التفاوض مع طهران ؟ هل تترك لطهران حرية متابعة انتشارها الخارجي الذي يمتد من شرق البحر المتوسط حتى باب المندب في اليمن ؟ . ترامب يؤكد دائما ان ما جعل ايران تتمدد وتقرر هو نتيجة للسياسة "الأوبامية " وانه يتلقى الان عواقب تلك السياسة … الواقع يقول انه حتى لو كان ذلك صحيحا فماذا سيفعل هو اذا أعيد انتخابه؟ وهذا السؤال يجر سؤالا اخر وماذاستكون سياسة بايدن اذا انتخب هل يكمل سياسة اوباما ام يتعلم من اخطائها خصوصا وانه كان نائبا لاوباما اي انه ليس برئيا مما حصل …
بعض الاجابات قد تخرج الى السطح في خلال المناظرات التلفزيونية القادمة بين المرشحين ،وبطبيعة الحال فان لانتخاب بايدن سيؤخر الجواب النهائي حتى مطلع العام القادم اما مع ترامب فان القطار سينطلق فور الانتخابات …
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.