14 أيلول 2020 | 18:11

تكنولوجيا

كورونا.. مطورو اللقاحات يتكتّمون على "تفاصيل مهمة".. والعلماء قلقون

حين جرى الإعلان، مؤخرا، عن وقف تجارب سريرية للقاح محتمل ضد كورونا، بسبب مرض ‏أحد المتطوعين في الاختبار، لم يكشف مسؤولو الشركة البريطانية "أسترا زينيكا" عن تفاصيل ‏ما وقع، واكتفوا بالحديث عن ذلك في اجتماع مغلق.‏

وبحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن عددا من العلماء والباحثين يخشون ألا ‏تبادر شركات الأدوية إلى تقديم بيانات مفصلة وكافية بشأن سلامة اللقاحات المرتقبة لأجل حماية ‏الناس من فيروس كورونا المستجد الذي تحول إلى جائحة عالمية.‏

وأوضح المدير التنفيذي للشركة، باسكال ساريوت، أن المتطوع الذي مرض بشكل مفاجئ، ‏يعاني اضطرابا شديدا على مستوى الجهاز العصبي، لكن المسؤول أشار إلى ما حصل خلال ‏اجتماع مع البنك الاستثماري "جي بي مورغان".‏

ويوم السبت، أعلنت شركة "أسترازينيكا"، استئناف تجاربها السريرية مجددا في بريطانيا، من ‏دون أن تقدم أي تفاصيل بشأن تطور الحالة الصحية للمتطوع الذي مرض بشدة وكان سببا في ‏توقف التجارب السريرية لبعض الوقت.‏

وفي المنحى نفسه، لم تقم الشركة بعرض المحادثة التي جرت بين مديرها التنفيذي وبنك "جي بي ‏مورغان" الاستثماري، فإلى حد الآن، جرى الكشف عن طبيعة مرض المتطوع، بشكل غير ‏رسمي.‏

وتثير سلامة اللقاحات حساسية كبيرة في الحقل الطبي، والسبب هو أن مئات الملايين من البشر ‏أو ربما المليارات سيأخذون جرعات منها، وإذا أحدثت مضاعفات غير مرغوب فيها لدى نسبة ‏محدودة فقط، فذلك يعني أن الآلاف أو ربما مئات الآلاف من الأشخاص سيمرضون.‏

‏ في المقابل، ثمة من يرى أن المألوف أصلا هو أن تحتفظ شركات الأدوية بتفاصيل التجارب ‏السريرية وإبقائها قيد الكتمان من أجل حماية حقوق الملكية الفكرية.‏

لكن السياق الحالي مختلف تماما، بحسب منتقدين، ولا يمكن لشركات الأدوية أن تتعامل مع لقاح ‏فيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19، على غرار ما يجري في تطوير عقارات ولقاحات ‏أخرى.‏

ويدعو علماء يقدمون أنفسهم بمثابة "مستقلين"، شركات الأدوية إلى الكشف عن بيانات التجارب ‏السريرية، في ظل تفشي الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 929 ألف شخص في العالم.‏

في الولايات المتحدة، مثلا، يقول الخبراء إن من حق دافعي الضرائب أن يعرفوا التفاصيل، ‏لاسيما أن دعمت بحوث اللقاح بمليارات الدولارات وتعهدت بأن تبادر إلى شرائها، عندما تثبت ‏نجاعتها.‏

فضلا عن ذلك، من شأن الكشف عن هذه التفاصيل أن يزيد ثقة عامة الناس في اللقاحات ‏المرتقبة ضد فيروس كورونا، لأنه سيكونون أكثر اطلاعا على الجوانب المتعلقة بالسلامة.‏

ويرى الباحث في شؤون الصحة بجامعة يال الأميركية، هارلان كرومولز، أن الوضع يكون ‏أفضل كلما أفصحت شركات الأدوية عن تفاصيل التجارب السريرية.‏

وفي الأسبوع الماضي، تعهدت تسع شركات أدوية، في بيان حازم، بأنها ستقف في صف العلم ‏ولن تقوم بطرح أي لقاح ضد كورونا، إلا بعد التأكد من مسألة السلامة، على نحو صارم.‏

لكن البيان المشترك لم يتعهد بنشر تفاصيل التجارب السريرية، وهو أمر يبقي هذه التعهدات محل ‏شكوك من قبيل الكثير من الباحثين الذين يطالبون بقدر أكبر من الشفافية.‏


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 أيلول 2020 18:11