16 أيلول 2020 | 07:40

أخبار لبنان

تطورات "ترسيم الحدود" تنتظر التشكيل ... الحكومة "يا أبيض يا أسود‎‏"‏

تطورات

‎ ‎كتبت صحيفة "نداء الوطن" تقول: عملياً لا شيء تغيّر، كل التهويل والعويل و"تهبيط الحيطان" ‏لم يغيّر قيد أنملة في قاعدة ‏‏"بتمشوا أو بمشي" التي انطلق منها ولا يزال يسير على خطاها ‏مصطفى أديب. كل السقوف ‏العالية والرؤوس الحامية باتت بين بينين لا ثالث لهما: ولادة تشكيلة ‏أديب وفق معايير المبادرة ‏الفرنسية أو اعتذار أديب وانتهاء المبادرة. فما يمكن أن يحققه رئيس ‏الجمهورية حققه وما ‏يمكن أن تحققه قوى الثامن من آذار حققته، الأول حفظ ماء وجهه ‏باستمهال شكلي لإجراء ‏مشاورات "تُحلّل" توقيعه على مراسيم التأليف، و8 آذار رفعت الصوت ‏وتوعدت وهددت فلم ‏يكن لها أكثر من كسر قيد المهلة الزمنية والتحرر من عقدة الانصياع ‏الفوري لتعليمات ‏باريس. أما اليوم فانتهى الوقت وضاق هامش المناورة وأصبح الجميع أمام ‏لحظة حقيقة لتحديد ‏خياراته وحسم توجهاته "يا أبيض يا أسود"، وعلى هذا الأساس ستكون الكرة ‏خلال الساعات ‏المقبلة في مربّع قصر بعبدا ليقرر الرئيس ميشال عون ما إذا كان سيركلها في ‏وجه الرئيس ‏الفرنسي أو يمرّرها إلى ساحة النجمة لينأى بنفسه عن مواجهة الثنائي الشيعي مع ‏الإليزيه‎!‎

إذاً، خياران متاحان أمام عون وعليه أن يقرر اليوم قبل الغد على أي ضفة سيقف، فتأييده ‏مبدأ ‏المداورة بما يشمل حقيبة المالية تختلف وجهات النظر في قراءته، إذ ثمة من يعتبر ‏بين ‏المتابعين أن في موقفه هذا مؤشراً على كونه لن يخاطر ويخلف وعده مع ماكرون ‏بل ‏سيمضي قدماً في موجبات المبادرة الفرنسية ويوقع مراسيم التأليف ليغسل يده من ‏ذنب ‏تعطيلها، أما بعض المصادر المواكبة الأخرى فلا تستبعد أن يكون تأييد المداورة ‏مجرد ‏‏"مناورة" ضمن إطار لعبة توزيع الأدوار بين الرئاسة الأولى وبين الثنائي الشيعي لكي ‏لا ‏ينقطع حبل التواصل مع الفرنسيين بالتزامن مع السعي إلى توسيع هوامش المبادرة ‏الفرنسية ‏وتحقيق أكبر قدر من المكتسبات في تطبيقاتها، فإذا حقق الثنائي مطلبه في إبقاء وزارة ‏المالية ‏تحت قبضته وسمّى هو وزراءه الشيعة في الحكومة عندها سينسحب ذلك حكماً على ‏مختلف ‏الأفرقاء ليعود القديم إلى قدمه في تركيبة الحقائب وتسمية الوزراء‎.‎

في جميع الأحوال، لم يبق سوى ساعات قليلة فاصلة بين الشك واليقين لتحديد مآل ‏المبادرة ‏الفرنسية، و"كتاب الاعتذار" لا يزال في جيب الرئيس المكلف ولا يفصله عن تقديمه ‏سوى ‏الرغبة بإفساح المجال أمام رئيس الجمهورية ليدلو بدلوه وينقل إليه حقيقة الموقف ‏بعد ‏المشاورات التي أجراها مع الكتل. وأكدت مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أنّ ‏‏"خطوط ‏التواصل بين باريس وبيروت ستبلغ ذروتها خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة ‏في ‏محاولة أخيرة لإنقاذ المبادرة الفرنسية وإلا فليتحمل كل طرف مسؤولياته وسيُترك ‏لبنان ‏لمصيره"، مستغربةً تصرف بعض الأفرقاء اللبنانيين مع المبادرة وكأنهم "يسدون ‏خدمة ‏للرئيس الفرنسي بينما العكس هو الصحيح، فماكرون هو من يقدّم خدماته للبنانيين وقد ‏خاطر ‏وجازف بالرهان على التزام الطبقة السياسية اللبنانية بالسير بحل إنقاذي للبنان في وقت لم ‏يعد ‏أحد لا في الداخل ولا في الخارج يثق بها ولا بالتزاماتها‎".‎

وإذ ترى أنّ استنهاض الدولة اللبنانية لم يعد متاحاً إلا بإحداث "تغيرات جذرية ‏وتعديلات ‏جوهرية في قواعد اللعبة التي ينتهجها السياسيون اللبنانيون وأثبتت بالملموس أنها لم ‏تنتج إلا ‏مزيداً من الخراب والانهيار"، أكدت المصادر الديبلوماسية أنّ "تحقيق أي خرق في ‏الأوضاع ‏اللبنانية ينهي الدوامة القاتلة التي تجرف اللبنانيين نحو قاع الأزمة بات مرهوناً حصراً ‏بنجاح ‏المبادرة الفرنسية وعلى الجميع التعامل معها على أنها بحق فرصة أخيرة لن تليها أي ‏فرص ‏أخرى"، مشددةً على أنّ "كل ما سيق وقيل عن أنّ العقوبات الأميركية الأخيرة كانت ‏وراء ‏إجهاض مبادرة باريس لا أساس له من الصحة إنما هو محاولة مكشوفة للتنصل من ‏المسؤولية ‏اللبنانية المباشرة عن تعطيل المبادرة، خصوصاً وأنّ مسار العقوبات معروف ويسير ‏منذ مدة ‏وفق آليات وأسس ليست خافية على أحد بمعزل عن المسعى الفرنسي ومندرجاته، وأي ‏محاولة ‏لاستدراج باريس إلى الصدام مع واشنطن قد تكون لها ارتدادات عكسية على لبنان إذا ما ‏قرر ‏الرئيس ماكرون الدفع باتجاه فرض عقوبات أوروبية إلى جانب الأميركية على ‏المسؤولين ‏اللبنانيين‎".‎

في الغضون، أكدت مصادر موثوق بها لـ"نداء الوطن" أنّ ملف ترسيم الحدود البحرية بين ‏لبنان ‏وإسرائيل موضوع على "نار أميركية حامية" لكنّ واشنطن المهتمة بإنجاز هذا الملف ‏ليست في ‏وارد "حرق المراحل" بل تفضل التريث لإنضاج اتفاق حدودي مبني على أسس ‏صلبة غير قابلة ‏للاهتزاز مستقبلاً، كاشفةً في هذا السياق أنّ "تطورات سجلت أخيراً في ملف ‏ترسيم الحدود لكنّ ‏الأمور مرهونة حالياً بمسار الأحداث الحكومية، بحيث سيصار إلى انتظار ‏تشكيل الحكومة ‏الجديدة للكشف عن هذه التطورات‎".‎


نداء الوطن

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 أيلول 2020 07:40