كتب - خالد الرفاعي
الشعب اللبناني يموت جوعاً و قهراً بين هجرة شبابه و سوء المعيشة و قلة العمل و الامراض التي تفتك به عداك عن انتشار فيروس كورونا القاتل الذي افقدهم القدرة على الاستمرار في وطن اصبحت الحياة به مفقودة و كأنه صحراء جافة لا ماء و لا حجر ولا شجر.
شباب بلا عمل، اطفال دون غذاء، نساء تصرخ في الشوارع و تثور من اجل العيش، في وطن مات فيه الضمير و حسّ المسؤولية المفقود من المسؤولين الذين تسنجد بهم و تلقاهم في منفى آخر و كأنه لا حياة لمن تنادي، ضاربين بعرض الحائط عن معاناة الشعب اللبناني الذي يعيش ضائقة اقتصادية خانقة و خاصة مع ارتفاع سعر الدولار الذي أدى الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني.
و انفجار بيروت الاخير الذي زلزل العاصمة في ٤ آب و هدم منازل المواطنين و اسقط مئات الشهداء و الاف الجرحى و الخسائر المادية الفادحة التي خلفها في البنى التحتية و الشوارع ولم يحرك احداً منهم ساكناً و كانه لا شعب في هذا الوطن.
مر على تكليف السفير مصطفى اديب عشرون يوماً لتشكيل الحكومة و لم يتفق احد من الافرقاء فالكل يريد تفصيل قميص على مقياسه، التيار الوطني الحر يتمسك بوزارة الطاقة الذي شغلها منذ عام ٢٠١٠ حتى اليوم اما الثنائي الشيعي(حزب الله و حركة امل) متمسكون بوزارة المالية و حزب القوات مع الدفة الرابحة كيفما تميل يميل و التقدمي الاشتراكي محتار في اتخاذ موقف علني و كأن في لبنان الوزارة مكتوبة بإسم الذي يحتلها.
اما تيار "المستقبل "برئاسة الرئيس سعد الحريري فاتخذ قرار الحياد و النأي عن المشاركة في الحكومة من اجل تسهيل و تسريع تشكيل حكومة "اديب" من اختصاصيين بعيدين عن احزاب السلطة لمعالجة الازمة التي تجتاح لبنان اقتصادياً، و مستدرك الخطر الكبير الحاصل، كما ان الرئيس الحريري ايضا يدرك تماماً انه اذا لم يتم التوصل الى حكومة انقاذية قادرة على اخراج البلد من عزلته الدولية، سندخل في فراغ طويل و من الصعب حله قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون و انتخاب رئيس جديد هذا اذا تم التوصل و الاتفاق خلال سنوات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.