أحمد عياش - النهار
ماذا يريد "حزب الله" من عضو مجلس حكماء المسلمين العلامة السيد علي الأمين؟
هذا السؤال ينطلق من الدعوى المقامة ضد العلامة الامين والتي ينظر فيها القضاء، رفعتها مجموعة من مناصري الحزب تحت عنوان "اثارة النعرات الطائفية".
لا تبدو الدعوى في ظاهرها سوى محاولة للنيل من هذه القامة الروحية. أما في مضمونها، فهي تأتي على خلفية تصفية حساب إيراني يتولاه الحزب .والشواهد كثيرة وآخرها واهمها، كما قالت اوساط شيعية بارزة ل"النهار"، هو ظهور مرجعية شيعية في البحرين تعطي المواطنين الشيعة هناك فرصة لكي يخرجوا من الطوق الايراني الذي يأخذهم، مثلما أخذ الشيعة في العالم العربي الى مستنقع الفتن والانقسام، وهذا ما يظهر جليا في لبنان هذه الايام.
قد يطول الكلام على الاصرار الايراني على التدخل في البحرين منذ قيام ثورة الامام الخميني عام 1979. لكن القامات الدينية الشيعية التي رفضت الانضواء تحت عباءة ولي الفقيه الايراني، قامت ولا تزال تقوم بما يجب القيام به لتجنيب الشيعة في العالم الاسلامي عموما والعربي خصوصا ويلات المشروع الايراني الذي لم يحمل السلام والاستقرار الى أي مكان وصل اليه، من دون الكلام عن الويلات التي حلّت في أيران نفسها منذ أكثر من اربعة عقود.
من اهم وصايا الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين هو التشديد على إنتماء الشيعة الى اوطانهم.ومن اهم من عمل ولا يزال على إخراج هذه الوصية الى حيّز الوجود هو العلامة الامين.وهنا نأتي مجددا الى دولة البحرين، فهناك سعى الامين قبل عاميّن لدى الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة لإنشاء جامعة دينية للسنّة والشيعة معا توفر التفقّه في المذاهب الاسلامية، على ان يتاح للخريجين تقلّد الوظائف العامة.وقد لبّى الملك طلب السيد الامين، وأبصرت الجامعة النور، وبدأ جيل جديد من الشيعة البحرينيين يصل الى الوظائف العامة، بدلا من الذهاب الى قم بإيران لنيل الشهادات الدينية التي تتسبب بحرمانهم من العمل في اوطانهم التي تتعرّض للتدخل الايراني.
ما جرى بفضل مبادرة العلامة الامين في البحرين هو عمليا سحب البساط من تحت اقدام التدخل الايراني.فكان الرد عبر دعوى في لبنان جاءت ظاهريا على خلفية مشاركة الامين في مؤتمر مؤتمر التنوع الديني الذي إستضافته البحرين في العاشر من كانون الاول 2019 .في هذا المؤتمر كان هناك حاخام إسرائيلي من بين عدد كبير من رجال الدين من شتى الاديان ومن مختلف العالم.وقد شارك في المؤتمر ممثلا للبنان سفيرنا هناك .والقى العلامة الامين مداخلة يمكن قراءة نصها على الانترنت.
يقول الامين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي – المسيحي حارث شهاب انه اذا كانت مشاركة الامين في مؤتمر البحرين هي المشكلة، "فلتعلن الدولة عدم مشاركة أي لبناني في اي فعالية عربية ودولية ".
ما زال هناك الكثير ليقال في هذا الموضوع.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.