جورج بكاسيني

23 أيلول 2020 | 11:55

كتب جورج بكاسيني

عن مصطفى أديب .. والدمى ‏

رغم صمته المدوّي، والمعبّر عن حسّ عالِ بالمسؤولية وبحجم المخاطر التي تحيط بمهمّته ، ‏وهو "المكلّف" بتشكيل حكومة "مهمّة"، يكتسب مصطفى أديب يوماً بعد آخر قدراً إضافياً من ‏المصداقية .‏

ورغم الاتهامات المحبوكة في مطابخ التيئيس والتشهير والتعطيل بهدف إحراجه لإخراجه من ‏أدق "مهمّة" في أخطر ظرف يمرّ به لبنان في تاريخه الحديث، حافظ أديب على دعم قلّ نظيره ‏من رؤساء الحكومات ودار الفتوى مروراً برئاسة الجمهورية وبكركي وغالبية اللبانيين، وصولاً ‏الى فرنسا.‏

هذا الدعم غير المسبوق لا يعني كما زعم بعضهم أن مصطفى أديب "دمية". هذا يعني أن الرئيس ‏المكلّف ارتضى العبور في حقول الألغام اللبنانية ، وتجاوز كل الألاعيب والدمى الحقيقية من ‏أجل مهمّة نبيلة عنوانها إنقاذ لبنان.‏

ربما يظن بعضهم أن اتهام أديب بما هو في هذا البعض يتيح البقاء للحكومة البائدة التي كان له ‏اليد الطولى في تركيبها ، وهي كانت خير دمية بين يديه. أو ربما ذهب به الاعتقاد أنه يستطيع ‏الوقوف في وجه مبادرة أجمع اللبنانيون على اعتبارها "الفرصة الأخيرة". لكن فاته أن زمن ‏الترهيب ولّى وأن كوكب الدمى ينتمي إليه آخرون ليس مصطفى أديب واحداً منهم بالتأكيد.‏

إن من يسعى لصنع معجزة بحجم إنقاذ جمهورية من انهيار شامل تسبّب به كثيرون وفي مقدمهم ‏بعض الدمى، ينتمي الى كوكبة من رجال الدولة الذين يتمتّعون بخبرة موصوفة وبخصال وطنية ‏ومهنية رفيعة .‏

مصطفى أديب واحد من العصاميين الذين اقتحموا مغامرة المشي في وحول التناقضات اللبنانية ‏التي تعاظمت مع التهاب انقسامات الإقليم والعالم . ‏

خاض مجازفته .. ومشى، لأن الأوطان تستحق المخاطرة، أما الدمى فتستحقّ كلاماً آخر.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

جورج بكاسيني

23 أيلول 2020 11:55