رغم صمته المدوّي، والمعبّر عن حسّ عالِ بالمسؤولية وبحجم المخاطر التي تحيط بمهمّته ، وهو "المكلّف" بتشكيل حكومة "مهمّة"، يكتسب مصطفى أديب يوماً بعد آخر قدراً إضافياً من المصداقية .
ورغم الاتهامات المحبوكة في مطابخ التيئيس والتشهير والتعطيل بهدف إحراجه لإخراجه من أدق "مهمّة" في أخطر ظرف يمرّ به لبنان في تاريخه الحديث، حافظ أديب على دعم قلّ نظيره من رؤساء الحكومات ودار الفتوى مروراً برئاسة الجمهورية وبكركي وغالبية اللبانيين، وصولاً الى فرنسا.
هذا الدعم غير المسبوق لا يعني كما زعم بعضهم أن مصطفى أديب "دمية". هذا يعني أن الرئيس المكلّف ارتضى العبور في حقول الألغام اللبنانية ، وتجاوز كل الألاعيب والدمى الحقيقية من أجل مهمّة نبيلة عنوانها إنقاذ لبنان.
ربما يظن بعضهم أن اتهام أديب بما هو في هذا البعض يتيح البقاء للحكومة البائدة التي كان له اليد الطولى في تركيبها ، وهي كانت خير دمية بين يديه. أو ربما ذهب به الاعتقاد أنه يستطيع الوقوف في وجه مبادرة أجمع اللبنانيون على اعتبارها "الفرصة الأخيرة". لكن فاته أن زمن الترهيب ولّى وأن كوكب الدمى ينتمي إليه آخرون ليس مصطفى أديب واحداً منهم بالتأكيد.
إن من يسعى لصنع معجزة بحجم إنقاذ جمهورية من انهيار شامل تسبّب به كثيرون وفي مقدمهم بعض الدمى، ينتمي الى كوكبة من رجال الدولة الذين يتمتّعون بخبرة موصوفة وبخصال وطنية ومهنية رفيعة .
مصطفى أديب واحد من العصاميين الذين اقتحموا مغامرة المشي في وحول التناقضات اللبنانية التي تعاظمت مع التهاب انقسامات الإقليم والعالم .
خاض مجازفته .. ومشى، لأن الأوطان تستحق المخاطرة، أما الدمى فتستحقّ كلاماً آخر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.