كتب زياد علوش (*)
تأتي موافقة الرئيس سعد الحريري على تسمية وزير شيعي للمالية استجابة لدواعي وطنية بمنع الانهيار الكلي الوشيك عبر تنفيذ المبادرة الفرنسية التي قضت بتكليف الرئيس مصطفى اديب بناء على رأي اربع رؤساء حكومات سابقين واشتراط تسهيل تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين
في حيثيات استجابة الحريري فإنها تشترط ان يسمي الرئيس المكلف شخصية شيعية مستقلة للمالية على ان تكون لمرة واحدة ولا تشكل عرفا للقياس عليه مستقبلا وهذا في التعريف السياسي فن الممكن
لا شك ان مبادرة الرئيس الحريري رمت الكرة في ملعب الثنائي الشيعي وقبل ذلك في ملعب رئيس الجمهورية الذي عليه اتخاذ القرار المناسب مع الرئيس المكلف واما تحمل تبعات التعطيل امام اللبنانيين والمجتعين العربي والدولي
يمكن تلخيص مبادرة الرئيس الحريري كالتالي هناك سائق تعرض لحادث خطير دخل في غيبوبة ويكاد يكون مميتا فيتدخل المسعفون لانعاشه لقد تعلمنا في دورات السلامة الاعلامية انه يمكن للمسعف ان يستمر بانعاش المريض كي يستعيد وعية حتى لو تطلب ذلك كسر القفص الصدري
العبرة هنا انه لو نجا المريض من الموت واستعاد وعيه يمكن اصلاح القفص الصدري لاحقا لكن ما فائدة سلامة القفص الصدري اذا مات المريض اصلا
تلك هي الاشارة لمن يود ان يصف الموافقة الاستثنائية والمشروطة على انها مخالفة للدستور الذي لا يعترف بحصرية اي وزارة لاية طائفة
ماذا لو انهار البلد كليا ما نفع الحديث عن جنس الملائكة من وزراء ووزارات
(*) كاتب صحافي ومسؤول شؤون الإعلام في "جمعية كشافة لبنان المستقبل"
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.