25 أيلول 2020 | 14:20

هايد بارك

سعد رفيق الحريري .. ضمانة لبنان الكبير - هدى علاء الدين

كتبت هدى علاء الدين

لا يحتاج لبنان اليوم في ظل سياسات كيدية سائدة تتحكم بكل مفصل وطني أكثر من رجل دولة قادر على إعطاء بصيص أمل للبنان الكبير الذي بات مهدداً بوجوده وكينونته، لديه الشجاعة ليبادر والقناعة بأن وطناً أعاد إعماره الرئيس الشهيد رفيق الحريري لن يسلم الروح ويقع في براثن وحوش التعطيل والفساد السياسي من دون مقاومة.


مرة جديدة اتخذ الرئيس سعد الحريري قراراً بتجرع السم، حفاظاً على فرصة لبنان الأخيرة شعباً وكياناً، وإدراكاً منه أن فشل المبادرة الفرنسية سيدخل البلد من جديد إلى قفص العزلة الدولية سياساً واقتصادياً، مشيراً في بيانه إلى أن بقاء لبنان ومعيشة اللبنانيين وكرامتهم تبقى أكبر من الصراعات الطائفية والسياسية، وهي تستأهل تحييد فرصة انقاذ لبنان عن الخلافات مهما كبرت"...

من يقرأ بين السطور، يرى في البيان رسائل سياسية في أكثر من اتجاه فحواها عدم السماح بإطلاق رصاصة الرحمة على المبادرة الفرنسية، لا لتشريع أي ميثاقية مزيفة غير متفق عليها في اتفاق الطائف، الحفاظ على لبنان الكبير وفك ارتباطه عن المحاور الإقليمية، تلبية مطلب الشعب اللبناني بحكومة حيادية ونوعية لا تشبه في الشكل والمضمون أي من الحكومات السابقة تتخذ قرارات جريئة للإصلاح السياسي والاقتصادي وتنأى بنفسها وبلبنان عن أي صراع خارجي.


أحدثت مبادرة الرئيس الحريري ثقباً في جدار أزمة الحكومة، سيكون مضيئاً لو أن الأطراف المعنية بالأزمة تبادره حسن النوايا وتخلع عنها عباءة التعطيل، وقاتماً لو تمت مواجهتها بالمزيد من العناد والتعنت السياسي والتنصل من الالتزام بأي مبادرة وطنية إنقاذية. فالحريري لا يهدف مطلقاً إلى إقصاء طائفة أو حرمانها من أي منصب وزاري، إنما لا يريد تكريس ما لا يجوز، وإن كان هناك من يهمس في أذن من لا يريد أن يسمع حقيقة الموقف بعيداً عن حملات التخوين ونكران الجميل، فهناك الكثيرين ممن أصبحوا يعلمون اليوم أكثر من أي وقت مضى لماذا كان التمسك بسعد الحريري مرشحاً وحيداً لرئاسة الحكومة؟ فعن أي خيبة أمل ونكران للجميل يتحدثون وهم من أمعنوا في طعنه مراراً وتكراراً وتحمل منهم الصاع تلو الآخر.... هو اليوم لا يريد لبن العصفور، فليقدموه للوطن علّهم يسهموا في انتشاله من وحول ما جنته أيديهم عليه.

بين المبدأ والقناعة والظرف والواقع، يصنع الرئيس سعد الحريري سياسة إنقاذ لبنان مما هو أسوأ يلوح في الأفق. لا مهادنة، لا تردد، لا لمصالح شخصية طائفية تعلو على مصلحة الوطن. حملها في صدره مراراً وتكراراً، وها هو اليوم يحملها مجدداً بكل ما أوتي من قوة وإرادة وعزم، وهو إن اعتاد على تلقي السهام من كافة الأطراف السياسية، يأبى أن يردها على حساب وطنه وشعبه.


سيجد المشككون والكارهون والحاقدون وأصحاب الأقلام الرخيصة والمأجورة في قرار الرئيس سعد الحريري وسيلة جديدة للهجوم عليه، لكن التاريخ سينصفه حتماً أنه وحده من قدم رصيده السياسي قرباناً على مذبح الوطن، وحده ضمانة لبنان الكبير في وجه من يريده وطناً على قياسه. فالسياسة ليست قولاً عبر شعارات شعبوية على الورق إنما فعلاً ونهجاً وطنياً. هذه هي مدرسة رفيق الحريري الوطنية...مدرسة "ما حدا أكبر من بلدو".


قد تكون المبادرة الفرنسية اليوم الفرصة الأخيرة للبنان بعد مرور مئة عام على ولادته، بعدها سيندم كل من سولت نفسه العبث بلبنان الكبير حين لا ينفع الندم....

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 أيلول 2020 14:20