26 أيلول 2020 | 08:21

مقالات

الحريري.. لم يَخسر

الحريري.. لم يَخسر

"المصدر-"ليبانون ديبايت"

على مسافة ساعات حاسمة من بلورة الملف الحكومي، يرى سياسي مخضرم، أن الرئيس سعد الحريري يقف على مفترق طرق بعدما قام بمجازفة كبرى عندما طرح مبادرته بشأن وزارة المال باتجاه "الثنائي الشيعي"، إذ أنه وضع احتمال عودته مجدّداً في السنوات المقبلة إلى موقع رئاسة الحكومة على المحك. وكشف أن خطوته الأخيرة باتجاه حلحلة عقدة وزارة المال، قد أتت في سياق تفاهم كامل مع العاصمة الفرنسية، ومن خلال التنسيق المباشر مع الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك منعاً لسقوط المبادرة الرئاسية الفرنسية.

وإذ أوضح أن الرئيس الحريري لم يخسر في خطوته الأخيرة، رغم أنها كانت مكلفة له، لفت إلى أن هذه المبادرة قد جرت مناقشتها ضمن نادي رؤساء الحكومات السابقين، ولكن تبنّاها وأعلنها الرئيس الحريري وحده، وامتنع الرؤساء الباقون عن تأييدها من أجل الحفاظ على بعض المرتكزات التي قامت عليها المبادرة وأبرزها الإبتعاد عن المحاصصة وعدم تكرار تجربة حكومة حسان دياب.

وفي هذا المجال، تبدو خطوة الرئيس الحريري خطوة رجل دولة، إذ سبق وأن أيّد مبادرة الرئيس ماكرون من دون أية شروط، وهو يرفض اليوم أن يقول أي فريق أنه يريد الإستئثار بأي حصة في الحكومة المقبلة، وارتأى الذهاب نحو مبادرته الأخيرة من أجل فتح كوّة في هذا الحائط المسدود، ولو جرى تصوير ذلك ب "التنازل المُكلف".

وبصرف النظر عن المناخات السياسية التي نشأت في الساعات الماضية، فإن السياسي المخضرم، قد شدّد على أن تشكيل حكومة، ولو وفق قواعد غير مقبولة من الجميع، ولا تتطابق مع حكومة المهمة التي دعا إليها الرئيس ماكرون، يبقى أفضل من البقاء في ظل الواقع الراهن، والإستمرار في تصريف الأعمال مع ما يحمله ذلك من جمود وأخطار كبيرة على الساحة الداخلية، خصوصاً وأن الأشهر المقبلة ستكون حافلة بالصراعات والضغوطات الأميركية مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.

ولفت الى أن الرئيس المكلّف قد باشر جهوده بشكل مكثّف من أجل حسم المشهد الحكومي في غضون أيام قليلة، وذلك، على الرغم من كل القراءات السلبية التي تقول بأن عِقَد أخرى قد تظهر بعد تذليل عقدة وزارة المال، والتي أتت في الشرط الجديد المتمثل بطلب "الثنائي الشيعي بتسمية الوزراء الشيعة، وهو ما سينسحب على القوى السياسية الأخرى المعنية بعملية التأليف ويفتح الباب أمام المزيد من العقد، علماً أن المهلة الزمنية ليست مفتوحة أمام الجميع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 أيلول 2020 08:21